قالت جماعة فلسطينية متحالفة مع الحكومة السورية السبت إن وكالات إغاثة في
سوريا أجلت مئات الأشخاص من ضاحية
اليرموك في العاصمة السورية التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في بادرة للتنسيق بين الحكومة وقوات المعارضة.
ويعتبر وصول وكالات الإغاثة إلى نحو 250 ألف شخص محاصرين بسبب القتال في أنحاء سوريا أحد أهداف محادثات السلام التي جرت الأسبوع الماضي في سويسرا والتي اختتمت جولتها الأولى الجمعة دون تحقيق نتائج جوهرية.
ولم يتمكن الطرفان بالرغم من المحادثات المطولة من الاتفاق على مرور قافلة مساعدات لتصل إلى 2500 شخص محاصرين في الحي القديم ببلدة حمص ثالث كبرى المدن السورية ولا يستطيعون الحصول على الغذاء أو الدواء.
وقال أنور رجا المتحدث باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة التي تعمل في منطقة اليرموك إن الجبهة نسقت مع الهلال الأحمر العربي السوري الجمعة والسبت لإخراج المئات من سكان الضاحية وفقاً لرويترز.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يراقب الأوضاع في سوريا إن الأشخاص الذين تم إجلاؤهم نقلوا إلى عدة مستشفيات حكومية.
ولم يتسن الاتصال بالهلال الأحمر لتأكيد تفاصيل العملية.
ويقول نشطاء من المعارضة إن الحكومة تستخدم سلاح التجويع في الحرب لكن
دمشق تتهم مقاتلي المعارضة بإطلاق النار على قوافل المساعدات وتقول إنها تخشى وصول إمدادات المعونة للجماعات المسلحة.
من الجدير بالذكر أنّ 200 يوماً هو عمر
الحصار الذي تضربه قوات النظام السوري على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، جنوب العاصمة دمشق، دون أن تسمح بدخول الغذاء والدواء لآلاف المحاصرين داخله.
وتشير الأرقام إلى أنَّ 82 شخصاً داخل المخيم توفوا نتيجة الجوع ، ويقتات من تبقى من سكانه على ما تنبته الأرض من أعشاب، وما أجازه علماء الدين لهم من أكل لحم القطط والكلاب.
وشهد المخيم في الأونة الأخيرة مساعدات محدودة من قبل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وجمعية الوفاء الخيرية.
وأكد المسؤول عن إغاثة اللاجئين الفلسطينيين في سوريا "أيمن فهمي أبو هاشم" لمراسل الأناضول أنَّ النظام في دمشق وضع 45 ألف شخص في المخيم، 20 ألف منهم من الفلسطينيين وجهًا لوجه مع الجوع.
وأشار أبو هاشم إلى أنَّ المناطق المجاورة لمخيم اليرموك، ليست بحال أفضل منها، مبينا أنَّ المساعدات الشحيحة، التي تم إدخالها في الأيام القليلة الماضية لا تسد حاجة الآلاف، وقال أبو هاشم إنَّ رفع الحصار عن المخيم وحده الكفيل بإغاثة من فيه" .