بثت شبكة هاوار الإخبارية الكردية، صوراً لمقاتلين من وحدات
حماية الشعب الكردية، فقدوا حياتهم إزاء استخدام تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (
داعش)
السلاح الكيماوي في الاشتباكات المتواصلة على الجبهتين الشرقية والغربية، من مدينة
كوباني الواقعة في الريف الشمالي الشرقي من مدينة حلب، بين مقاتلي التنظيم ووحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبر الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي الـ (PYD) الذي يسيطر فعلياً على معظم المناطق الكردية في شمال وشمال شرق سوريا، بعد إعلانه عن الإدارة الذاتية المدنية المؤقتة في أواخر عام 2013 الماضي.
وبحسب بيان صادر عن وحدات حماية الشعب الكردية، فإن "تنظيم الدولة" قد استخدم كافة أنواع الأسلحة الثقيلة في هجماته الأخيرة عليها، منذ أكثر من أسبوع تقريباً بعد أن سيطر عليها خلال بسط نفوذه على أجزاء واسعة من شمال العراق، ومنها الصواريخ الحرارية الأمريكية الصنع، بحسب البيان.
وأضاف البيان أنه نتيجة لاستخدام مثل هذه الأسلحة التي يفترض أن يكون البعض منها من الأنماط الكيماوية، فقد ظهرت تأثيرات جانبية وأعراض أخرى على أجسام المصابين وجثث الشهداء بعد الفحوص والتحليلات الطبية التي أجريت من قبل الجهات الطبية المختصة في المقاطعة. و"بذلك تأكد لنا أن تلك الأسلحة تحتوي على مواد جرثومية تؤدي إلى ظهور حروق وبقع بيضاء على أجسام المستهدفين بمثل هذه الأسلحة".
وأكد البيان أن الجهات الطبية المختصة في مقاطعة كوباني غير قادرة على إجراء المزيد من التحليلات لهذه المواد، نظراً لضعف الإمكانيات في المعدات اللازمة وعدم توفر التقنيات المطلوبة في ظل الحصار الخانق الذي يفرضه تنظيم الدولة على مدينة كوباني.
وناشدت وحدات حماية الشعب في بيانها، المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان والهيئات الإغاثية، التدخل الفوري جراء ما تتعرض له مقاطعة كوباني من هجمات إرهابية، ودعت كافة وسائل الإعلام الإقليمية والعالمية إلى التوجه إلى مدينة كوباني، لكشف الحالة الإنسانية الصعبة والمعاناة التي يعشيها أهالي المدينة.
أما ميدانياً؛ فتجري اشتباكات متقطعة بين التنظيم ووحدات حماية الشعب على الجبهة الغربية من مدينة كوباني، في حين تشهد معظم القرى الكردية في ريف تل أبيض الغربي حركة نزوح واسعة بعد انسحاب وحدات حماية الشعب من ثلاثة قرى كردية هناك، وهي كري سور وكندال وعبدكوي، بعد أن تقدم تنظيم الدولة باتجاه تلك القرى وتمركز في قرية الصليب المعروفة بمزرعة 8 آذار وتبعد حوالي 4 كيلومترات عن قرية بندرخان التي اتخذتها وحدات حماية الشعب مقراً عسكرياً لها، حيث تمركزت قواتها في المخفر الحدودي للنظام السوري سابقاً.
وتجدر الإشارة إلى أن "تنظيم الدولة" سيطر على كامل مدينة تل أبيض بعد انسحاب وحدات حماية الشعب منها منذ تموز/ يوليو الماضي، ويتوزع الأكراد في مدينة تل أبيض وريفها بكثافة، حيث إنهم يمثلون 50% من سكان المدينة ويملكون أكثر من 70% من محالها التجارية. ويضم الريف الغربي لمدينة تل أبيض أكثر من 80 قرية كردية هجرت بالكامل منذ العام الماضي، في الوقت الذي يحاول فيه التنظيم السيطرة على معظم المناطق الكردية هناك والتي تحوي أيضاً عشرات الآلاف من النازحين السوريين الفارين من مختلف المدن السورية، مثل العاصمة دمشق وحلب وحماة وحمص وغيرها، ما يهدد أمن الكثير من العائلات السورية بمختلف مكوناتها.