حقوق وحريات

الإعلام المصري: ضحايا سانت كاترين إخوان وإرهابيون

ضحايا سانت كاترين
ضحايا سانت كاترين
في خضم الصراع السياسي والإستقطاب المحتدم في مصر، تحول حادث مصرع أربعة شباب متجمدين في جبال سانت كاترين بسيناء إلى مناسبة للدفاع عن الجيش بكل الوسائل في مقابل حملات الإنتقادات الشرسة التي اتهمت القوات المسلحة بالتقاعس عن إنقاذ الضحايا.

واستمات الإعلام المصري الموالي للانقلاب طوال اليومين الماضيين في نفي تهمة التقصير والإهمال عن الجيش وحمل الضحايا مسئولية الحادث وتعمد تنفيذ الحادث لإحراج الجيش، فيما زاد عدد من الإعلاميين واتهم الضحايا بالإرهاب والتورط في تفجير طابا الأخير.

الضحايا إرهابيون
وانتقد المذيع أحمد موسى - المقرب من الأجهزة الأمنية - الهجوم الذي شنه نشطاء على القوات المسلحة، قائلا: "الكثيرون استغلوا الحادث لتشويه صورة الجيش".

وهاجم موسى - في برنامجه على قناة التحرير مساء الأربعاء -  كل من ينتقد أجهزة الأمن قائلا:  الجيش والشرطة أشرف من كل من يتهمونهم بالتقصير، هذه مؤامرة من الإخوان لتشويه الجيش، والكثيرين اندفعوا خلف الأخبار الكاذبة ولم يتحروا الدقة.



وقال إن الضحايا تعمدوا تسلق الجبال في هذا الوقت لإحراج الجيش وتوريطه في مشكلة، مضيفا: قيام هؤلاء الشباب برحلة السفاري في مثل هذا الوقت من العام "أمر غريب".

من جانبها ألمحت المذيعة حياة الدرديري إلى تورط ضحايا سانت كاترين في تفجير طابا وانتمائهم لجماعة الإخوان المسلمين. 

وقالت الدرديري - علي قناة الفراعين المملوكة لتوفيق عكاشة المدعوم من الأجهزة الأمنية - ليس من قبيل الصدفة أن تتواجد هذه المجموعة في جنوب سيناء قبل تفجير طابا بيومين فقط، ثم يضلوا طريقهم في سانت كاترين ويخرج الإعلام ليشتت التفكير عن سر تواجدهم في هذا المكان الذي لا يذهب إليه إلا السياح عادة.

وأكدت أن أحد هؤلاء الشباب هو مخرج "ثورجي" وأن من من بين الضحايا فتاة تنتمي للإخوان، وأن الحادث يأتي في إطار حرب شرسة لضرب السياحة وتشويه الجيش.

طابور خامس
ونقلت صحيفة البديل عن مصادر "مخابراتية" قولها إن معلومات أمنية أكدت أن الناشط السياسي وائل غنيم وشقيقه هما المحرضان على حملة انتقاد الجيش بعد هذه الحادثة.

وأضافت المصادر: غنيم وشقيقه هما المسئولان عن الحملة على "فيس بوك" التي تبدو في ظاهرها تعاطفا مع ضحايا سانت كاترين لكنها تتضمن تزييف الحقائق وتضخيم الأحداث وتوجيه الاتهامات للجيش بالتقصير عن إنقاذ الشباب.

أما حمدي الفخراني البرلماني السابق عضو جبهة الإنقاذ، فاتهم من أسماهم "الطابور الخامس" لجماعة الإخوان وبعض العملاء بنشر شائعة تقصير الجيش في انقاذ الضحايا بهدف إسقاط الدولة وضرب السياحة.

وطالب - في تصريحات لقناة "صدى البلد" - رجال الإعلام "الشرفاء" بالدفاع عن الجيش والشرطة، مضيفا أن من يهاجمونهم من الإعلاميين لا يستحقون العيش على أرض مصر.

من جانبه رفض العقيد أحمد محمد علي المتحدث العسكري الرسمي ما أسماه استغلال جماعة الإخوان للحادث لمهاجمة القوات المسلحة وتشويه صورتها، قائلا إن الحديث عن إنقاذ الجيش للأجانب فقط هو حديث "تآمري". 

وأجرى المتحدث العسكري مداخلات هاتفية على كل القنوات المصرية تقريبا مساء الأربعاء ليؤكد أن القوات المسلحة تتعرض لحرب نفسية عبر إطلاق شائعات لتشويه سمعتها، محذرا من خطورة استغلال الحادث فى انتقاد الجيش". 

مقارنة بين مرسي والسيسي 
ودخل انصار الإخوان على الخط، فنشرت صفحاتهم على فيس بوك تعليقات وصور من حساب أحد الضحايا وهو المخرج محمد رمضان، يُظهر فيها تأييده للإنقلاب وتفويضه للسيسي لمحاربة "الإرهاب" ومشاركته في الإعتداء على متظاهري الإخوان، بل وشماتته في ضحايا مجازر الحرس الجمهوري وفض اعتصام رابعة والنهضة.

وقالوا إن تأييده للسيسي لم يشفع له ولم ينقذه من إهمال السلطات، مؤكدين أن الظلم يطول الجميع في مصر مؤيدين ومعارضين.

وقارنت صفحات معارضة للإنقلاب، بين حادث وقع في عهد محمد مرسي، وأمر وقتها الرئيس بتحريك سفينة حربية وثلاث طائرات عسكرية لإنقاذ عشرة صاديين في البحر المتوسط تعرض قاربهم لعاصفة أمام مطروح في يناير 2013، وأرجعت ذلك إلى الفرق بين رئيس شرعي يعمل للحفاظ على أرواح شعبه الذي انتخبه وبين قائد إنقلاب يحكم بالقوة العسكرية.

كما ذكروا بحادث غرق عبارة السلام عام 2006، حين تقاعست القوات البحرية عن إنقاذ الركاب ما تسبب في مصرع أكثر من ألف شخص، بينما كان الرئيس المخلوع مبارك يحضر مباراة لكرة القدم في نهائي كأس أفريقيا باستاد القاهرة.

وطرح نشطاء تساؤل على الإعلاميين المدافعين عن الجيش، عن رد فعلهم لو كان مرسي لازال رئيسا للجمهورية وقت وقوع حادث سانت كاترين؟ 

فيما سخر أحدهم قائلا "لو كان حد بلغ عن ضحايا ‏سانت كاترين إنهم هيرفعوا على الجبل شعار كبير لـ"رابعة"، كان الجيش جابهم فى ظرف ساعة".

0
التعليقات (0)

خبر عاجل