حين تنتهي الحرب، وتُـنسى الأخبار، لا يبقى من آثار الحرب سوى "صورة" أو قصة محكية، أو شعر مغنى، وحين ينتهي عمل المقاوم على الجبهة يبقى عمل الفنان صورة معلقة على الجدران وصفحات العالم الرقمي، وصوت أغنية يتردد عبر الأثير.
فكما يحتاج المناضل إلى سلاحه وذخيرته، فهو بحاجة إلى رأي عام مؤيد، وتضامن معه ومع قضيته.
وعن إيصال فظاعة المجازر المرتكبة بحق الشعب الغزي، تقول الفلسطينية مصممة الجرافيك بشرى شنان لـ "عربي21" إننا "خلقنا فناً فريداً من نوعه لمحاكاة الضمير والوجدان وهو أول فن يستخدم في العالم بتحويل أعمدة الدخان المتصاعدة لرسومات توصل واقع الشعب الغزّي. فالصورة تحكي قصة طفل، وتشعرك أن روحه هي التي تتكلم".
ولئن كان العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة قَتَلَ الإنسان والشجر والحجر، إلا أن أصحاب القضية نهضت فيهم على إثره أنواع السلاح، فمن الصواريخ والطائرات بدون طيار، إلى النشيد واللوحة والحكاية والصفحة على "فيسبوك" وفلم الكرتون، التي جسدت بطرق مبتكرة معاناة الأطفال والأهالي تحت القصف، ونقلت صمود المقاومة في وجه هذا العدوان.
ومن الصفحات اللافتة في إيصال الواقع في غزة عبر مواقع التواصل الاجتماعي صفحة "mo3 | مُع" التي تعكس صورا واقعية للشهداء، وتسرد حكايات عبر تصاميم لصور عليها كلمات منتقاة بعناية من القرآن الكريم والأشعار والأناشيد الفلسطينية والأدب، وكتبت بخط عربي يجذب القارئ، والذي قال صاحبها إنه يحاول أن تكون هذه الكلمات قليلة جدا دون أن تفقد معناها، بحيث تكتب على الصورة وتكون معبرة.
وتابع صاحب صفحة "مُع" لـ"عربي21" والذي فضّل عدم ذكر اسمه، أن هذه الصفحة ليس هدفها أن تقول إن الاحتلال مجرم، فنحن متأكدون أنه كذلك، ولكن هدفها الحشد خلف المقاومة، وجلب أكبر تأييد لها.
وفي سياق ذي صلة، قال الفنان الأردني عبد الفتاح عوينات إن كل قضية بحاجة لدعم، ونحن كفنانين نوصل القضية بطريقة محببة، وجميلة، وقريبة من القلب، وتصل لشرائح كبيرة جدا، وهي وصف للقضية بطريقة غير سياسية.
فالنشيد يوصل الصورة الإنسانية ويفتح المجال للتفاعل معها من قبل كل صاحب حق، ومن قبل كل إنسان يؤمن أن هذه القضية عادلة، لأنها على حق، ولهذا يقف مع هذه القضية شرائح من المجتمع الدولي.
وأضاف عوينات لـ"عربي21": سبق وأن قالوا عن أنشودتي "بشرى النصر" إنها تحريضية وحجبت على موقع "يوتيوب" عن الأعمار التي هي أقل من 18 سنة، بحجة المشاهد التحريضية، وما المشاهد إلا واقع موجود في غزة.
وتابع عوينات: يقول الله تعالى "وحرّض المؤمنين على القتال"، القتال ضد من؟.. ضد الأعداء بالطبع، فالهوان والخضوع مرفوضان تماما، ونحن سنبقى نقاوم.. كلٌ بطريقته.
ومن جهة أخرى أنتج الشاب الفلسطيني نضال فتاش فيلما كرتونيا تحت عنوان: هيا بنا نلعب في الجنة، يحكي فيه قصة الأطفال الذين قصفتهم بارجة "إسرائيلية" وهم يلعبون على شاطئ غزة، واستشهدوا جميعا، وأهداه لأرواحهم. مؤكدا أنه استخدم هذا الفيلم ليوصله لأطفال العالم، دون أن يعرض فيه أي صورة للدم أو الأشلاء، واستخدم هذه الطريقة ليكون مختلفا عن غيره من الإعلام.