سياسة عربية

فشل جنيف 2 يفاقم الصراع في سوريا

المفاوضات وصلت لطريق مسدود - ا ف ب
المفاوضات وصلت لطريق مسدود - ا ف ب
يهدد فشل الجولة الثانية من مفاوضات جنيف للسلام في سوريا بزيادة حدة اعمال العنف بين نظام دمشق ومقاتلي المعارضة، على خلفية عودة التوتر بين موسكو وواشنطن اللتين اطلقتا هذه المبادرة.

ويرى الخبراء أن هذا الطريق المسدود الذي وصلت اليه المفاوضات سيؤدي الى تفاقم النزاع الذي اوقع اكثر من 140 الف قتيل وتسبب بتسعة ملايين لاجىء او نازح منذ حوالى ثلاثة اعوام.

وقال فولكر بيرتس مدير المعهد الالماني للشؤون الدولية والامن "اخشى ان يؤدي فشل محادثات جنيف الى تصعيد عسكري. الامور ستتفاقم على الارجح".

واضاف ان الطرفين سيحاولان "أن يثبتا ان بامكانهما تغيير ميزان القوى على الارض لصالحهما وانما غير مرغمين على التفاوض انطلاقا من ضعف".

وأعرب الوسيط الاممي في النزاع السوري الاخضر الابراهيمي السبت في سوريا عن اسفه لفشل هذه المحادثات مؤكدا انه لم يتم تحديد اي موعد لجولة مفاوضات جديدة.

ولم تقلع المفاوضات عمليا بين وفدي النظام والمعارضة لان الفريقين يختلفان على اولويات البحث. ففي حين تتمسك المعارضة بان البند الاهم هو "هيئة الحكم الانتقالي" التي يجب ان تتمتع بكل الصلاحيات بما فيها صلاحيات الرئيس الحالية، يصر الوفد الحكومي على البحث في بند "مكافحة الارهاب" الذي يتهم مجموعات المعارضة المسلحة به.

وكدلالة على رغبة مقاتلي المعارضة بتحريك الامور، اعلن المجلس العسكري الاعلى للجيش السوري الحر الاحد اقالة اللواء سليم ادريس من مهامه كرئيس لهيئة الاركان وتعيين العميد الركن عبد الاله البشير مكانه.

وجاء ذلك بعد تكثف النكسات العسكرية امام قوات النظام السوري وتصاعد قوة الجماعات الاسلامية والجهادية في النزاع.

وهذا التوقيت يرتدي اهمية خاصة لان هذا التغيير يمكن ان يؤدي الى عمليات تسليم جديدة لمعدات عسكرية للجيش السوري الحر لا سيما بعد فشل محادثات جنيف.

وقال آرون لاند الخبير في الشؤون السورية في مركز كارنيغي "يبدو ان ايا من الطرفين لا يعتقد بامكانية التوصل الى حل عن طريق التفاوض في الوقت الراهن" مضيفا "رغم انهما يرغبان بذلك على المدى الطويل، لكنهما سيحاولان اولا احراز تقدم على الارض، وبالتالي تصعيد الحرب".

ولم تسجل اعمال العنف اي تراجع خلال فترة المحادثات، فقد افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان النظام السوري استخدم البراميل المتفجرة في مناطق خاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة في حلب ما اوقع مئات القتلى.

وأضاف لاند أن الشكوك حيال المفاوضات وصلت حتى الى الدول التي مارست ضغوطا على المعارضة لكي تشارك في محادثات جنيف.

وقال "حتى الدول التي كانت تؤمن بان محادثات جديدة ممكنة، قد تكون راغبة في ان تثبت للاسد ما هي كلفة نسف المفاوضات التي ترعاها الامم المتحدة".

واتهمت الولايات المتحدة الاسد بممارسة "عرقلة" في جنيف وهددت بزيادة الضغط عليه. وما يدل على تجدد التوتر، اتهم وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاثنين روسيا بتشجيع الرئيس السوري بشار الاسد على "المزايدة" والبقاء في السلطة في سوريا، وهو ما رفضته موسكو.

ويرى كريم اميل بيطار من معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية ان زيارة الرئيس الاميركي باراك اوباما الى السعودية المرتقبة في نهاية اذار/مارس قد تكون "حاسمة".

والرياض التي تدعم المعارضة السورية مثل واشنطن، قد زادت تسليم مقاتلي المعارضة اسلحة حديثة بحسب ما اوردت الصحافة رغم التردد الاميركي.

وقال بيطار "إما ان يتمكن السعوديون من اقناع اوباما ببذل جهد عسكري اضافي لتغيير النظام، أو أن سيقنع اوباما السعوديين باحتواء مقاتلي المعارضة".

وبدون التمكن من تسجيل اية نقاط في جنيف، يرى الطرفان انهما حققا انتصارا محدودا وهو التمكن من الاحتفاظ كل بموقفه.

وهكذا تمكن النظام من تفادي الضغوط من حلفائه للبحث في حكومة انتقالية، كما نجحت المعارضة في الحصول على دعم قوات مقاتلة اساسية على الارض واصبح بامكانها ان تقنع الجهات الداعمة لها في الخارج بزيادة عمليات تسليم الاسلحة.

ويرى تشارلز ليستر من معهد بروكينغز الدوحة ان "غالبية كبرى من المعارضة العسكرية غير مهتمة بالحل السياسي وهذا الامر من غير المرتقب ان يتغير".

وأضاف أن النظام "لم يقدم اي تنازل للمعارضة، وهذا يمكن ان يشجعه على اطلاق هجمات جديدة على الارض".
التعليقات (0)