حقوق وحريات

"فريدم هاوس": 15 دولة عربية صحافتها "غير حرة"

الصحافة في العالم تراجعت إلى أدنى مستوياتها - (أرشيفية)
الصحافة في العالم تراجعت إلى أدنى مستوياتها - (أرشيفية)
قالت منظمة "فريدوم هاوس" الدولية غير الحكومية، إن حرية الصحافة في العالم تراجعت إلى أدنى مستوياتها في 2013، وصنفت 197 دولة حول العالم ما بين "حرة" و"حرة جزئيا" و"غير حرة".

ووفق تقرير للمنظمة، التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها، صدر الخميس الماضي، تصدرت موريتانيا الدول العربية في حرية الصحافة، بحلولها في الترتيب الـ95، وضمن الدول "الحرة جزئيا"، تلتها أربع دول وقعت أيضا في تصنيف الدول "الحرة جزئيا"، وهي على الترتيب: تونس (112) ولبنان (112) والجزائر (127) والكويت (127).

فيما صنفت 15 دولة عربية كـ"دول غير حرة"، بحسب تقرير المنظمة، وهي على الترتيب: ليبيا (134)، المغرب (147)، قطر (152)، مصر (155)، الأردن (155)، العراق (157)، عمان (161)، جيبوتي (164)، الإمارات (167)، اليمن (167)، السودان (176)، الصومال (179)، السعودية (181)، البحرين (188)، سوريا (189).

ولم تدخل دولتان عربيتان التصنيف، وهما جزر القمر وفلسطين المحتلة.

الربيع العربي وحرية الصحافة

وأضاف تقرير المنظمة، الذي صدر مؤخرا، أن "الطموحات التي ارتفعت بسبب الربيع العربي (ثورات شعبية أطاحت بحكام بعض الدول) سرعان ما تلاشت بسبب تراجعها (الحريات الصحفية) في مصر وليبيا والأردن".

ولم يكتف التقرير بهذه الدول، ولكنه أشار إلى تراجع الحريات الصحفية في دول كانت تعتبر سباقة في هذا المضمار، كالولايات المتحدة التي أرجع التقرير سبب ضمها إلى هذه القائمة، لمحاولات الحكومة منع النشر في قضايا الأمن الوطني.

ومضى التقرير إلى الإشارة لوجود بلد واحد في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هو إسرائيل من يمكن أن يوصف الإعلام فيه بـ"الحر".

وعزا التقرير ذلك إلى "حرية الصحافة وتعدديتها فيه (إسرائيل)"، موضحاً أنه "لا تزال هنالك بعض التحديات التي تتمثل في الرقابة العسكرية، وأوامر التكميم على التغطية المحدودة، والتدخل السياسي في البث العام".

وأرجأت "فريدوم هاوس" تحسن وضع الحريات في قطاع غزة والضفة الغربية إلى "تراجع عدد الدعاوى القانونية عن عام 2012، مع حوادث عنف أقل من قبل القوات الإسرائيلية أو الفلسطينية، ضد الصحفيين، ما أدى إلى تحسن تقييمها في مجال الحريات الاعلامية".

ولفت التقرير إلى أن "الوضع الأمني في ليبيا جعل الصحفيين وغيرهم من العاملين في المجال ذاته عرضة لسيل من التهديدات بالخطف أو الاعتداء في 2013".

ووصف التقرير الحريات الصحفية في مصر بأنها شهدت "أسوأ الانتكاسات" عام 2013، الأمر الذي جعلها "تهبط إلى ما دون المستوى الذي كانت عليه في السنوات الأخيرة لنظام (الرئيس الأسبق حسني) مبارك".

