حول العالم

اللحم النيء يجمع الإثيوبيين من المائدة إلى المستشفى

يفضل الإثيوبيون تناول طبق اللحم النيء في وقت الغداء - الأناضول
يفضل الإثيوبيون تناول طبق اللحم النيء في وقت الغداء - الأناضول
"لذيذ ومنعش ومميز" ثلاث صفات تعكس الطبق المفضل والعادة الغذائية الأبرز التي يحافظ عليها الإثيوبيون بمختلف طوائفهم، رغم مخاطره الصحية التي تقودهم إلى المستشفى في أغلب الأحيان.

وبصفة عامة، يأكل الإثيوبيون في داخل وخارج البلاد، لحوم البقر والماعز النيئة.

وفي العاصمة أديس أبابا، التي تعج بنحو 3.5 مليون نسمة، يتزاحم محبو اللحوم النيئة على محلات الجزارة، التي تبيع هذه اللحوم في أي وقت من اليوم.

ويفضل الإثيوبيون تناول اللحوم النيئة في وقت الغداء، حسب تسيجاي اينيو، الذي يملك محل جزارة في بيازا، قلب أديس أبابا، حيث يتواجد عدد كبير من محلات بيع اللحوم.

وأضاف تسيجاي: "في الإجازات، يحضر الزبائن طوال اليوم، وتعتبر أوقات طفرة في السوق"، مضيفا: "زبائننا يأتون من مختلف الأعمار والخلفيات الاجتماعية".

ومضى قائلا: "نبيع كيلوجرام من لحم البقر النيئ مقابل ستة دولارات أمريكية، في وقت يبيعه آخرون بـ10 دولارات".

وتابع: "ما أن يقرر الزبون ما يفضله، يقطع الجزار اللحم الطازج، الذي يأتي إلى المحل مساء كل يوم، بمهارة".

ويضم طبق اللحوم النيئة شرائح خبز "انجيرا" الإثيوبي، المصنوع من الدقيق والنقانق، ويتناول الطبق مع النبيذ أو البيرة أو الصودا.

مسؤولة برامج بمنظمة غير حكومية، ايتفاراو ابيبي، تبلغ من العمر 33 عاما، كانت تتناول لحوم البقر النيئة مع شقيقتاها، وقالت: "عندما نتعب من الروتين اليومي نلجأ للحوم النيئة"، مضيفة: "لا جدال في أنها تنعش أجسادنا".

وعند طرح سؤال عن العواقب الغذائية لمثل هذا النوع من اللحوم، بدت الجدية على وجه أبيبي، وقالت: "هذا لا يزعجنا".

أما الطبيب ميسافينت ابيبي، الذي يدير عيادة خاصة في أديس أبابا، فيقول: "معظم مرضاي المصابين بتداعيات صحية نتيجة لعاداتهم الغذائية يبالغون في القيمة الغذائية للحوم النيئة ويتجاهلون تداعياتها الصحية".

وتابع بأن الذين يعانون من متاعب صحية نتيجة لعاداتهم الغذائية "يعودون للعيادة بعد فترة من شفائهم، بنفس المشاكل الصحية".

ويرى باحثون أن علاقة الحب بين الإثيوبيين واللحوم النيئة لها جذور ثقافية، ويقول أكاديمي متخصص في الآداب واللغات بجامعة أديس أبابا (حكومية)، سولومون تيسيما، إن أكل اللحوم النيئة مقبول اجتماعيا في الأدب الكلاسيكي والمعاصر في إثيوبيا.

وأرجع المتخصص في التاريخ، ريتشارد بانكروست، عادة أكل اللحوم النيئة إلى القرن السادس عشر.

وقال أستاذ الصحافة والاتصالات في جامعة أديس أبابا، موكوريا ميكشا: "لقرون، دأب المنتمون لكل العرقيات وأتباع جميع الديانات على تناول اللحوم النيئة.. إنه طبق الجميع".
التعليقات (0)