قضايا وآراء

بث الأمل

محمد مراح
1300x600
1300x600
يلاحظ على كثير من الصفحات في فضاء الفيس بوك ، التركيز على الأخبار والملاحظات والمظاهر السلبية في حياتنا العامة ، على كافة المستويات والمجالات . ولا أحد يسعه المجادلة في غلبتها على النواحي الإيجابية بكافة المعايير الشرعية ، والعقلية التي تسيغها العقول والنفوس السوية.

لكن ما لايُنكر أيضا وفرة الخبر ، والجوانب الإيجابية في حياتنا وقد لا نبالغ لو قلنا في كافة المجالات والمستويات.

وإن يكن غلب علينا تسجيل السلبيات فيما ننشر ونذيع ، بنية طيبة ،لدى الكثيرين ، خصوصا من الطيبين والخيرين ، ومريدي الإصلاح ، فليتنا نعمر صفاحتنا أيضا بتسجيل والإشادة بما نجده في حياتنا اليومية في مختلف الجوانب من إيجابيات.
 
ولا نعدم وجودها حولنا ، وفي محيطنا القريب أو البعيد نسبيا ، علينا فقط الالتفات إليها ، والتنقيب عنها ، وإرهاف السمع والحس لالتقاطها، ثم تعطير صفحاتنا بها. زرعا للأمل ، وسوقا للقدوة المعاصرة والواقع القائمالقريب منا جميعا، خصوصا إذا كان من البيئة المحلية . فتشيع في الناس أخبار الطيبين ، والمحسنين، والمجتهدين، والناجحين بالخير وفي الخير ، وذوي العفة ، وأهل الأنفة ، والكرم، والشجاعة، والسماحة، والحلم، وحسن الجوار، وكفالة اليتامي ، والوفاء ، وبر الوالدين ، و توقير الكبير، وخدمة المحتاج والعاجز، والحفاظ على البيئة ، وطلب العلا ، والبذل السخي، والإستقامة الوظيفية ، والجد والحزم لدى المعلم ، وتضحية الوالدين ، ووفاء الصداقة . وغيرها من الخلال كثير. 

وليس من العدل في شيء أن ننكر وجودها ولو على نُدرة بدعوى استقلال ماضينا الجميل بهاعلينا أن نشيد بكل فعل من أفعال الخير والنفع التي نشهدها أو تبلغنا عن الثقات ؛ فنرفع من معنويات المجتمع خاصة الشباب الذي هو في أمس الحاجة لأمثلة الخير الحية ، ففيه خير كثير، وفطنة كبيرة ، وقوة جارفة لو تستثمر فستثمر خيرا بإذن الله تعالى.

ما أحوجنا للتخلص من ضغوط الواقع المؤلم ، وغلبة سلبياته الكثيرة على تفكيرنا ، ثم ترجمتها في صور الشكوى مريرة منه، و إدمان نقله على صفحاتنا حتى يعمرها ، و يغلب عليها.

وقد يكون لأسلوب كثير من الصحف العربية  خصوصا تأثير علينا من هذه الناحية ، إذ أنك منذ أن تلقى نظرة على أول عنوان حتى يصفعك بالمصائب إلى ختم عناوين الصحيفة بما يندى جبين الحيوان عن ذكره ن قما بالك بإنسان سوي.

قد يؤنسنا في هذه اللُمعة منهج النبوة السديد ، المتمثل في حياة الأمل في نفس النبي صلى الله عليه وسلم ، وحرصه على بثه في نفوس الصحابة الكرام في أحلك المواقف والأوضاع التي عرفها وعرفوها . ولاستبشاع اليأس وسمه القرآن الكريم بالكفر.

ولا نُرانا نسينا الأثر الجليل :((قوله صلى الله عليه وسلم: ( اذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم).
التعليقات (0)