اجتمع الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز بالجنرال عبد الفتاح السيسي مساء الثلاثاء، وأجريا مباحثات تناولت الجهود المشتركة لمواجهة من تسميهم السلطات
السعودية والمصرية بـ "تيار
التشدد الإسلامي" في منطقة الشرق الأوسط؛ بما في ذلك الاضطرابات التي يشهدها العراق.
والملك السعودي والجنرال
المصري من ألد خصوم جماعة الإخوان المسلمين، ويعتقدان أن النجاحات التي حققها "المتشددون" في الآونة الأخيرة تمثل خطرا على استقرار البلدين وتقوض الأمن في المنطقة.
وقال السفير إيهاب بدوي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية في مصر لوكالة أنباء الشرق الأوسط إن السيسي والملك عبدالله "اتفقا على العمل معا للنهوض بالأمتين العربية والإسلامية.. وبذل الجهود لتصحيح الصورة الذهنية عن الإسلام في العالم والتي أضحت مرتبطة بـ (الإرهاب) والعنف بعد ما طالها التشويه".
وأضاف أن السيسي والملك عبد الله "استعرضا أيضا تطورات الأوضاع في العراق في ضوء اتساع دائرة الإرهاب في المنطقة، وانعكاسات ذلك على الأوضاع العراقية بصفة خاصة والإقليمية بصفة عامة".
ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي قوله، إنه ما من شك في أهمية الاجتماع في ضوء الظروف الراهنة التي تشهدها الأمتان العربية والإسلامية.
وأضاف أن حروبا تدور في الخارج فضلا عن تدخل من قوى أجنبية وفتنة داخلية ومنازعات داخل الأمة العربية، في وقت تشتد فيه الحاجة للتضامن والصمود معا على قلب رجل واحد لدرء هذه المخاطر.
وهذه أول زيارة يقوم بها السيسي للسعودية منذ انتخابه رئيسا لمصر هذا العام.
وكان السيسي والملك عبدالله قد اجتمعا على طائرة الملك السعودي في القاهرة في طريق عودته من المغرب في حزيران/ يونيو الماضي، فيما تعتبر الرياض السيسي واحدا من أقرب حلفائها في المنطقة.
وقدمت السعودية والكويت ودولة الإمارات معونات لمصر يقدر حجمها بنحو 20 مليار دولار، بعد أن انقلبت قيادة الجيش المصري على الرئيس الشرعي المنتخب محمد مرسي العام الماضي.
ودعا الملك السعودي إلى عقد مؤتمر للدول المانحة لمصر، من المتوقع أن يعقد هذا العام أو مستهل العام المقبل لتقديم مزيد من المساعدات لمصر.
وشهدت مصر سلسلة من هجمات مسلحة، تتهم السلطات المصرية "المتشددين ممن أغضبهم الانقلاب على الرئيس مرسي وشن حملة على الإسلاميين في البلاد"، بالوقوف خلفها.
وتشعر السعودية بقلق أيضا من التقدم الذي يحققه تنظيم الدولة الإسلامية، فيما ينتابها استياء في الوقت نفسه من سياسات الحكومة العراقية التي يقودها الائتلاف الشيعي برئاسة نوري المالكي وقربها من خصمها اللدود إيران.
ولم يرد مزيد من المعلومات عن الاجتماع الذي عقد الليلة الماضية بين الملك عبد الله والجنرال السيسي في قصر بمدينة جدة. وقالت وسائل إعلام في البلدين إن المباحثات تناولت جهود الوساطة المصرية للتهدئة في العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين في قطاع غزة منذ شهر.
ووجهت اتهامات لمصر والسعودية بالتقاعس بشأن جهود وقف الهجمات الإسرائيلية، ما أتاح لإسرائيل مزيدا من الوقت لتدمير حركة المقاومة الإسلامية حماس التي تدير قطاع غزة. وينفي البلدان هذا الاتهام.
ولم تشر وسائل الإعلام في مصر والسعودية إلى تقديم مساعدات مالية جديدة لمصر أو للمؤتمر المرتقب للجهات المانحة.
إلا أن وكالة أنباء الإمارات قالت إن وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد وصل إلى السعودية الليلة الماضية، لإجراء محادثات مع نظيره السعودي في مطار جدة. ولم تذكر الوكالة مزيدا من التفاصيل.