قالت صحيفة "
الغارديان" إن المقاتلين التابعين لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (
داعش) يستخدمون
أسلحة أمريكية وسعودية غنموها من القواعد العسكرية التابعة للجيش العراقي الذي انهارت فرقه أمامهم في حزيران/ يونيو الماضي وأسلحة اشترتها
السعودية وقدمتها للمعارضة السورية "المعتدلة".
وأشارت دراسة لمجلس أبحاث تسليح النزاعات ومقره لندن إلى أن الجهاديين استطاعوا الحصول على كميات كبيرة من الأسلحة الأمريكية التي نقلوها إلى ميادين المعركة الرئيسية.
ولم يقدم التقرير الذي نشره المركز في لندن معلومات عن الكيفية التي يتم فيها الحصول على السلاح، لكن استسلام الجيش العراقي في 10 حزيران/ يونيو منح الجهاديين الفرصة لأخذ كميات كبيرة من الأسلحة من القواعد العسكرية في شمال العراق، وهي أسلحة زودتها الحكومة الأمريكية للجيش العراقي وتشمل على ذخيرة حية وعربات همفي ومروحيات.
واعتمد التقرير على قائمة من الأسلحة لدى القوات الكردية من تلك التي غنمتها من قوات داعش على مدار 10 أيام في تموز/ يوليو. ومن أهم الأسلحة التي غنمتها صاروخان من نوع أم- 70 وهي مشابهة للشحنة التي وفرتها السعودية للمقاتلين في جنوب سوريا في كانون الأول/ يناير2013.
وتم شراء الأسلحة من تجار أسلحة كرواتيين، ونقلت عبر الأردن للمقاتلين المناهضين لنظام بشار الأسد والجماعات التي صنفت باعتبارها غير جهادية. وكانت الولايات المتحدة قد ترددت بدعم المعارضة السورية بأسلحة متقدمة خشية وقوعها في أيدي الجهاديين.
ولم تستجب الإدارة الأمريكية للدعوات المستمرة من المعارضة للحصول على سلاح نوعي تواجه فيها نظام الأسد.
وتقوم واشنطن اليوم بإعادة النظر في استراتيجيتها اليوم بعد انتشار الأسلحة في محور الحرب، خاصة في يد الجهاديين الذين يعارضون نظام الأسد والمعارضة السورية المعتدلة. واستخدم تنظيم داعش الأسلحة التي غنمها من العراق في معاركه شمال سوريا.
ووجد مقاتلو الجيش الحر صعوبة في وقف تقدم داعش الذي هاجمهم بأسلحة ثقيلة مثل "همفي".
وأدى استخدامه لهذه العربات إلى تعزيز مواقعه ضد النظام، حيث سيطر على آخر معقل له في مدينة الرقة – مطار الطبقة العسكري، وتقدمت قواته في منطقة حلب.
وتقول "الغارديان" إن الأسلحة التي غنمها داعش من المخازن العراقية هي إما من مخلفات الجيش الأمريكي الذي استخدمها أثناء احتلاله للعراق لتسعة أعوام أو اشترتها الحكومة العراقية مباشرة من واشنطن. واستطاعت قوات داعش صد هجوم للجيش العراقي المدعوم من الطائرات الأمريكية في محافظة الأنبار.
ويأتي نشر التقرير في الوقت الذي يضع فيه البيت الأبيض اللمسات الأخيرة على استراتيجيته التي تدعو لضربة عسكرية متواصلة لداعش، وتشمل مواقعه في سوريا. وسيعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما خطابه للأمة يوم غد الأربعاء وعشية الذكرى الثانية عشرة لهجمات أيلول/ سبتمبر لتحديد معالم الاستراتيجية التي تدعو لإضعاف وتدمير الجهاديين.
وحاول المسؤولون الأمريكيون حشد الدعم للخطة عشية الخطاب باعتبار ما سيقوله الرئيس تحولا مهما في السياسة الخارجية.
وسيلتقي الرئيس اليوم بقادة الكونغرس في واشنطن، حيث لا يعارض الجمهوريون ولا الديمقراطيون تصعيد الحملات العسكرية ضد داعش. ويدعو المتشددون في كلا الحزبين لضرب الجهاديين وملاحقتهم في داخل سوريا. ولكن المسؤولين في البيت الأبيض لم يتفقوا بعد على قرار توسيع الحملة إلى سوريا. وسيعتمد القرار على الكيفية التي سترد فيها بقية الحكومات على الخطاب يوم غد.
وعليه قامت وزارة الخارجية بإرسال دبلوماسيين إلى الشرق الأوسط، حيث يعتقد مسؤولو الإدارة أن الحرب ضد داعش لن تنجح بدون دعم الدول العربية مثل السعودية والإمارات وقطر، فيما دعت الجامعة العربية لمواجهة التطرف الذي يمثله داعش، إلا أن البيان الصادر عن الجامعة العربية لم يكن واضحا، ولم يدعم بشكل واضح العمل العسكري ضد داعش.
وبعد اجتماع دول الناتو في ويلز–بريطانيا، شعرت الولايات المتحدة أن لديها من الدعم ما يكفي لبناء تحالف دولي يدعم عملا عسكريا في العراق. وزار وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل أنقرة يوم الإثنين، وحث القيادة التركية على المساهمة في الحملة.