تقارير تحدثت عن نفي القسام لأسر الضابط الإسرائيلي - أرشيفية
أكد المعلقون الصهاينة أن حركة "حماس" تمكنت من تقديم دليل آخر على انتصارها في الحرب، معتبرين أن نجاح "كتائب القسام" في أسر ضابط من لواء نخبة "جفعاتي" تحول درامتيكي في مسار الحرب.
وقال أمنون أبراموفيتش، كبير المعلقين في قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية إن "كابوس الرعب" الذي ظلت "إسرائيل" تفزع منه قد تحقق، مشيراً إلى أن جميع الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة والنخب العسكرية ظلت تعتبر أسر الجنود تحولاً استراتيجياً في مسار أي مواجهة مع حركات المقاومة.
وخلال تعليقه على حادثة خطف الضابط بالأمس، نوه أبراموفيتش إلى أنه بغض النظر عن مصير الضابط الأسير، فإن العملية بحد ذاتها قد مست بمعنويات الجمهور الصهيوني، وقلصت من ثقته في إمكانية تحقيق حسم في مواجهة حركة حماس.
من ناحيته أشار الجنرال إيتان بن إلياهو، القائد الأسبق لسلاح الجو الصهيوني إلى أن الإنجاز الاستراتيجي الذي حققته "حماس" بعد أسرها الضابط ينضم إلى عدة انجازات استراتيجية تمكنت الحركة من تحقيقها، وعلى رأسها إغلاق أجواء الكيان الصهيوني أمام الملاحة المدنية لمدة ثلاثة أيام، علاوة على إجبار ملايين المستوطنين على النزول في الملاجئ.
وفي ذات السياق، أوضح الخبير القانوني الصهيوني موشيه نغبي أن أسر الضابط سيمثل إحراجاً بشكل خاص لممثلي اليمين في الائتلاف الحاكم والكنيست، منوهاً إلى حقيقة أن الأحزاب والكتل اليمينية في البرلمان نجحت في تمرير مشروع قانون يحظر بموجبه على الحكومة تنفيذ صفقات تبادل أسرى مع حركات المقاومة، يتم بموجبها الإفراج عن عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين مقابل جندي أسير للاحتلال.
وأشار نغبي في مقابلة أجرتها معه أمس الإذاعة العبرية إلى أنه سيكون من الصعب جداً على ممثلي اليمين الدفاع عن هذا القانون في ظل الحملة الجماهيرية التي ستنفجر في أعقاب انتهاء الحرب لمطالبة الحكومة بعمل كل شيء من أجل ضمان إطلاق سراح الجندي الأسير.
من ناحية ثانية، كشفت قناة التلفزة الصهيونية الثانية النقاب عن أن الضابط هدار جولدين، يعتبر أحد القادة "الرياديين" في منظمة "بني عكيفا"، وهي الذراع الشبابي للتيار الديني الصهيوني.
ونقلت القناة عن معارف وزملاء جولدين قولهم إنه يمتاز بأنه "متدين عقائدي"، حيث تمكن من "أسر قلوب" الآلاف من المعجبين من الشباب والشاباك في المنظمة من موقعه كمرشد عمل في صفوفها منذ نعومة أظفاره وحتى التحاقه بالجيش.
في سياق متصل، قال أمير أورن المعلق العسكري لصحيفة "هارتس" إن مسار الحرب دلل على أن المنطق الذي تتبعه حركة "حماس" في الحرب قد أثبت نجاعته، مقارنة بالمنطق الذي تعتمده "إسرائيل".
وفي مقال نشرته الصحيفة أمس، انتقد أورن "آلية التفكير" التي توجه كلاً من رئيس هيئة أركان الجيش الجنرال بني غانز وزملائه في هيئة أركان الجيش، مشيراً إلى أن هناك ما يدلل على أن هؤلاء الجنرالات غير قادرين على التفكير "خارج الصندوق"، مشيراً إلى أنهم انطلقوا في تخطيطهم للحرب من نتائج المواجهات السابقة مع حركة حماس.
وشدد أورن على غياب عنصر "الإبداع" في التفكير العسكري الصهيوني كما يعكسه مسار الحرب الدائرة، في الوقت الذي صدمت فيه "حماس" قيادة الجيش الصهيوني بـ "مفاجآتها" العسكرية، حيث لا يبدو أن الجنرالات الصهاينة قادرين على تتبع هذه المفاجآت.