أعلن رئيس وزراء كردستان
العراق نيجيرفان
بارزاني، الثلاثاء، أنه "من شبه المستحيل" أن يعود العراق كما كان عليه قبل احتلال من وصفهم بـ"جهاديين سنة متطرفين" للموصل، ثاني مدن العراق، قبل أسبوع.
ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن المسؤول الكردي في تصريح له قوله إن "السنة يجب أن يكون لهم الحق في أن يقرروا إقامة منطقة خاصة بهم مثل كردستان".
وقال: "إذا اعتقدنا أن العراق يمكن أن يعود كما كان عليه قبل
الموصل، لا أظن أن ذلك سيحصل، هذا شبه مستحيل".
وأضاف بارزاني "علينا أن نجلس جميعا معا ونجد حلا ونعرف كيف يمكن العيش معا"، مؤكدا على أنه "سيكون من الصعب التوصل إلى حل" مع رئيس الوزراء نوري المالكي".
ويقول مراقبون إن حديث بارزاني عن استحالة عودة الأمور في العراق إلى ما كانت عليه قبل سيطرة ثوار العراق من أبناء العشائر على مناطق في الشمال، يعني أيضا أن اربيل لن تخرج من الأراضي المتنازع عليها في كركوك، والتي سيطرت عليها قبل أيام.
وبعد أن سيطر مقاتلون ثائرون على حكومة المالكي على الموصل أكبر مدينة في شمال العراق، وتحركوا تجاه العاصمة بغداد لم يضيع المقاتلون الأكراد وقتا في الحشد.
وسيطر مقاتلون أكراد بشكل كامل على كركوك وبعض الأراضي المحيطة بها. وفي المجمل زاد الأكراد مساحة الأراضي التي يسيطرون عليها بنحو 40% دون اللجوء لخوض معركة واحدة.
ونقلت الهيئة البريطانية عن رئيس ديوان الرئيس الكردي مسعود البرزاني فؤاد حسين قوله إن العراق دخل مرحلة جديدة تختلف تماما عما كانت عليه قبل السيطرة على الموصل، وإن الأكراد سيبحثون كيفية التعامل مع هذا العراق الجديد.
وتشمل الأراضي الجديدة حقولا نفطية يعتبرها الأكراد حقا لهم، وأساسا لرخاء أي دولة مستقلة في المستقبل.
واستولى الأكراد على القواعد التي هجرها الجيش العراقي في كركوك وحملوا كل شيء من الأسلحة إلى أجهزة التكييف والمركبات المدرعة والحشايا (المراتب).
وتوجه نيجيفران بارزاني الاثنين، إلى طهران لبحث الوضع في العراق، حيث شنت القوات الحكومية هجوما مضادا لوقف تقدم الثوار الإسلاميين، بحسب وسائل الإعلام.
وقال رئيس وزراء الإقليم الكردي إن "الحلّ ليس عسكريا.. يجب فتح عملية سياسية.. إن السنة يشعرون بأنهم متروكون، ويجب أن تشمل العملية مختلف العشائر والمجموعات".
وأضاف "يجب أن نترك المناطق السنية تقرر، لكني اعتقد أن النموذج الأفضل لها هو أن تقيم منطقة سنية كما فعلنا في كردستان".
ومنذ الأحد، تدور اشتباكات بين مسلحي أبناء العشائر وتنظيمات أخرى منها متطرفة من جهة، والقوات العراقية من جهة ثانية، في قضاء تلعفر (380 كلم شمال بغداد) وسط نزوح آلاف العائلات.
وتلعفر، أكبر قضاء في العراق وقريب من الحدود مع سوريا وتركيا.
وقتل عشرات المدنيين وعناصر القوات العراقية والمسلحين خلال الاشتباكات المتواصلة في تلعفر شمال العراق، حيث تمكنت المجموعات المسلحة من السيطرة على معظم أجزاء القضاء، بحسب ما أفاد مسؤول محلي الثلاثاء.
وقال نائب رئيس مجلس محافظة نينوى نور الدين قبلان: "هناك 50 قتيلا من المدنيين الذين سقطوا جراء الاشتباكات والرمي العشوائي والقصف، وهناك عشرات القتلى من المسلحين والقوات الأمنية".
وأضاف أن "المسلحين يسيطرون على معظم أجزاء القضاء (380 كلم شمال بغداد)، لكن لا تزال هناك بعض جيوب المقاومة من قبل القوات الأمنية والأهالي"، وبينها "أجزاء من المطار".
ويسعى المسلحون الذين ينتمون إلى تنظيم "داعش" الجهادي المتطرف وتنظيمات مسلحة أخرى منذ السبت، للسيطرة على قضاء تلعفر الاستراتيجي وسط نزوح آلاف العائلات.
ونجحت القوات الحكومية صباح السبت في صد هجوم أولي للمسلحين قبل أن يتمكنوا من دخوله مع شنهم الهجوم الثاني ليل الأحد الاثنين.
ويقع تلعفر في منطقة استراتيجية قريبة من الحدود مع سوريا وتركيا، ويبلغ عدد سكانه نحو 425 ألف نسمة معظمهم من التركمان الشيعة.
وقتل 44 شخصا بالرصاص داخل مقر للشرطة في وسط مدينة بعقوبة، شمال شرق بغداد، خلال تعرضها لاقتحام استمر عدة ساعات من قبل مسلحين، حسبما أفادت مصادر أمنية وطبية الثلاثاء.
وقال ضابط برتبة عقيد في الشرطة: "عثرنا على جثث 44 شخصا مقتولين بالرصاص داخل مركز شرطة حي المفرق، وسط مدينة بعقوبة".
وأكد الطبيب رائد نعيم في مستشفى بعقوبة العام تلقي جثث الضحايا.
وقالت الشرطة العراقية، الثلاثاء، إن "متشددين هاجموا قرية بشمال العراق يقطنها سكان من التركمان الشيعة، ولكن تم صدهم".
وفي الوقت نفسه، قالت قناة "العراقية" الإخبارية الرسمية إن الجيش العراقي صد "متشددين" وقتل اثنين من قادة تنظيم "داعش" الثلاثاء، على حد زعمه. ولم تذكر القناة أين حدث ذلك.
وفي سياق متصل، يتدهور الوضع الأمني في شمال العراق، قال مسؤولون بمصفاة بيجي أكبر مصافي النفط العراقية الثلاثاء، إن المصفاة أغلقت الليلة الماضية، وتم إجلاء العمال الأجانب بها، مضيفين أن العمال المحليين باقون في مواقعهم وأن الجيش مازال يسيطر على المنشأة.