سياسة عربية

هل تفرق داعش بين المغرب وإسبانيا؟

محمد حصاد وزير الداخلية المغربي ونظيره الإسباني خورخي فرنانديز - أ ف ب
محمد حصاد وزير الداخلية المغربي ونظيره الإسباني خورخي فرنانديز - أ ف ب
بعد أيام من اتهام وزير الداخلية الإسباني خورخي فيرنانديز دياز، للمغرب بالتساهل مع الخلايا الإرهابية التابعة لـ"داعش"، اختارت وزارة الداخلية المغربية الرد عمليا على هذه الاتهامات بتفكيك خلية إرهابية مكونة من تسعة أشخاص تنشط في شمال المغرب.

ومن خلال تفكيك خلية إرهابية تنشط في مدن تطوان وفاس والفنيدق، تعمل على تجنيد مقاتلين مغاربة وأجانب وتأمين الدعم المادي لهم من أجل الالتحاق بصفوف تنظيم "الدولة الإسلامية" بسوريا والعراق، تكون وزارة الداخلية المغربية قد ردت على اتهامات نظيرتها الإسبانية بـعدم الجدية في التعامل مع "داعش".

وأعلنت وزارة الداخلية المغربية، حسب بلاغ صادر عنها يوم الخميس، تفكيكها خلية إرهابية ينشط أعضاؤها في مدن تطوان والفنيدق وفاس، في مجال تجنيد مقاتلين مغاربة وأجانب وتأمين الدعم المادي لهم من أجل الالتحاق بصفوف تنظيم "الدولة الإسلامية" بسوريا والعراق.

إعلان تفكيك هذه الخلية، جاء بحسب محمد مصباح، زميل الأبحاث في "المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية"، من حرص المغرب على التنسيق مع الجانب الإسباني، "رغم أن هذه العملية قد لا تكون ذات قيمة كبيرة من الناحية الأمنية والإستراتيجية".

وقال محمد مصباح في تصريح لـ"عربي21": "أعتقد أن العلاقات المغربية الإسبانية جيدة على العموم، فالجارة الشمالية للمغرب تشيد منذ زمن بعيد بالتعاون المغربي، فهذه العلاقة إضافة إلى استراتيجيتها فإنها تكاد تكون تاريخية، وتعود إلى تفجيرات مدريد".

وقلل مصباح من الخلاف المغربي الإسباني حول مسألة الإرهاب وخلايا "داعش"، معتبرا أن العلاقة بين البلدين استراتيجية وأن "إسبانيا تعول كثيرا على المغرب في مجال محاربة الإرهاب".

وتابع مصباح أن "التصريحات الأخيرة لوزير الداخلية الإسبانية تبدو خارج سياق العلاقة بين الجانبين، خاصة في المراحل الأخيرة التي اتسمت بتعميق التعاون، وأيضا بالموقف الصريح والرسمي للمغرب من خلال إعلان الحرب على "داعش".

إلى ذلك سجل بيان الوزارة، الذي حصلت "عربي21" على نسخة منه، أن عملية الفرقة الوطنية للشرطة القضائية على ضوء تحريات دقيقة قامت بها المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، وبتعاون وثيق مع المصالح الأمنية الإسبانية، تمت في إطار المقاربة الأمنية الاستباقية في مواجهة التهديدات الإرهابية.

وأفاد بلاغ لوزارة الداخلية بأن التحريات أكدت أن الأشخاص المجندين من طرف هذه الخلية يخضعون بمعسكرات تنظيم "الدولة الإسلامية"، لتدريبات مكثفة حول استعمال الأسلحة وصناعة المتفجرات وكيفيات تفخيخ السيارات، قبل توجيههم لتنفيذ عمليات انتحارية، أو للقتال بمختلف الجبهات، حيث يشارك بعضهم في العمليات الوحشية كقطع رؤوس الجنود السوريين والعراقيين ونشر صورهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وأضاف البلاغ أن التحريات أظهرت أيضا أن أعضاء هذه الخلية كانوا بصدد التخطيط للقيام بأعمال تخريبية داخل المملكة، باستعمال أسلحة نارية ومتفجرات، حيث تم إيفاد أحد عناصرها إلى معسكرات "الدولة الإسلامية" قصد كسب الخبرة في مجال صناعة المتفجرات والعبوات الناسفة.

وأكد المصدر ذاته أنه سيتم تقديم المشتبه فيهم، البالغ عددهم تسعة أشخاص، إلى العدالة فور انتهاء البحث الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة.

هذه العملية جاءت بعد أيام من اتهام وزير الداخلية الإسباني السلطات الأمنية المغربية بالتقصير في مواجهة "خلايا سرية" لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، مؤكدا وجود شبكات داخل المغرب تنشط بكل حرية في مجال استقطاب وتهجير المقاتلين لفائدة التنظيم المذكور.

تصريحات خورخي فيرنانديز دياز، وزير الداخلية الإسباني، جاءت عقب اعتقال شرطة بلاده ثلاثة مغاربة بينهم امرأتان، يحملون الجنسية الإسبانية بمليلية المحتلة، قبل أن يفرج قاضي التحقيق بالمحكمة الوطنية، أعلى هيئة جنائية في إسبانيا مختصة في قضايا الإرهاب والأمن القومي، عن واحدة منهم.

وقام القاضي الإسباني، سنتياغو بيدراز، بسحب جواز سفر المعنية بالأمر، مقابل الإفراج عنها دون كفالة بموجب تعليمات النيابة العامة، مع منعها من مغادرة التراب الإسباني، في انتظار مثولها مجددا أمام محكمة جنائية مختصة.

ووصفت وزارة الداخلية عمليات تسلل الراغبين في الالتحاق بالدولة الإسلامية بالعراق والشام بالخطيرة جدا، على اعتبار أن من شأنها زعزعة أمن واستقرار إسبانيا.

وشددت الداخلية الإسبانية على أنها لن تسكت في مواجهة محاولات إرسال مغربيات إلى سوريا، بعد تأكيدات أمنية تفيد بأن هناك مقاتلين اجتازوا سريا الحدود المغربية الإسبانية، وكذا "تسريبات أمنية تكشف وجود جهاديين في مناطق مغربية، يتلقون تدريبهم قبل التوجه إلى مناطق التوتر عبر سبتة ومليلية".
التعليقات (0)

خبر عاجل