استهدف جيش النظام السوري بلدة
الدخانية في
الغوطة الشرقية الخاضعة لسيطرة كتائب المعارضة المسلحة بغاز الكلور السام التابعة، وذلك بعد عجزه عن استعادة السيطرة عليها، ما أدى لبعض الإصابات، دون أن وقوع وفيات.
وقال الدكتور غزوان الحكيم في حديث خاص لـ"عربي 21"، إن "هذه هي المرة الثامنة التي يستهدف بها جيش بشار الأسد بلدة الدخانية بالغازات السامة بعد فشله في اقتحامها وقصفها بأنواع الأسلحة الثقيلة والصواريخ الموجهة والذكية".
ويأتي هذا التصعيد بعد استرداد مسلحي المعارضة السيطرة على معمل الغاز الذي فقدوا السيطرة عليه قبل يومين أثناء تقدم جيش النظام قرب مدينة عدرا بالغوطة الشرقية، والذي ترى مصادر مطلعة أن استعادته يعد بمثابة استعادة التوازن والتصدي لقوات النظام.
ومعمل الغاز كان المكان الرئيسي لتعبئة الغاز في العاصمة دمشق وريفها من قبل شركة "ساتكوب"، أما حاليا فليس له قيمة مادية بعد أن تم إفراغه تماما.
يشار إلى أن التقدم الكبير الذي يحرزه مسلحو المعارضة السورية في الريف الشرقي للعاصمة يأتي وسط تكتم إعلامي واضح، حيث وصلوا مؤخرا إلى أطراف أحياء العاصمة فيما رد جيش النظام على تقدم المعارضة السورية بالقصف الممنهج والذي لا يوفر جميع أنواع الأسلحة في البر والجو لإعاقة التقدم.
ونتيجة القصف أطلق الناشطون المدنيون من داخل مدينة دوما المحاصرة حملة باسم "دوما منكوبة" للفت نظر الرأي العالم العالمي والمعارضة السورية في الخارج من حكومة مؤقتة لما تتعرض له مدينة دوما التي تحوي ما يزيد على 200 ألف نسمة، من جرائم بحسب وصف القائمين على الحملة.
وأصدرت هذه الحملة إحصائية لعدد
الغارات الجوية التي نفذتها المقاتلات الحربية وعدد القتلى والجرحى من حالات البتر والإعاقة والأطفال اليتامى والدمار في البنية التحتية من مدارس ونقاط طبية وأحياء، باتت دون مستوى الأرض بفعل الصواريخ الموجهة الذكية.
بدروه، قال الناشط الإعلامي أبو الحسن الأندلسي في حديث خاص، إن جيش النظام يستخدم الطائرات الحربية التي تتمتع بخواص القصف الليلي، ما زاد أعداد الضحايا في صفوف المدنيين والمسعفين والأطباء خلال قيامهم بعمليات الإنقاذ، والذين يعانون أصلا من قلة المواد الطبية اللازمة في ظل الحصار الخانق المفروض على المدينة.
وتم توثيق إحصائيات دقيقة من قبل الناشطين القائمين على حملة "دوما منكوبة" لجرائم الحرب، حيث تم تسجيل 248 شهيدا خلال 7 أيام، منهم 50 طفلا.
وأضاف الأندلسي، أن عدد الإصابات قد بلغ خلال النصف الأول من شهر أيلول/ سبتمبر الحالي 900 إصابة، وتم توثيق عدد الغارات التي زادت عن 50 غارة جوية، نتج عنها تدمير لأحد النقاط الطبية البسيطة والمعتمد عليها من قبل الأهالي، وتدمير مدارس المنطقة وعدد من الأحياء السكنية.