طالب الكاتب الإسرائيلي كارولينا لينتسمان المجتمع الفلسطيني بحماية زعيمه "الشجاع" محمود
عباس من قوى المعارضة، مشددا على أنّ قيام "يغئال عمير" فلسطيني بقتل عباس، قد يقنع الإسرائيليين بأنه كان شريكا صالحا للسلام.
وأثار ليتسمان، في مقالته بصحيفة
هآرتس، الأربعاء، تساؤلا مفاده هل يستطيع المجتمع الفلسطيني أن يحمي زعيمه الشجاع محمود عباس من قوى المعارضة؛ بعد أن أخفق المجتمع الإسرائيلي الذي لم يستطع حماية رابين الشجاع من المعارضة؟.
وأضاف إنّ مقتل اسحق رابين كان ردا على التقدم في مسار سياسي كان يفترض أن يفضي إلى تقسيم البلاد وإعادة المناطق. منوهة إلى أنّ المجتمع الإسرائيلي برأ نفسه بانتخاب أكبر خصم عقائدي لرابين كي يرأسه.
واستدرك بالقول "لكن من مثل بنيامين نتنياهو الذي كان يُشرف على الجموع الغاضبة التي تظاهرت في الميادين اعتراضا على رابين، من مثله يعلم مبلغ عمق الانقسام بيننا، وما هي الأخطار الداخلية التي تنتظر كل من يقود مسار إعادة المناطق وإخلاء المستوطنات".
وأضاف ليتسمان أنه "مع كل مسار سياسي يقوى الشعور بأن الحوار بين الشعبين لن يفضي إلى اتفاق. ويبدو أن مسار التفاوض عالق بسبب خوف الطرفين من المعارضة الداخلية أكثر من كل شيء آخر".
وقال إنّه "ليس من العجيب أن شعر جون كيري بأن طلب الاعتراف الفلسطيني بالدولة اليهودية يرمي إلى إفشال التفاوض. فالطرف الإسرائيلي خائف منذ سنوات من الصهيونية الدينية وكل مطلوبه أن يحرز البرهان على أن الطرف الآخر يرفض التوقيع، وهو برهان يمكنه أن يلوح به في وجه العالم ومؤيدي السلام في الداخل ليعود فيغطي نفسه بلحاف الوضع الراهن الدافئ".
ونوه إلى أنّ محمود عباس الخبير بالصهيونية أدرك في المحادثات الأخيرة أن مفتاح تغيير السياسة في حال الفلسطينيين موجود في يد أمريكا، وينبغي التوجه إلى مسار يلتف على إسرائيل.
ويرى عباس من وجهة نظره أن تطلب الأمم المتحدة إلى إسرائيل أن تنسحب من المناطق أو تعرض نفسها لخطر عقوبات وإقصاء. وكانت المصالحة الفلسطينية خطوة مطلوبة للتقدم في المسار الدولي ومنحت عباس قوة أكبر باعتباره يمثل الشعب الفلسطيني كله، بحسب هآرتس.
وأكد أنّ الذي "اختطف" المستوطنين ـ كائنا من كان ـ لا يؤمن بنضال غير عنيف لتحرر وطني، وهو غير مستعد لمصالحة سياسية وقد فعل ذلك في لحظة حرجة للشعب الفلسطيني. ولهذا فان الاختطاف عمل يضر بزعامة عباس وثقة العالم به، ويسبب ضررا شديدا للنضال الفلسطيني، على حد تعبير ليتسمان.
وقال إنّ المعارضين العقائديين لتقسيم إسرائيل، على حد سواء عند الإسرائيليين والفلسطينيين يتعاونون بينهم على هدفهم المشترك. ولهذا فان الساذج فقط يتوقع أن تُظهر حكومة نتنياهو وبينيت وليبرمان مسؤولية إقليمية في هذا الوقت العصيب بدل أن تجهد لتعميق الانقسام في المجتمع الفلسطيني وإذلال زعيمه، على حد تعبير الكاتب.
وشدد على أن عباس لا زال يبرهن على أنه لا يخشى المعارضة هذه المرة، وعلى أنه مستمر على السير قدما. وهو لا يقلب الطاولة ولا يوقف التنسيق الأمني مع إسرائيل. ولا يستسلم لمشاعر الألم وشعور شعبه بالإذلال الذي يقوى كلما طال وجود الجيش الإسرائيلي، بحسب هآرتس.