ملفات وتقارير

صحيفة إسرائيلية: الشباب الأردني يؤيد معاهدة السلام

نشطاء يرفعون علم الأردن وفلسطين - أرشيفية
نشطاء يرفعون علم الأردن وفلسطين - أرشيفية

رفض المحلل السياسي الأردني فهد الخيطان ما خلصت إليه صحيفة نظرة عليا الإسرائيلية من أنّ شريحة واسعة من الشباب الأردني انضمت لمعسكر المؤيدين لاتفاق السلام بين الأردن وإسرائيل؛ مشدداً في الوقت نفسه على أنّ الاستنتاجات التي خلصت إليها الصحيفة بهذا الشأن ما هي إلا استنتاجات سطحية واهية.

وكانت صحيفة نظرة عليا الإسرائيلية، الاثنين، خلصت من خلال قراءتها لتداعيات مقتل القاضي الأردني رائد زعيتر وردود الفعل عليها إلى أنّ "الأهمية الاستراتيجية لاتفاق السلام بين الأردن وإسرائيل في نظر الجمهور الأردني باتت تؤيده شريحة واسعة من الشباب".

وقال الخيطان في حديثه لـ "عربي 21" إنّ عدد المشاركين في المظاهرات والمسيرات التي أعقبت مقتل القاضي الأردني زعيتر في الأردن ليست معيارا لقبول الأردنيين بمعاهدة السلام؛ بل إن هناك استطلاعات رأي عالمية تؤكد أنّ الشارع الأردني هو الأكثر عدائية لإسرائيل؛ ولا يمكن  المواءمة بين هذه الدراسات، وما خلصت إليه الصحيفة من تأييد شريحة واسعة من الشباب الأردنيين لاتفاق السلام.

وأضاف الخيطان إن موقف الأردنيين من معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية "مركب ومتناقض"، بمعنى أنهم ينظرون لإسرائيل نظرة عداء، وفي المقابل ينظرون لاتفاق السلام "نظرة واقعية"؛ حيث من الصعوبة بمكان إلغاء الاتفاق بسبب الضغوطات والتحديات الإقليمية والدولية الأمنية والسياسية، وعلى رأسها علاقة الأردن بأمريكا.

واستدرك الخيطان بالقول لكن هذه النظرة الواقعية لا تعني بحال من الأحوال أن الأردنيين يقبلون أو يرضخون لإسرائيل كدولة محتلة، أو يتنازلون عن حقيقة عدالة القضية  الفلسطينية وحقهم بزوال الاحتلال الإسرائيلي عن بلادهم.

وحول استنتاجات الصحيفة الإسرائيلية بتنامي صراع الهويات الفرعية الأردنية الفلسطينية وخسارة معسكر الأردنيين من أصول فلسطينية بقضية "القاضي زعيتر"، أكد الخيطان أنّه كمراقب "لم يشهد لحظة توحد وطنية أردنية وغضب على الانتهاكات الإسرائيلية؛ مثلما شهده في قضية القاضي زعيتر".

بل يرى الخيطان أن شخصيات وازنة من الشرق أردنيين كان تحركها وتصريحاتها أشد وأقوى ضد إسرائيل من بعض الغرب أردنيين.

وشدد الخيطان على أنّ موقف الأردنيين ضد إسرائيل موقف واحد ليس فيه شرق أردني ولا غرب أردني، فالجميع يرفض سياسات إسرائيل والانتهاكات التي تمارسها، وليس هناك أي تباين أو تناقض تجاه قضية القاضي زعيتر.

من جهته رفض الأمين العام لجبهة العمل الإسلامي حمزة منصور "الأكاذيب والمغالطات التي تبثها الصحافة الإسرائيلية"؛ مؤكدا في الوقت نفسه أنّ "زيادة التأييد لمعاهدة السلام أو نقصه يحتاج لاستفتاء شعبي، والواقع العملي يشير إلى أنّه يوما بعد يوم يتأكد للأردنيين أنّ المعاهدة كانت دوما لصالح الإسرائيليين على حساب المصالح الأردنية العليا".

وأضاف في حديثه لـ "عربي 21" أنّ الأردنيين بغض النظر عن أصولهم ومنابتهم، يشكلون خارطة من التنوع والوحدة الوطنية التي يعتز بها جميع الأردنيين.

من الجدير بالذكر أنّ صحيفة نظرة عليا ناقشت، الاثنين، مسألة الهوية في الأردن ومكانة اتفاق السلام مع إسرائيل.
 
وخلص الكاتبان أودي ديكل وأوريت برلوف، إلى أنّ الشباب الأردني يشكل مركز قوة جديدا لا يعترض على الاتفاق مع إسرائيل، بل يراه شرعيا ومساندا للاستقرار.
 
وأكد الكاتبان أنّ التقلبات في محيط الأردن الاستراتيجي، متمثلا بالحرب الأهلية في سوريا التي أدت إلى انتقال نحو مليون ونصف لاجئ إلى الأردن، فضلا عن تواجد شبكات إرهاب جهادية إسلامية قرب حدود المملكة؛ واستمرار عدم الاستقرار في العراق، الذي جلب هو أيضا قرابة نصف مليون لاجئ عراقي، استقروا في الأردن في العقد الأخير، بالإضافة إلى المصاعب في المفاوضات لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، قد أثرت بشكل كبير على المزاج العام ولا سيما في الشارع الفلسطيني في الأردن. 
 
وادعت الصحيفة في استنتاجاتها حول قضية القاضي زعيتر إلى تنامي صراع الهوية الأردنية الفلسطينية، وفشل المعسكر الذي ينتمي للأصول الفلسطينية باستثمار قضية زعيتر ضد إسرائيل، والأهمية الاستراتيجية لاتفاق السلام بين الأردن وإسرائيل في نظر الجمهور الأردني". 

وقالت الصحيفة إنّ اتفاق السلام مع إسرائيل يشكل أساسا شرعيا وعامل استقرار للمملكة الأردنية. وقد أدى هذا التطور التدريجي بالجمهور الشاب في الأردن إلى أن يؤيد الحفاظ على اتفاق السلام واعتباره ذخرا استراتيجيا.
التعليقات (0)