سياسة عربية

نصر الله: لم نتدخل في سوريا طائفيا

الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله - أرشيفية
الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله - أرشيفية
قال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله إن تدخل حزبه بالقتال في سوريا "لم يكن على أساس طائفي"، مشيراً إلى أنّ محيط بلدة عرسال اللبنانية الحدودية مع سوريا ومناطق أخرى تحتلها جماعات مسلحة سورية قبل ذلك التدخل مطلع العام الماضي.

وقال نصر الله في الجزء الثاني من حواره مع جريدة "الأخبار" اللبنانية، والذي نشر اليوم الجمعة، "كنا حريصين منذ البداية على التأكيد أنّ تواجدنا في سوريا ليس على أساس طائفي، وأننا ساعدنا المقاومة في العراق سابقاً على أساس غير طائفي أيضًا، ونحن ساعدنا حماس والجهاد والفصائل الفلسطينية وهم سنّة".

ورأى الأمين العام أن تدخل حزب الله في سوريا هو في الدرجة الأولى لـ"الدفاع عن لبنان وعن المقاومة وعن كل اللبنانيين من دون استثناء"، حسب تعبيره.

وأضاف أن المجموعات المسلحة السورية "تحتل محيط عرسال وأنشأت معسكرات تدريب وغرف عمليات ومشاف ميدانية ومعسكرات وتجمّعات داخل الأراضي اللبنانية "حتى قبل أن يذهب أي مقاتل من حزب الله إلى سوريا"، على حد قوله.

وكانت صورة الحزب قد تضررت كثيرا في العالم العربي والإسلامي جراء قتاله إلى جانب النظام السوري.

ومضى نصر الله بالقول "نحن في القصير والقلمون السوريتين وغيرهما لم نقاتل "الجيش الحر" وأصحاب الفكر العلماني أو الليبرالي بل قاتلنا الفكر التكفيري الذي يمثله حالياً "داعش" وهزمناه، لكن المطلوب من الناس "أن تأخذ موقفاً وأن تعي وتنتبه".

ومنذ مطلع العام الماضي، تدخل حزب الله اللبناني (الشيعي) في القتال إلى جانب قوات النظام السوري ضد معارضيه، وبرز دوره عندما كان له الفضل الأكبر في استعادة النظام سيطرته على منطقتي القصير بريف حمص(وسط) والقلمون بريف دمشق(جنوب) الحدوديتين مع لبنان.

واتهم الجيش الحر والائتلاف السوري المعارض مراراً حزب الله بارتكاب "مجازر" في سوريا بالتعاون مع قوات النظام خاصة في القصير والمناطق السورية الحدودية مع لبنان وباقي المناطق التي نشر فيها الحزب قواته.

وأضاف نصر الله أن هناك "واجباً على كلّ من يستطيع أن يكون جزءاً من هذه المعركة للدفاع عن لبنان وسوريا والعراق وفلسطين والمنطقة والقضية الفلسطينية، وعن المسلمين والمسيحيين والأقليات الدينية".

وأشار إلى أنّ خطر "داعش" لا يعرف شيعياً أو سنياً ولا مسلماً أو مسيحياً أو درزياً أو إيزيدياً أو عربياً أو كردياً، وهذا الوحش (داعش) "ينمو ويكبر"، لافتاً إلى أنّ الإمكانات والأعداد والمقدرات المتاحة للتنظيم ضخمة وكبيرة، وهذا "ما يثير قلق الجميع، وعلى الجميع أن يقلق".

وتحدّث عن "رعب حقيقي" داخل دول الخليج "لأنّ هذا الفكر(التكفيري) هو الذي يلقّن منذ عشرات السنين للناس، في المدارس وفي المناهج التعليمية"، مشيرا الى أنّ هذا الخطر "يمكن مواجهته والتغلب عليه وإلحاق الهزيمة به، إلا أنّ الأمر بحاجة إلى جدية".

ولفت نصر الله إلى وجود أرضية لـ"داعش" في الأردن، والسعودية والكويت وباقي دول الخليج، وأضاف بالقول "إذا كانت دولة ما تعتقد أنه بإمكانها دعم هذا التنظيم وتوظيفه، فإنها عندما ستصل "النوبة" إليها فلن يرحمها "داعش".

في سياق متصل، رأى أن "رعاية لبنانية" لبعض الجماعات المسلحة في بعض المناطق السورية "لا تزال قائمة تمويلاً وتسليحاً وتدخلاً واهتماماً وتوجيهاً ولكن بعيداً عن وسائل الإعلام"، لم يسم القائمين على تلك الرعاية.

وحول وضع اللاجئين السوريين في لبنان، أشار نصر الله إلى أن المطلوب "قرار سياسي" بوقف استخدام النازحين السوريين في لبنان، وفتح باب التعاون مع الحكومة السورية لإعادتهم إلى بلادهم، مشيراً إلى أنّ لدى سوريا "استعداداً كبيراً للتعاون في هذا الشأن".

وقال إنّ ما يتحمّله حزب الله من تضحيات في سوريا منذ بداية تدخله إلى اليوم يبقى "أقل بكثير من التضحيات المفترضة والأثمان التي كان على الحزب واللبنانيين جميعاً دفعها لاحقاً لو لم يتدخل".

ورأى نصر الله أنه من الممكن أن تكون عودة رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق وزعيم تيار المستقبل سعد الحريري إلى لبنان "بداية استشعار سعودي بضرورة لملمة الوضع وتسليمه قيادة تيار الاعتدال في وجه الإرهاب".

