قالت صحيفة "إندبندنت" البريطانية في تعليق لها عن الانتخابات
العراقية، إن "العراقيين يقومون بالاقتراع في الانتخابات وسط أزمة تزداد حدة مع مرور الزمن، حيث تعود العالم على سماع أخبار كارثية وشيكة الوقوع، أو التي وقعت فعلا في العراق، حتى أنه أصبح لا يعير اهتماما للأخبار اليومية من مذابح، وقنابل واغتيالات، وأصبحت تبدو وكأنها جزء من التضاريس السياسية في البلد".
وأضافت أن "أزمة العراق الدائمة تفاقمت خلال الأشهر الستة الماضية، حتى أصبح أسوأ بكثير مما كانت عليه، حيث قامت مجموعة مسلحة من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (
داعش)، التي تنتقدها حتى القاعدة لعنفها المفرط، باستعراض عسكري في
أبو غريب على أطراف بغداد".
وتابعت "تم تفريغ السجن سيء السمعة تحسبا لاجتياحه.. فالفلوجة التي تقع 40 ميلا غربي العاصمة -والتي حارب الجيش الأمريكي لدخولها عام 2004- وقعت مرة أخرى تحت سيطرة المسلحين، وقد استولوا على سد الفلوجة على نهر الفرات، ويقومون بإغراق المناطق الواقعة في اتجاه مجرى النهر".
وتضيف أنه "مع ورود أخبار تفيد بتراجع للقوات الحكومية العراقية في الجبهة كل عدة أيام يمكن للمرء أن يتخيل أن حكم رئيس الوزراء نوري
المالكي الذي امتد ثماني سنوات سينتهي في هذه الانتخابات".
وقالت إن "الاحتمال غير أكيد، ولا حتى وارد، لأن المالكي يطرح نفسه كمدافع عن الأغلبية الشيعية.. فمع سيطرة داعش والقوى المعارضة للحكومة على المزيد من المناطق السنية، عدا عن التفجيرات في مختلف أنحاء البلاد، يتزايد شعور الشيعة بالخوف.. ومع أن ما يهددهم يعزى جزئيا للمالكي نفسه، ولكن من المتوقع أن يلتفوا حوله كزعيم سيقوم بحمايتهم".
وتختم بالقول إنه "سيكون محزنا جدا إذا فعلوا ذلك، فقد يربح المالكي الانتخابات أو يبقى في منصبه، ولكن المزيد من أرض العراق ستخرج عن سيطرته بينما تتفتت البلاد".