ملفات وتقارير

نيوزويك: الأجانب يتفاخرون بسياحة الجهاد السورية

صورة لمقاتلين أجانب في سوريا - أرشيفية
صورة لمقاتلين أجانب في سوريا - أرشيفية
خصصت مجلة "نيوزويك" الأمريكية تقريرا ركزت فيه على فكرة "السياحة" للمتطوعين الأجانب. 
ونقلت كاتبة التقرير مولي كرابابل تغريدة أرسلها مسلم هولندي من داخل سورية "الجهاد هو السياحة الأفضل". 

وكان الجهادي الذي يطلق على نفسه تشيشكلير يركب على جمل، وهو واحد من 1700 متطوع أوروبي في سورية، ويقاتل مع الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) التي أعلن تنظيم القاعدة طردها من التنظيم الإسبوع الماضي. 

وتقول المجلة إن تشيشكلير وثق رحلته للمعجبين به على وسائل التواصل الإجتماعي، معلقة "هذا هو واقع الجهاد المعاصر" في سورية، حيث يسجل المؤمنون تفاعلهم مع  القضية في نفس الوقت الذي تجري فيه المعارك. لكن مشكلة  تشيشكلير وغيره أنهم يعشون فتنازيا "نداء الواجب" على حساب حياة السوريين.

وتعني بهذا ممارسات داعش في المناطق التي تسيطر عليها مثل التعذيب وقطع رؤوس السكان، فيما ينشغل المقاتلون الغربيون بإرسال تغريدات وصور شخصية من داخل هذا الدمار.

وترى كرابابل أن المعركة في سورية لتوسيع النفوذ تقوم جنبا لجنب مع المعركة حول معاني الحرب والتي تشن عبر الإنترنت، سواء كانوا أكرادا يرسمون شكل دولتهم الجديدة ثوريون أو منظمون على الإنترنت متعاطفون مع الأسد يقوم السوريون باستخدام اليوتيوب، التويتر والفيسبوك لنشر قصصهم. 

وعالم كهذا عالم يجري فيه تنافس شديد ويمتليء بالبروباغندا والحقيقة. 

ويؤدي أحيانا نشر القصص للموت لأن داعش والنظام السوري يقومون باستهداف الصحافيين.
وتقول كرابابل أنها التقت في مدينة طرابلس اللبنانية عامل إغاثة في بداية الثورة وقام بتهريب "بطاقة ذاكرة" عبر الحدود وتحتوي على صور للمتظاهرين قام بتحميلها على الفيسبوك، وقام الأسد بحجز الدخول لها، مما أدى إلى اثارة مخاوف الناشطين. 

وتظهر التغريدات التي يطلقها المغردون السوريون سلسلة من الرعب عن الأطفال القتلى، المباني التي سويت بالتراب، الرجال الجوعى  الذين يذبحون أسدا  في حديقة حيوان دمشق. 

وفي شريط فيديو مرعب انتشر في كل مكان من مخيم اليرموك الفلسطيني قرب دمشق، يظهر فلسطيني تحول إلى هيكل عظمي يقول إنه لا يتذكر آخر مرة تناول فيها الطعام.

 وتشير الكاتبة هنا في الوقت الذي يقوم فيه السوريون باستخدام وسائل التواصل الإجتماعي لفضح جرائم النظام، يقوم تشيشكلير وغيره من الغربيين باستخدامها للتظاهر.

فقد نشر الصحافي أريس روسينوس من موقع "فايس.كوم" صورا لجهاديين بريطانيين وهم يلوحون ببنادقهم، مثل رامبو. وفي صفحات الفيسبوك الخاصة بروسينوس هناك من تفاخر "بجهاد الخمسة نجوم" مجهز بحمامات سباحة وشوكولاتة وتدريب على السلاح وفلل فارهة. 

ويقوم الجهاديون الغربيون باستخدام التويتر وإرسال صور وهم  يحملون بنادق إي كي-47 ويقدمون أراءهم لمشاهدين مكونين من مئات الألوف وأن حربهم ملهمة ويشجعون الشباب وأحيانا البنات مع محارمهن للأنضمام لهم.

وفي موقع للأسئلة سأل طالب هندسة مقاتلا إن كان عليهم إكمال دراستهم قبل الذهاب للقتال في سورية فكانت إجابة المقاتل "الجهاد يحتاجك الآن"، كما تتملق الفتيات من أجل الزواج من المجاهدين. 

وقام جهادي بريطاني بعمل اكثر من صورة لمسدس ملوث بالدم وكتب عليه بالإنكليزية "يودو" اي ما معناه "انت تموت مرة واحدة، فلماذا لا تموت شهيدا". قبل أن يشطب من انستاغرام بسبب وضعه صورا لجثث.

وبرز تششكلير وكأنه مدون على المودة، حيث وضع صور شخصية له لحية مترفة وهاشتاغ. وناقشت الفتيات يرتدين النقاب قبل ان يثنين عليه بتعليقاتهن.

وعادة ما ينضم المقاتلون الذي يحضرون لسورية إلى الدولة الإسلامية في العراق والشام، داعش والتي تعتمد على المقاتلين من كل أنحاء المعمورة من الباكستان للشيشان إلى تونس. وهذه الجماعة التي ظهرت عام 2013 لم تقاتل في الأساس الأسد لكن الجماعات الكردية المحلية والجبهة الإسلامية والجيش السوري الحر. مما جعل الكثيرين الإعتقاد أن النظام يتسامح مع داعش.

وتتطابق أساليب التنظيم هذا مع أساليب النظام، ففي كانون الأول/ديسمبر اصدرت منظمة العفو الدولية تقريرا حول الظروف في سجون داعش، حيث كشف عن تعذيب الأطفال الذين لا يتجاوز عمرهم عن 8 أعوام، وتعذيب السجنان بالقضبان الكهربائية، ولأنها لم تكن راضية عن قطع رؤوس البشر قامت بنشر تغريدة تظهر مقاتليها وهم يقطعون شجرة بلوط عمرها 150 عاما اتهموا سكان البلدة بعبادتها.

وقاموا بجلد ناشط مدني حيث قال له رجال ملثمون "لا نعترف بشيء اسمه ثورة، هذه الثورة قام بها الكفار، نحن هنا لإقامة الدولة الإسلامية"

ويعبر "كي إي"وهو طالب سوري في بريطانيا يتصل مع أهله في حلب وإدلب عن غضبه من أي شخص يقدم داعش على أنها جزء من الثورة السورية و "أخبرني كي إي أن عمه فتح مقهى انترنت في بيته للحصول على دخل اضافي لكن أعضاء داعش استولوا عليها، وباعوا جهاز الإستقبال في تركيا وأجبرون على ترك منزله لاستخدامه كقاعدة لهم".

وبحسب كي إي فالغربيين يأتون للقتال بحثا عن عطلة وأنهم يقيمون في المناطق القريبة من الحدود مع تركيا حتى إذا اشتد القتال هربوا للأراضي التركية. وكل ما يفعله الجهاديون الأجانب هو التجول في المدن وهم يحملون كلاشينكوفات في بلد يعاني من فراغ السلطة".



التعليقات (0)