قال رئيس جنوب السودان سلفا كير، الجمعة، إنه مستعد لعقد محادثات مباشرة مع زعيم المتمردين ريك
مشار في مسعى لإنهاء القتال المستمر منذ أربعة أشهر في البلاد، لكن مشار امتنع عن تقديم وعد بالمشاركة.
وتحدث كير لساعات مع وزير الخارجية الأمريكي جون
كيري، الجمعة، الذي اجتمع معه في جوبا عاصمة جنوب السودان، لحثه على المساعدة في إنهاء الصراع، في إطار مساعي دبلوماسية للقوى الغربية والأفريقية التي تخشى من تحول الصراع إلى حرب عرقية شاملة، تقوض الاستقرار في منطقة هشة بالفعل.
ونقل عن كير قوله في بيان نشرته حكومة كينيا، لإطلاع زعماء دول المنطقة على نتائج محادثات مع كيري: "مستعد لإجراء محادثات مباشرة مع مشار من أجل السلام في بلدنا".
وقتل الآلاف، وفر أكثر من مليون شخص من ديارهم منذ اندلاع القتال في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، بين الجنود الذين يدعمون كير والجنود الموالين لمشار نائبه المقال.
ويدور القتال وفقا لتقسيمات قبلية بين قبيلة الدنكا، التي ينتمي اليها كير، وقبيلة النوير، التي ينتمي اليها مشار.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية إن المكالمة التليفونية التي أجراها كيري مع مشار، الجمعة، لم تكن حاسمة.
وأضاف المسؤول الذي تحدث مشترطا عدم الكشف عن شخصيته، أن مشار أبدى استعداده للمشاركة في المحادثات، لكنه لم يتعهد بأي التزام أثناء المكالمة مع كيري.
وحذر كيري في تصريحات، الخميس الماضي، من أن أعمال العنف العرقية المتزايدة قد تتحول إلى
إبادة جماعية، وقال إنه يتوقع نشرا سريعا لمزيد من جنود حفظ السلام.
وهذه هي أول زيارة يقوم بها كيري كوزير للخارجية الأمريكية، وجاءت بعد يوم من تجديده للتهديدات الأمريكية بفرض عقوبات، وتعبيره عن أمله في نشر سريع لمزيد من قوات حفظ السلام.
وأشار كيري، الجمعة، إلى مخاطر المجاعة في جنوب السودان، وندد بالتقارير عن تجنيد الأطفال، وأشار إلى "الروايات المروعة عن العنف الجنسي".
وقال كيري للصحفيين في جوبا: "يجب على الرئيس كير والمعارضة أن يعملا على الفور على وقف العمليات الحربية، والتحرك نحو فهم مستقبل الحكم في البلاد، قبل أن يغرق جنوب السودان في مزيد من الدماء".
واجتمعت وفود من الجانبين في أثيوبيا المجاورة، لكن محادثاتهم لم تحرز تقدما منذ توقيع اتفاق سلام في 23 كانون الثاني/ يناير الماضي.
وقال كيري إن الاجتماع -الذي سيكون أول لقاء مباشر بين كير ومشار منذ بداية الصراع سيكون "مهما"، وعبر عن أمله في أن يتحدث مع مشار في وقت لاحق، الجمعة، لإقناعه بالمشاركة.
وتوقع قبل مكالمته مع مشار أن هذه المحادثات قد تجرى في منتصف الأسبوع القادم على أقصى تقدير.
وأضاف أن كير التزم خلال اجتماعهما "باتخاذ خطوات جادة من أجل بدء التحرك لإنهاء العنف، وتنفيذ إتفاق وقف القتال، وفتح نقاش بشأن حكومة انتقالية".
ولم يحدد كيري الشكل الذي ستتخذه الحكومة الانتقالية، كما أنه لم يدخل في تفاصيل بشأن ما قد يعنيه ذلك بالنسبة لاستمرار كير في حكم البلاد.
ومنذ اندلاع القتال، فقد انخفض إنتاج البلاد من النفط الذي يعد شريان الحياة الاقتصادية في البلاد إلى نحو 160 ألف برميل يوميا.
وعبر كيري عن أمله في نشر 2500 جندي من الأمم المتحدة بشكل مبدئي خلال الأسابيع القليلة المقبلة، لدعم قوات حفظ السلام التابعة للمنظمة الدولية هناك، والمؤلفة من سبعة آلاف جندي.
وتنامت مخاوف دولية من تحول الصراع في جنوب السودان إلى إبادة جماعية، بعد أن قالت الأمم المتحدة إن المتمردين قتلوا مئات المدنيين في بلدة بانتيو الشمالية النفطية الشهر الماضي.
وبعد ذلك بأيام هاجم سكان من بلدة بور التي يغلب على سكانها أفراد قبيلة الدنكا، قاعدة للأمم المتحدة كان لاجئون من النوير يحتمون فيها.
وقال مستشار الأمم المتحدة الخاص بمنع الإبادة آداما دينج، الجمعة، إن حالة الحرب في جنوب السودان تحولت بسرعة إلى أعمال عنف عرقية، وهناك احتمال بأن يتحول القتال إلى إبادة.