 وعاد سعد الحريري الزعيم السني الأبرز في لبنان، عاد بشكل مفاجئ الأسبوع الماضي إلى بلاده بعد غياب 3 سنوات عنها، لبحث كيفية إنفاق هبة المليار دولار التي قدمتها السعودية للجيش اللبناني بعد اندلاع معارك بين الأخير ومقاتلين قادمين من سوريا في عرسال قبل أكثر من أسبوعين وأدت إلى قتل وخطف عدد من عناصر الجيش والقوى الأمنية.

وفيما يتعلق بالعدوان الأخير على غزة اعتبر الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أن الطرف الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية "تدحرجا" إلى الحرب في غزة المستمرة منذ 7 تموز/ يوليو الماضي، نافياً أن يكون أي طرف فلسطيني طلب من حزبه فتح جبهة جنوب لبنان مع إسرائيل.

وقال نصر الله إن الموقف الفلسطيني في العدوان الأخير على قطاع غزة "لم يكن متوقعاً لكنه لم يكن مفاجئاً أيضًا"، معرباً عن اعتقاده بأن كلا الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي "لم يخططا للحرب لكن الإسرائيلي تدحرج والمقاومة تدحرجت".

ورأى أن المقاومة الفلسطينية "لا تبحث اليوم عن نصر معنوي أو عن مخرج يحفظ ماء الوجه، وإنما عن إنجاز حقيقي وهو رفع الحصار عن غزة، ولو كان مكلفا".

وشدّد على أن "الجانب الإسرائيلي في مأزق، وربما كان تقديره أن المقاومة لا تملك إرادة الصمود وأنّ الناس لن يتحملوا هذا الحجم من التضحيات، كما كان يراهن على نفاد مخزون صواريخ المقاومة، وعندها يقول إنه أوقف إطلاق الصواريخ من دون أن يعطي مكسبًا للفلسطينيين".

ونفى نصر الله أن يكون أي فصيل من الفصائل الفلسطينية "قد طلب من حزب الله التدخل المباشر"، منتقدا دعوة نائب رئيس المكتب السياسي في حركة حماس، موسى أبو مرزوق، لحزب الله بفتح جبهة جنوب لبنان مع إسرائيل وقال "إذا كان هذا مطلباً جدياً فإنه يُناقَش ضمن الدوائر المغلقة لا في وسائل الإعلام .. وطرحه في الإعلام لم يكن مناسباً وهو يثير تساؤلات"، لم يحدد طبيعتها.

وكان أبو مرزوق أعرب في تصريحات صحفية له أواخر تموز/ يوليو الماضي، عن أمله في أن يقوم حزب الله بفتح جبهة ثانية مع إسرائيل من جنوب لبنان، ليساعد الفلسطينيين في قطاع غزة الذين يتعرضون للحرب الإسرائيلية.

وحول التواصل مع حماس، أكد نصر الله أن خطوط الاتصال مع حركة حماس "لم تنقطع في يوم من الأيام وهي قائمة والتواصل دائم"، معربا عن اعتقاده بأنّ العدوان على غزة "سيكون له تأثير دافع في العلاقة بين الحزب والحركة".

ولفت الى أن "العدوان" على غزة "آخر الحرب الإسرائيلية المقبلة على لبنان"، مشيراً إلى أنه ليس واضحًا ضمن أيّ ظروف أو معطيات يمكن الإسرائيلي أن يشنّ حرباً لو أراد ذلك، مضيفا أن "الموضوع يختلف ما بعد غزة عما كان عليه قبلها".

وفي سياق متصل، قال نصر الله إن الانتقام لمقتل القائد العسكري السابق في الحزب عماد مغنية هو "موضوع مفتوح"، مشيراً إلى أن "المحتل الإسرائيلي يعي أن الثأر آت حتى لو طال الوقت، وهم يفكرون بأننا نبحث عن شخص أو هدف يقاربه، وفي الحقيقة لا يوجد من يوازيه عندهم".

ومغنية هو قائد عسكري كبير في حزب الله اغتيل بتفجير سيارته في حي كفرسوسة في العاصمة السورية دمشق في  12 فبراير/ شباط 2008.

ونفى نصر الله أن يكون يقيم في ملجأ في الضاحية الجنوبية لبيروت(المعقل الرئيسي لحزب الله)، "كما يروّج الإسرائيلي ويساعده على ذلك بعض الإعلام العربي"، مؤكداً أنه "ليس غائباً عن الضاحية وهو يعرف تفاصيلها".

وتطرقت المقابلة إلى جوانب غير سياسية حيث كف نصر الله أنه يشجع منتخب البرازيل على الأغلب، لكنه لفت إلى أنه قام بتشجيع منتخب الأرجنتين بالمباراة النهائية في كأس العالم لهذا العام.  وأضاف: "أحب كرة القدم وقد لعبتها قبل أن أضع العمامة على رأسي".

ولفت إلى أن عناصر حزب الله يميلون في العموم إلى تأييد البرازيل، وهو تأييد قديم ناجم عن تقنياتهم ولعبهم الجميل، مستدركا بقوله: "إن البعض يقول إن هذا التأييد مرده إلى أن علم البرازيل مكون من اللونين الأصفر والأخضر، وهما اللونان المميزان لدى الشيعة.

التعليقات (1)
جمال
الجمعة، 15-08-2014 07:27 م
عرفنا الشيعة على حقيقتهم وكرهنا حزب الله وإيران وحسن نصرالله