وتابع التقرير: "اتسم النصف الأول من السنة الذي كان فترة رئاسة الرئيس المنتخب محمد مرسي بالاستقطاب الشديد المبني على أسس أيديولوجية وسياسية لوسائل الإعلام"، مبينا أن "الفترة التي تلت الانقلاب على مرسي (منذ 3 تموز/ يوليو الماضي) اتسمت بتعطيل الدستور الجديد (أقر في منتصف كانون الثاني/ يناير الماضي)، وانطلاق هجمات منظمة ضد وسائل الإعلام الإسلامية، واستهداف صحفيين محليين وأجانب، بسبب محاولاتهم تغطية مظاهرات مؤيدة لمرسي".

وبشأن الوضع في تونس، قال التقرير إن "وضع الإعلام فيه ظل انتقاليا، ليشهد تطورات إيجابية وسلبية خلال العام".

أما الأردن، فقد تناول التقرير وضع الحريات فيه على أنه "وبالرغم من استقرار وسائل الإعلام فيه تاريخيا إلا أنها تعرضت إلى اسوأ تراجع لها منذ عقد من الزمان عام 2013، حيث تعرض صحفيون محليون فيها لمضايقات، وتهديدات، واعتقال غير قانوني، والتهجم الجسدي من قبل قوات الأمن ومعتدين مجهولين".

وإلى دول الخليج العربي، حيث تراجعت الحريات في الإمارات العربية، بحسب "فريدوم هاوس"، بسبب "قيام الحكومة فيها بإدانة مجموعة من المراسلين والناشطين والمدونين، الذين استخدموا وسائل التواصل الاجتماعية، مثل "تويتر" لنقد محاكمة 94 شخصا بتهمة محاولة قلب نظام الحكم".

أما العراق، فأرجع التقرير سبب تدهور الصحافة فيه إلى "ارتفاع معدلات العنف فيه، حيث شهد هذا العام مقتل 10 صحفيين".

بينما سمى سوريا "المكان الأخطر في العالم لممارسة العمل الصحفي، بسبب مقتل العشرات من الصحفيين وغيرهم من المختطفين والمفقودين أو الجرحى، حيث شهدت البلاد خلال عام 2013 تزايد تأثير المجاميع الإسلامية المتطرفة، التي أثرت على قدرة الصحافة على العمل بحرية، وبالتالي تدهور الحريات".

وقررت المنظمة المكرسة لمراقبة الحريات في مختلف بقاع العالم، أن "دولا قليلة في هذه المنطقة (العربية) قد نجت من الموجة السلبية محققة تقدما بسيطا يعزى على نطاق واسع لتزايد المادة الاعلامية، بما فيها بعض وجهات النظر الناقدة".

وأضاف أن الجزائر تعد واحدة منها بسبب ترخيصها لثلاث محطات تلفزيونية خاصة، ما أنهى احتكار الحكومة للبث المحلي للإعلام، واعتداءات جسدية، ودعاوى قانونية أقل في عام 2013، مما كانت عليه من قبل.

ومضى التقرير بالقول: "ويستمر اليمن في إحراز تطورات في مجال الإعلام حتى بعد مضي عامين على انتقاله السياسي".

وبصفة عامة، أحصت منظمة "فريدوم هاوس" 63 دولة "حرة"، و68 "حرة جزئيا"، و66 "غير حرة"، من أصل 197 دولة خضعت للدراسة.

وحلت هولندا، والنروج، والسويد، في المرتبة الأولى بالنسبة لحرية الإعلام، أما كوريا الشمالية (197) فاحتلت المرتبة الأخيرة، وراء تركمانستان (195) وأوزبكستان (195).

وأظهر تقرير "فريدوم هاوس"، التي تجري تحقيقات سنوية منذ العام 1980 في هذا المجال، أن 14% من السكان في العالم فقط يصلون إلى صحافة "حرة"، أي شخص واحد من أصل سبعة.

ولفت التقرير إلى أن 44% من سكان العالم يعيشون في مناطق لا تتمتع فيها الصحافة بـ"الحرية"، و42% في مناطق تعاني فيها وسائل الإعلام "حرية جزئية".
التعليقات (0)