أعلنت الرئاسة الفرنسية الأربعاء تعليق عملية تسليم
روسيا أول سفينة عسكرية من طراز "ميسترال"، التي كانت مرتقبة في تشرين الأول/ أكتوبر، لـ"عدم توافر الشروط حتى الآن" بالنظر إلى دور موسكو في
الأزمة الأوكرانية.
وقالت الرئاسة في بيان، إنه "رغم إمكان التوصل إلى وقف لإطلاق النار (في أوكرانيا)، فإنه لا يزال يتطلب تأكيدا وتنفيذا"، وبالتالي فإن شروط تسليم روسيا هذه السفينة "لم تتوافر حتى اليوم" بحسب الإليزيه.
وكانت السلطات الفرنسية، التي تتعرض لضغوط كبيرة، وخصوصا من الولايات المتحدة وبريطانيا لإرجاء تسليم السفينة لروسيا، أكدت حتى الآن أن العملية ستتم في الخريف المقبل كما ينص العقد.
ورحبت الولايات المتحدة الأربعاء بـ"القرار الحكيم" الذي اتخذته فرنسا. وفي رسالة إلكترونية مقتضبة لوكالة الأنباء الفرنسية، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية
جنيفر بساكي: "نعتقد أنه قرار حكيم".
وقال نائب وزير الدفاع الروسي يوري بوريسوف، معلقا على الخطوة الفرنسية، إن "رفض هذا العقد لن يكون مأساة بالنسبة إلينا على صعيد خطة إعادة التسلح (...) رغم أن هذا الأمر مزعج بالتأكيد وسيؤدي إلى بعض التوتر في العلاقات مع زملائنا الفرنسيين".
قدرات "ميسترال" القتالية واللوجستية
يذكر أن سفينة الإنزال الفرنسية المتعددة المهام من طراز "ميسترال"، كانت تتصدر قائمة السفن المرشحة للفوز في مناقصة شراء حاملات المروحيات الأربع للجيش الروسي التي يتوقع أن تطرحها بعد فترة وزارة الدفاع الروسية. وأعرب عن وجهة النظر هذه قسطنطين ماكيينكو نائب مدير مركز الدراسات الاستراتيجية والتكنولوجيات، وذلك في تصريح أدلى به يوم 21 أيلول/ سبتمبر لوكالة "إنترفاكس – آ في أن" الروسية.
وقال ماكيينكو، إنه "يتم اختيار أية منظومة للأسلحة الأجنبية آخذا بالحسبان عددا من العوامل، ومنها القيمة العسكرية للمنظومة والعلاقات السياسية التي تربط الجانبين المصدر والمستورد، واستعداد الجانب المصدر لتسليم التكنولوجيات وتولي الالتزامات بتوريد قطع الغيار وكلفة المشروع. وتتفوق السفينة الفرنسية من حيث كل تلك العوامل على منافساتها".
وبحسب قول ماكيينكو، فإنه في حال التقييم الموضوعي لكافة العروض المتوفرة في السوق من وجهة نظر الإمكانات القتالية فإن سفينة الإنزال المتعددة المهام الأمريكية "أمريكا" من الجيل الجديد والتي تبلغ حمولتها 45 ألف طن، والتي ستستخدم طائرات عمودية الإقلاع تزود بالمروحتين من طراز "أم في – 22 أوسبري"، بمثابة وسيلة الإنزال الرئيسية تعتبر بالطبع أقوى وأفضل النماذج لسفن الإنزال. لكن من المستبعد جدا أن تبيع الولايات المتحدة مثل هذه السفينة لـ روسيا.
وقال الخبير الروسي إنه إلى جانب العلاقات السياسية هناك اتصالات اقتصادية تقليدية تربط روسيا بفرنسا. وأعاد ماكيينكو إلى الأذهان أن المشاريع الكورية الجنوبية والإسبانية والهولندية تحتوي في مكوناتها على معدات أمريكية الصنع، الأمر الذي يقلل إلى حد كبير من قدرتها على المنافسة في السوق الروسية.
وقال ماكيينكو:" فيما يتعلق بالسفينة الفرنسية فإن قيمتها الحقيقية إلى جانب قدرتها على الإنزال تكمن في تعدد المهام التي تنفذها، علما بأن "ميسترال" بالإضافة إلى قدرتها على حمل المروحيات تعد مركزا لقيادة شتى صنوف القوات البحرية، ناهيك عن مستشفى عائم متوفر على ظهرها.
وأضاف أن "مثل هذه السفينة المتعددة المهام عبارة عن مركز للبنية العسكرية الروسية لا بديل له في منطقة الشرق الأقصى الروسي. كما أنه يمكن استخدامها لاستعراض العلم وتنفيذ عمليات حفظ السلام والإنقاذ ومكافحة القراصنة".