أعلن الوفد الرسمي السوري المفاوض في جنيف أنه تقدم ببيان حول ما سماه "مكافحة الإرهاب" في سوريا، غير أن وفد الائتلاف المعارض رفضه، متهمًا نظام الرئيس بشار الاسد بارتكاب "جرائم حرب"، وبأنه سبب الارهاب.
وقال الوفد الرسمي في بيان الخميس إنه تقدم باقتراح لإصدار بيان ينص على "الامتناع عن الدعم الصريح أو الضمني أو التمويل أو الإدارة لكل الأشخاص أو الكيانات الإرهابية".
كما ينصّ على "العمل على وقف التمويل والتسليح والتدريب والإيواء للإرهابيين، وتسهيل تدفقهم إلى سورية"، مشيراً إلى أن "رفض الوفد الآخر له يطرح تساؤلات ضخمة عن هؤلاء.
ويدعو مشروع البيان إلى العمل على نحو عاجل لمواجهة "المجموعات الإرهابية والقضاء عليها بهدف تحقيق الأمن والسلام وعودة الهدوء والإستقرار إلى سوريا".
كما يدعو الجميع "أفرادا ودولاً إلى وقف كل أعمال التحريض، ونشر الفكر التكفيري والتعصب الديني بكل صوره وأشكاله، مؤكدا أن "محاربة التنظيمات الإرهابية وطردها خارج سوريا هدف وواجب كل سوري".
وتضمن البيان أربع نقاط تشمل "العمل بشكل جدي ووثيق وفوري لمكافحة الإرهاب وملاحقة التنظيمات الإرهابية المسلحة في سورية ووضع الآليات التنفيذية لتحقيق هذا الهدف"، ودعوة "الدول إلى تحمل مسؤولياتها والتزاماتها لوضع حد لتجنيد الإرهابيين، والامتناع عن تسليحهم أو تدريبهم أو إيوائهم أو توفير ملاذات آمنة لهم".
كما ينص على أن "تضبط دول جوار سوريا حدودها بشكل فعال لوقف تدفق الإرهابيين والأسلحة"، بالإضافة إلى "تبادل المعلومات الأمنية المتعلقة بتحركات الإرهابيين وشبكاتهم ووثائق سفرهم والإتجار بالأسلحة والمتفجرات".
في المقابل، وزع المكتب الاعلامي للوفد المعارض معلومات عن مجريات الجلسة، جاء فيها ان وفد المعارضة حضر الى جنيف من اجل "إنهاء عمليات القتل عن طريق الانتقال من إرهاب الدولة إلى سوريا الحرة، لكن النظام يريد الحديث عن الإرهاب".
وأضاف المكتب: "إن وفد المعارضة قال داخل جلسة الخميس إن براميل القنابل هي إرهاب، وتجويع السكان حتى الموت ارهاب، والتعذيب والاعتقال هي أيضا إرهاب".
وقال مصدر في الوفد المعارض ان فريقه يعتبر ان "أكبر إرهابي في سوريا هو بشار
الأسد"، وان الوفد شدد على ان مقاتلي المعارضة هم الذين يحاربون تنظيم القاعدة في سوريا، من خلال المعارك بينهم وبين تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام.
ولفت عضو وفد المعارضة المفاوض لؤي صافي للصحفيين بعد الجلسة إلى ان الوفد عرض "وثائق" وصورا عن "المجازر" التي ارتكبها النظام.
وتأتي جلسات مؤتمر "
جنيف2" في وقت بلغت فيه حصيلة القتلى منذ انطلاق أعماله في 24 كانون الثاني/ يناير الحالي، وحتى الآن، اثر قصف قوات النظام السوري للمواطنين 433 شخصاً، بينهم 76 طفلاً.
وأفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في بيان لها، أن المئات لقوا مصرعهم، بسبب استهداف قوات النظام السوري للمناطق المأهولة بالمدنيين في سوريا، منذ انطلاق "جنيف 2".
وأضاف البيان أن قوات النظام تواصل قصفها بالبراميل المتفجرة، وقذائف الهاون، والصواريخ، والأسلحة الثقيلة، مع استمرارها بعمليات التعذيب للمعتقلين في مراكز الاعتقال، إذ يفقد كل يوم 10 أشخاص حياتهم تحت التعذيب.