قال روجر مويز في صحيفة "التايمز" البريطانية في تعليقه على أهمية دروس الماضي في حرب الإرهاب في المستقبل إن "الحرب على الإرهاب تتحول لتصبح حربا أبدية، وبعد 13 عاما بعد هجمات القاعدة على برج التجارة العالمي في نيويورك والبنتاغون، يحضر الرئيس الأمريكي نفسه والأمريكيين لدخول بلد في الشرق الأوسط كي يسحق جيشا من الجهاديين، ولا يعرف أحد متى وكيف سيكون قادرا على الخروج منه".
ويضيف أن البعض في واشنطن يتوقع حربا على الإرهاب تمتد لمدة 50 عاما أي جيل أو أكثر.
وينقل ما قاله مايك روجرز، رئيس لجنة الاستخبارات في الكونغرس الأمريكي "فقط لأننا تخلصنا من أسامة بن لادن فهذا لا يعني أن التنظيم قد انتهى" وأضاف " من السذاجة بمكان الاعتقاد أن توقف الحرب على الإرهاب يعني توقف المعتقدات الإرهابية".
ويرى مويز أن نذر التدخل العسكري القادم "لا تبشر بخير، رغم أن "تنظيم الدولة" بكل ما يتسم به من فساد وبلطجية عرضة للضرب في العراق وسوريا أيضا" .
والمشكلة كما يقول الكاتب هي أن "الإرهابيين بعد عقد أو يزيد من الملاحقة حول العالم طوروا مناعة وتصميما على مواصلة عملهم. فعندما يتم تهشيمهم فإنهم يتمزقون لقطع، وعندما يتم التنصت عليهم يسكتون".
ففي اليوم الذي أعلن فيه رئيس الولايات المتحدة أنه يعد "تحالفا من الراغبين" وهي عبارة ظلت حية في عهد رئيسين، أعلن تنظيم القاعدة عن إنشاء فرع له في الهند.
وبعد سنوات من الملاحقة بطائرات "درون" لا تزال القاعدة قادرة على الإعلان عن جبهة جديدة "مسمومة وقاتلة: أي تطهير الهند من غير المسلمين وحماية المؤمنين من الاضطهاد، وحربهم بتعبيراتهم ستكون دفاعية".
وعندما يحاول الشخص البحث عن كشف حساب للحرب على الإرهاب التي أعلن عنها جورج بوش لن يعثر على سجل سلبي في النهاية. فالقائمة بأسماء العمليات التي أحبطت لا تعرفها سوى خدمات الاستخبارات، ولكنها تضم عشرات من المحاولات لتهريب مواد سائلة على متن الطائرات المدنية والهجوم على مطار جون أف كيندي وغيرها من الهجمات الضخمة.
وقال الكاتب صحيح أنه نفذت هجمات في مدريد ولندن لكنها لم تكن بحجم هجمات 9/11. وتظهر دراسة قلة في الوفيات منذ 2002 مقارنة مع العقد السابق في القرن الماضي، وتم إجبار أسامة بن لادن على الاختباء.
وأضاف أن هذا يشير لحرفية آلة مكافحة الإرهاب والرقابة الإلكترونية والتعاون بين الحكومات والشركاء في
التحالفات. وتقدم درسا للحرب التي ستشن على
داعش، فقد تعلم الغرب من دروس حرب العراق وأفغانستان وتعلم كيف يكون أذكى من الجماعات الإرهابية. ومع ذلك فقد تجذر فكر القاعدة في منظمات إرهابية من أفغانستان والباكستان والصومال واليمن وكينيا ومالي ونيجيريا إلى ليبيا وتونس وسوريا والعراق وحصل توسع كبير في جماعات التشدد الإسلامي.
ويرى الكثيرون أن هذا التوسع مرتبط بالحربين الطويلتين التي شنتهما الولايات المتحدة على أفغانستان والعراق ولكنهم نسوا كيف أطلق جورج بوش اسم "الحرب الصليبية" على الحرب على الإرهاب. واعتقد أوباما أن الحرب ستكون محدودة طالما "ضبطنا فكرنا وإلا فسنجر إلى حروب لا نريد الدخول فيها.
والسؤال هل سينجو من المصيدة أن الحرب ستعلم فترة رئيسين أخرين؟.
وقال إن كل هذا يعتمد على تعلم أوباما خمسة دروس أساسية وهي أن القاعدة ليست منظمة رسمية على غرار عصابات المافيا، وهو ما يعطي أمريكا الفرصة لتوسيع رقابتها الألكترونية واستهداف قادة القاعدة. والثاني هي أنها فكرة وشبكة، والدولة والحالة هذه تعتمد على نفسها في التجنيد، أما الأمر الآخر فهو انهيار التحالفات التي تشكلت لمكافحة الإرهاب، فتجنيد السعودية والباكستان لمكافحة الإرهاب أعمى الغرب عن المهمة الرئيسية.
ولفت إلى أن هناك حاجة لمراجعة فكرة بوش التي ترى أن التهديدات على الولايات المتحدة تنبع من الدول الفاشلة. ويجب وقف تدفق السلاح فليبيا تقف على أكبر مخزون للسلاح في العالم. وأخيرا فالموضوع ليس عن التطرف الإسلامي، فالسنة والشيعة على حد سواء يتعرضون للاضطهاد وعلينا والحالة هذه الاستماع جيدا.