شيع الآلاف من أبناء الضفة الغربية جثمان الشهيد عزالدين شهيل أحمد المصري، إلى مثواه الأخير في مقبرة بلدة عقابا شمال الضفة الغربية المحتلة، بعد 13 سنة من الاحتجاز في ما يسمى
مقابر الأرقام الاحتلالية.
وأفادت قدس برس، بأنه وفي ظهر الأربعاء، انطلقت مراسم تشييع جثمان عز الدين المصري من مشفى طوباس التركي الحكومي، وتوجهت إلى بيت والده، حيث استقبل بالزغاريد والتكبيرات، لتنطلق بعد ذلك مباشرة إلى مسجد بلال بن رباح، ويصلى عليه بعد صلاة الظهر.
وأضاف أنه من مسجد بلال بن رباح انطلقت مسيرة تشييع مهيبة إلى مثواه الأخير في مقبرة البلدة، وسط هتافات دعا فيها المشيعون إلى الوحدة الوطنية وانتهاج نهج المقاومة باعتباره النهج الأقوى للحرية والتحرير.
وشارك في التشييع الآلاف من بلدة عقابا وبلدات ومدن الضفة، وبمشاركة رسمية ومؤسساتية فاعلة. وفي تصريح خاص لـ "قدس برس"، أكدت أم إياد والدة الشهيد على أنها كانت "تنتظر هذه اللحظة، وأنها اليوم ستنام بكل طمأنينة، حيث أن ولدها اليوم ينام قريبا منها، وأنها ستظل وفية لوصية ابنها عزالدين، وستظل راية "
حماس" التي استشهد عزالدين تحت ظلها هي الراية المرفوعة في قلوبهم، وفق تعبيرها.
وفي اتصال هاتفي، هنأ رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"
خالد مشعل، أهل عقابا وجنين بعودة نجلهم عزالدين، مؤكدا على ضرورة أن تكون هذه الدماء التي تتجدد في عروق أبناء فلسطين دماء توحيد لفصائل المقاومة الفلسطينية، وأن يكون الجميع في خندق واحد قلبا وقالبا.
ويذكر أن الشهيد
عزالدين المصري، قام بتفخيخ "جيتار" ودخل به إلى أحد المطاعم في مدينة القدس المحتلة يوم 9 آب/ أغسطس 2001، وقام بتفجيره هناك، ما أدى إلى مقتل 16 إسرائيليا وجرح 120 آخرين، واستشهاده.
وكان شيّع آلاف الفلسطينيين، ظهر الأربعاء، جثامين أربعة فلسطينيين في الضفة الغربية كانت إسرائيل قد سلمتهم لعائلاتهم، مساء الثلاثاء، بعد احتجاز رفاتهم لسنوات في "مقابر الأرقام".
وكانت السلطات الإسرائيلية قد سلّمت الثلاثاء، عبر معبر "الطيبة" قرب مدينة طولكرم، شمالي الضفة الغربية، جثامين 4 فلسطينيين لعائلاتهم، وهم: عز الدين سهيل أحمد المصري، من بلدة "عقابا" في محافظة طوباس، شمالي الضفة الغربية، وتوفيق هاشم عارف محاميد، من قرية "دير أبو ضعيف" في
جنين (شمال فلسطين)، وعماد وعادل أحمد اسماعيل عوض الله، من رام الله (وسط فلسطين).
وفي مدينة رام الله، شيّع الآلاف جثمان الأخوين عماد وعادل عوض الله، اللذين اغتالتهما القوات الإسرائيلية في بلدة "ترقوميا" بالخليل (جنوب فلسطين) في أيلول/ سبتمبر عام 1998، واحتجزت جثمانيهما منذ ذلك الوقت. وانطلقت مسيرة التشييع من أمام مستشفى "رام الله" الحكومي باتجاه منزل الشقيقين عوض الله، لتلقي عليهما عائلتهما نظرة الوداع، ومن ثم نقلا لمسجد "البيرة" الجديد بالمدينة، حيث تمت الصلاة عليهما بعد صلاة الظهر، وانطلق موكب التشييع بعدها باتجاه مقبرة "البيرة" لمواراتهما الثرى.وحمل المشيعون رايات حركة حماس (التي ينتمي لها الشقيقان)، ورددوا
الهتافات المؤيدة للمقاومة الفلسطينية.
وفي بلدة "عقابا" بمحافظة طوباس (شمال فلسطين) انطلقت مسيرة تشييع عز الدين المصري، من أمام مستشفى "طوباس" الحكومي التركي، باتجاه منزل ذويه، ومن ثم الصلاة عليه في مسجد "بلال بن رباح"، ومواراته الثرى في مقبرة البلدة.
وفي بلدة "دير أبو ضعيف" شرقي مدينة جنين (شمال فلسطين)، شيع فلسطينيون جثمان توفيق محاميد الذي قتلته القوات الإسرائيلية عام 2002. وانطلق موكب التشييع بجنازة عسكرية من أمام مستشفى "خليل" الحكومي في جنين، باتجاه بلدته دير أبو ضعيف، حيث صلي عليه في مسجد القرية، ومن ثم مواراته الثرى في مقبرتها.
ورفع المشيعون الأعلام الفلسطينية ورايات الفصائل، مرددين الهتافات المؤيدة للوحدة والمقاومة الفلسطينية، ومطالبين باسترداد جثامين الفلسطينيين الذين تحتجزهم إسرائيل في مقابر الأرقام.
وتحتجز إسرائيل جثامين مئات الشهداء الفلسطينيين، شاركوا في عمليات ضد أهداف إسرائيلية، في مقابر تسميها "مقابر الأرقام"، نظرًا لأن تعريف الجثث بها يتم بالأرقام عوضًا عن الأسماء، بحسب بيان الحملة.
وقدرت جهات حقوقية إسرائيلية وجود "مئات الجثث في مقابر إسرائيلية سرية، لقتلى فلسطينيين وعرب، شاركوا في هجمات على أهداف إسرائيلية"، بحسب بيانات متطابقة لتلك المنظمات، في أوقات سابقة. وتلجأ إسرائيل إلى هذه الطريقة لمعاقبة أسرى الفلسطينيين الذين شاركوا في عمليات ضدها، بحسب الجهات الحقوقية ذاتها.