سياسة عربية

إضراب عائلات شهداء الثورة بتونس في أسبوعه الثاني

تدهور الحالة الصحية للجريح المضرب عن الطعام محمد السنوسي - عربي 21
تدهور الحالة الصحية للجريح المضرب عن الطعام محمد السنوسي - عربي 21
بعد صدور الأحكام العسكرية المخففة في قضايا شهداء الثورة التونسية وجرحاها، دخل عدد من ذويهم في إضراب عن الطعام  بلغ، الأربعاء، يومه الرابع عشر على التوالي.

ويأتي الإضراب بعد فشل الاحتجاجات الميدانية السلمية، والعرائض المقدمة للمسؤولين بضرورة مراجعة الأحكام وإصدار أخرى في مستوى الجرائم القتل والاعتداء، والعنف الشديد بحق "الشباب الثائر".

وزار مراسل "عربي 21" المضربين عن الطعام في شقتهم، وتحدثوا عن معاناة استمرت منذ ثلاث سنوات.

أمهات روين تفاصيل استشهاد أبنائهن على يد الجيش أوالشرطة أثناء الثورة لـ"عربي 21" وكأنها حصلت للتو، "اللوعة هي نفسها والدمعة المنهمرة منذ ثلاث سنوات ما آنَ لها أن تجفّ حتى الآن. آباء وأمهات وزوجات وأخوة وأخوات من مختلف مناطق الجمهورية التونسية دون سابق معرفة وحدّتهم لوعة فقد عزيز طالته رصاصة "غادرة" لحظة خروجه للتظاهر، والمطالبة بحق شعب بأكمله في الحرية والكرامة"، على حسب ما رووه. 

ويتمسك المضربون البالغ عددهم ثمانية أشخاص -منهم ثلاث نساء- بثلاثة مطالب "لا محيد عنها" على حد قولهم، وهي فتح تحقيق للبحث حول الظروف والأسباب التي أدت إلى صدور الأحكام التي قالوا عنها أنها "ظالمة"، والتي قضى بها القضاء العسكري، وبالإضافة إلى كشف من يقف ورائها، ثم اتخاذ الإجراءات العاجلة للتصدي لإفلات جميع المتهمين من العقاب، وسحب جميع الملفات المتعلقة بالمدنيين، ومن بينهم ملفات شهداء الثورة وجرحاها من القضاء العسكري.

ويقول محمد السنوسي، وهو أحد المضربين، وممن شاركوا بالثورة التي أطاحت بنظام زين الدين بن علي،  لـ"عربي 21"، إنه استنفذ كل الوسائل المتاحة في نيل حقه، ومحاكمة من اعتدى عليه بالعنف الشديد، وقتل رفاقه، "فما بقي غير الجسد الذي انخرط هو الآخر في معركة افتكاك الحق".

وتحول جسد السنوسي اليافع إلى جسم نحيل بوجه أصفر وعيون تحيط بها الهالات السوداء جرّاء ما عانى منه عقب العنف الذي تعرض له من قبل الأمن في أيام الثورة.

ورغم أن أطراف السنوسي بالكاد تتحرك بعد أن انهكها الجوع والعطش يقول إنه لن يتراجع عن إضرابه قبل تحقيق المطالب سالفة الذكر.

ويبيت المضربون في شقة مجهزة ببعض الحشايا والوسائل بشارع يسمى شارع اليونان بالعاصمة تونس، وكأن قدر سم اليونان ارتبط بأماكن تعاني الأزمات.

ويزور المكان يوميا عدد كبير من الصحفيين والحقوقيين والمساندين والمتعاطفين مع القضية، وبعض نواب البرلمان التونسي "كلهم عبروا عن مساندتهم المعنوية للمضربين، ومطالبهم، فيما لم نلمس أي تفاعل رسمي من الحكومة أو ممثليها لا بالإيجاب أو بالسلب" على حدّ تعبير أم الشهيد التونسي أحمد الورغي.

وتوجهت أم الشهيد بتوبيخ شديد إلى رئيس الجمهورية محمد المنصف المرزوقي، "على مخالفته وعوده"، حيث كان قد علق صورة الشهيد ابنها على كتفه، وتعهد بإزالتها لحظة محاسبة القتلة.

"مرتّ الأيام ونزع المرزوقي الصورة" تقول والدة الورغي، وتضيف لـ"عربي 21": "القتلة مازالوا خارج السجون، ينعمون بالحرية ورغد العيش".






0
التعليقات (0)