كتب هشام ملحم: يتوقع المسؤولون الأميركيون أن يؤدي ضم
موسكو شبه جزيرة
القرم الى مراجعة نوعية لـ"شركة" التي طوّرها الرئيس باراك
أوباما مع روسيا منذ انتخابه والتي أدت الى تعاون الطرفين في مجالات عدة كان آخرها اتفاق تفكيك الترسانة الكيميائية السورية.
ويتوقع بعض المسؤولين أن يكون مؤتمر جنيف 2 حول سوريا أولى ضحايا
أزمة القرم، خصوصاً أن فرص إحيائه كانت صعبة جداً قبل تفاقم التوتر بين واشنطن وموسكو، وثمة قلق من أن تقلص موسكو تعاونها مع واشنطن في سياق المفاوضات بين مجموعة 5 + 1 وإيران في شأن برنامجها النووي، وأن تعجّل من مفاوضاتها مع طهران لتزويدها مفاعلين نووين. ويقول المتشائمون، وهم كثر، إن جولة الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الابرهيمي ربما كانت المحاولة الأخيرة لإنقاذ جنيف 2 من الانهيار الكامل.
ومنذ اخفاق الجولة الثانية من جنيف 2، وخيبة واشنطن الواضحة من موسكو، بدأ المسؤولون الأميركيون يراجعون خياراتهم في شأن النزاع السوري، خارج نطاق التعاون مع روسيا ولكن مع التمسك بتطبيق اتفاق الأسلحة الكيميائية. وباتت عملية المراجعة أكثر إلحاحاً بعد أزمة القرم، ومع استمرار النجاحات الميدانية للنظام السوري وحلفائه الايرانيين و"حزب الله"، وآخرها السيطرة على يبرود، وتفاقم التحدي الإسلامي المتطرّف لقوى المعارضة غير الإسلامية التي تدعمها واشنطن.
وقالت مصادر مطلعة إن المسؤولين والأجهزة المعنية بالنزاع السوري وضعوا تصوراً كاملاً (يشمل عناصر سياسية وعسكرية) يقضي بتوفير مزيد من الدعم المالي (لدفع رواتب المقاتلين) واللوجستي (من أجهزة اتصال متطورة الى عربات سريعة) والعسكري (رشاشات ثقيلة يمكن أن تسقط مروحيات) لقوى المعارضة ولا سيما منها تلك الناشطة في الجنوب والتي يجري تدريب عناصرها في الأردن. لكن الفيتو الأميركي على تسليح المعارضة بصواريخ مضادة للطائرات محمولة على الكتف صينية الصنع اقترحتها السعودية، لا يزال سارياً.
وأوضحت المصادر أن هذا التصوّر نوقش بشكل أولي في سياق الاتصالات التحضيرية لزيارة الرئيس أوباما للسعودية للاجتماع بالملك عبدالله بن عبد العزيز في نهاية الاسبوع المقبل، على أن يناقش بعد تطويره في محادثات الرياض. وأشارت المصادر الى أن هناك تطابقاً في وجهات النظر بين الرياض وواشنطن في قضايا عدة منها ضرورة عدم بقاء الرئيس بشار الأسد في السلطة، والتصدي للتنظيمات الإسلامية المتطرفة مثل "النصرة" و"داعش". ولفتت في هذا السياق الى تعاون واشنطن والرياض في لبنان والذي ساعد في تأليف الحكومة الجديدة.
وتحدثت المصادر بقلق كبير عن الدور الإقليمي المتزايد لـ"حزب الله" كجزء أساسي من المنظومة العسكرية الإيرانية. وتخوّفت، حتى في حال سقوط الأسد في سوريا، من عدم تقلّص نفوذ "حزب الله" في لبنان، لا بل من إمكان تعزيزه.
(النهار اللبنانية)