عبرت
إسرائيل عن فزعها من تعاظم تأثير الإسلاميين في
أفريقيا، وثمنت الحرب التي تشنها
فرنسا ضدهم في أكثر من دولة هناك.
فقد كشفت النسخة العبرية لموقع "المونتور" النقاب عن أن وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور
ليبرمان قد شكر في لقاء جمعه مؤخراً بوزير الخارجية الفرنسي لورانس فابيوس في باريس، إدارة الرئيس هولاند لتصديها لـ "الخطر الإسلامي في كل من مالي وأفريقيا الوسطى".
وفي تقرير نشره، الإثنين، أوضح الموقع أن ليبرمان أبلغ نظيره الفرنسي أنه لولا "الجهود التي تبذلها فرنسا في حربها ضد الإسلاميين في أفريقيا لتمكنوا من الوصول إلى أبواب تل أبيب".
ونوه الموقع إلى أنه في ختام لقائه مع فابيوس، أبلغ ليبرمان الصحافيين أنه بحث مع مضيفيه الفرنسيين تعميق التعاون مع باريس في كل ما يتعلق بمواجهة "الإسلاميين المتطرفين" في أفريقيا.
ويذكر أن ليبرمان أعلن خلال مؤتمر سفراء إسرائيل الذي نظم في القدس المحتلة مطلع كانون الثاني/ يناير الماضي أن أفريقيا باتت تمثل محوراً مهماً في السياسة الخارجية الإسرائيلية.
وفي ذات السياق، أكدت الصحافية رينا بروشناين، في تقرير نشره موقع "يسرائيل بلاس"، الثلاثاء أن قيادتي وزارتي الخارجية والحرب في تل أبيب تبديان اهتماماً كبيراً بالصراع القائم في جمهورية أفريقيا الوسطى.
ونقلت بروشناين عن محافل رسمية "إسرائيلية" قولها إنه يتوجب على حكومة تل أبيب الإحاطة بمدى قوى الإسلاميين "في طول أفريقيا وعرضها"، منوهة إلى أن قوة الإسلاميين تتعاظم ابتداءً من السودان في الشرق ومرورا بتشاد والنيجر ونيجيريا وحتى مالي وموريتانيا في أقصى الغرب.
وادعت المحافل أن التنظيمات "الإرهابية" الإسلامية في أفريقيا تلعب دوراً في الحرب الهادفة للمس بحدود إسرائيل الجنوبية، سيما مع الحدود مع مصر، مشيرة إلى أن السلاح الليبي يتدفق على سيناء ودول أفريقية أخرى.
واعتبرت المحافل الإسرائيلية أن الحرب في مالي هي امتداد للثورة في ليبيا، مشيرة إلى أن الإسلاميين وأفرادا من قبائل الطوارق حصلوا على سلاح ليبي ضخم واستخدموه في المس باستقرار الأوضاع في مالي على وجه الخصوص.
وأوضحت أن أكثر ما يثير القلق في تل أبيب هو تعاظم التعاون بين الجماعات الإسلامية المسلحة في أرجاء القارة السوداء، مشيرة إلى أن بعض هذه الجماعات معنية بتدشين دولة إسلامية تطبق تعاليم الإسلام في قلب أفريقيا.
وحذرت المحافل من أن إسرائيل تخشى أن يؤدي تعاظم قوة الجماعات الإسلامية داخل أفريقيا واتساع وتعميق التعاون بينها إلى المس بمصالح إسرائيلية ويهودية في أرجاء القارة.
وأعربت عن خشيتها من انضمام الجماعات الإسلامية "المتشددة" في كل من سيناء وغزة لنظيراتها في أفريقيا.
ونوهت المحافل إلى أنه على الرغم من الجهود التي تبذلها الاستخبارات الأمريكية للإحاطة بحجم وطابع الأنشطة التي تقوم بها الجماعات الإسلامية في أفريقيا، إلا أن إدارة أوباما لم تتبنَّ بعد سياسة واضحة تجاه الإسلاميين في أفريقيا.
وأوضحت أن إسرائيل باتت تدرك وجوب عدم الاكتفاء بالإجراءات العسكرية ضد الجماعات الإسلامية في أفريقياً "بل يتوجب أن يترافق العمل العسكري والأمني بدعم اقتصادي لنظم الحكم التي تواجه هذه الجماعات، مشيرة إلى أنه في فبراير 2012 وقعت إسرائيل مع فرنسا على تفاهم للتعاون في مجال تطوير أفريقيا لتحقيق هذا الغرض.
وأكدت المحافل أن إسرائيل أجرت اتصالات دبلوماسية مع كل من روسيا والبرتغال في محاولة للاتفاق على بلورة سياسة لمواجهة الإسلاميين في أفريقيا.
وأوضحت أن وضع أفريقيا على رأس أوليات إسرائيل يعني تخصيص موارد للجهات الأمنية والدبلوماسية لمعالجة التهديدات المنبعثة من هناك على المصالح الإسرائيلية.