تعتبر كل من روسيا وبيلاروس ومولدوفيا من أكثر الدول المستهلكة للكحول في العالم، حيث تبلغ نسبة استهلاكه ما بين 15 و18 ليترا للفرد. ولكن الأرقام التي قدمتها منظمة الصحة العالمية قبل أيام تعطي جزءا من الصورة لأنه في هذه البلاد لا يتعاطى كل المواطنين الخمور. وإذا أزحنا الممتنعين عن تعاطي الكحول فالنسبة ستكون أعلى. ولهذا، فإن الصورة أكثر وضوحا في دول إفريقيا وآسيا، وفي
الشرق الأوسط بخاصة، حيث تزيد نسبة الممتنعين عن تناول الخمور.
وفي تشاد هناك تسعة من بين كل عشرة يمتنعون عن تناول الكحول، لكن عدد المتعاطين للخمور يصل إلى 780 ألف شخص يتجرع كل واحد منهم 34 ليترا، مع أن تشاد تأتي في الترتيب رقم 115 من بين الدول الأكثر تناولا للكحول.
وبالمقابل، يتناول الفرنسيون الكحول بكميات كبيرة، غير أن فرنسا التي تعتبر الدولة الأقل حظا من حيث نسبة الممتنعين عن تناول الكحول فيها، فقد جاء ترتيبها رقم 113 .
وتشير الدراسة إلى أن العالم أصبح يتناول خمورا أكثر مما قدمته أرقام عام 2005، وهذا مرتبط في جزء منه بتطور الدول النامية التي أصبحت غنية، ما يتيح للناس القدرة على شراء الكحول.
وبحسب مجلة "إيكونوميست" البريطانية، فإنه عندما يتم تصنيف الدول بناء على المتعاطين فقط وليس بناء على النسبة القومية للفرد فإن تشاد تأتي بالمرتبة الأولى، تليها
الإمارات العربية (116 في القائمة)، وفي الثالثة غامبيا (134)، وطاجيكستان في الرابعة (164)، ثم مالي (164)، ومن ثم نيبال (148)، وتأتي روسيا التي تعتبر في مقدمة الدول المستهلكة للخمور في المرتبة الـ 30 مع أنها الرابعة عالميا، ومولدوفيا في المرتبة الـ 18 مع أنها الثانية عالميا، وبيلاروس في المرتبة الـ 31 مع أنها الأولى عالميا. وحلت تونس في المرتبة الـ 14 مع أنها في المرتبة الـ 156 عالميا، وإيران في المرتبة الـ 19 مع أنها في المرتبة الـ 166 عالميا.
وهكذا، فإنها تزيد النسبة عندما تتم حسبة نسبة تعاطي الأفراد في الدول، مقارنة بالممتنعين عن شرب الكحول وليس بناء على النسبة العامة للسكان أو المستوى القومي.