حول العالم

آثار لـ"ديناصورات" في المغرب (صور)

صورة يعتقد أنها آثار لديناصور - الاناضول
صورة يعتقد أنها آثار لديناصور - الاناضول
أساطير أهالي بلدة "آنزا" المغربية (المحاذية لخليج آنزا) بمدينة أغادير (جنوب غرب البلاد)، تتحول إلى حقيقة علمية بعد اكتشاف ما قيل إنها "آثار أقدام ديناصورات"، بفعل هيجان البحر ومسح الأمواج العاتية للترسبات التي كانت تخفي هذه الآثار عن الأنظار.

فكثيراً ما تردد على مسامع محمد الصالحي، ومصطفى حبش، أن "آنزا" هي بلدة "كائنات غريبة"، و"أشباح"، لها "أقدام" غريبة الشكل…ولم تكن هذه "الأساطير" التي يرويها شيوخ القرية مجرد قصص للتسلية بالنسبة للشابين الذين درسا علم طبقات الأرض (الجيولوجيا) من جامعة أغادير، وإنما كانت بداية الفضول العلمي للبحث عن مصدر هذه الحكايات والأساطير، فالبنسبة إليهما "لا دخان بدون نار" كما يقال.

"بعد البحث والتقصي، تبين لنا أن مصدر هذه الأساطير هو عثور الصيادين في المنطقة الصخرية للشاطئ على آثار أقدام غريبة الشكل"، يقول مصطفى حبش، الحاصل على بكالوريوس في علم طبقات الأرض.

ويتابع مصطفى قائلاً "قمت وأنا وزميلي محمد الصالحي بأبحاث ميدانية بالمنطقة الصخرية، لكننا لم نتوصل بداية إلى أدلة مقنعة".

الشغف بتراث المنطقة، والرغبة في اكتشاف أسراره دفع بالشابين، بصحبة أصدقاء آخرين إلى تأسيس "الجمعية المغربية للتوجيه والتكوين"، التي واصلوا من خلالها البحث عن حقيقة "أساطير" أهل البلدة.

"كانت الأمواج العاتية التي ضربت السواحل الأطلسية هي مفتاح الفرج الذي طال انتظاره"، يقول محمد الصالحي للأناضول، فمباشرة بعد هدوء الموج بشاطئ القرية، قام أعضاء الجمعية، كما يحكي محمد بجولة بالمنطقة الصخرية، ليكتشفوا العشرات من آثار أقدام، سيتبين بعد البحث أنها تعود إلى ديناصورات عاشت بالمنطقة قبل ملايين السنين.

"قمنا بالتقاط صور لهذه الآثار" يقول محمد، و"أعددنا تقريراً سلمناه لأساتذة علوم الأرض بكلية العلوم بمدينة أغادير، لتنطلق الخطوات الأولى نحو "نقل آثار أقدام الديناصورات من عالم الأساطير إلى الحقيقة".

أستاذ علم طبقات الأرض، موسى مسرور، الذي أنجز التقرير العلمي حول "الاكتشاف" وسلمه إلى وزارة الطاقة والمعادن المغربية، قال للأناضول، إن "آثار أقدام الديناصورات المكتشفة ذات قيمة علمية كبيرة جدا"، فهذه الآثار بالنسبة إليه "محفوظة بشكل جيد وممتاز ولم تتأثر بالتعرية رغم مرور نحو 85 مليون سنة عليها كما تكشف الخرائط الجيولوجية للمنطقة التي تقع فيها أنزا".

وأوضح مسرور أن "آثار هذه الأقدام يوجد في 6 مستويات من أعمار الديناصورات عثر على آثار قوائمها منحوثة على صخور شاطئية تساوي أو تقارب عشرين سنتيمتر، كما أن الآثار المكتشفة بخليج أنزا مختلفة من حيث الحجم، مما يفيد على أنها قطيع متباين من حيث العمر وأنها لا تعيش منعزلة".

وبحسب مسرور فإن "الفصيلة المكتشفة من الديناصورات هي آخر فصيلة قبل الانقراض الكامل للديناصورات، استناداً إلى الطبقات الجيوليوجية للصخور التي ترسبت في الموقع، والتي تعود إلى العصر الطباشيري العلوي CRETCE SUPERIEURE، وقد تكون الوحيدة في إفريقيا الذي توجد آثاره في هذه الحقبة الجيولوجية".

وجّح الباحث في علم الجيولوجيا أن "يكون موقع أثار أقدام ديناصورات أغادير الفريد من نوعه على المستوى القارة السمراء، كما أن معظم آثار أقدام الديناصورات المكتشفة في العالم تعود إلى العصر الجيوراسي، وهذه قيمة علمية كبيرة لما اكتشف".

وقال إن "آثار أقدام الديناصورات التي عثر عليها تعود إلى فصيلة كائنات لاحمة مفترسة تتميز بشكل قوائمها الثلاثي الشبيه بأقدام الطيور العائدة للعصر الطباشيري العلوي".

ومضى قائلاً "العثور على صنف الديناصورات التي تعيش فوق أرض برية يابسة، سيمكن من معرفة حركية امتداد البحر عبر العصور الموغلة في القدم".

وكانت وزارة الطاقة والمعادن المغربية، قررت، اليوم الثلاثاء، إيفاد خبرائها الجيولوجيين، إلى خليج "آنزا"، للتحقق من آثار أقدام، يعتقد باحثون أنها تعود إلى ديناصورات.

وقال الشرقي الرجيماتي، رئيس قسم التراث الجيولوجي بالوزارة لوكالة الأناضول: "قررنا إيفاد فريق خبراء للتحقق من طبيعة آثار الأقدام الموجودة بموقع آنزا، بناء على تقرير علمي أنجزه أستاذ باحث في الجيولوجيا، وسلمه إلى الوزارة". 

وأكد الرجيماتي أن الفريق سيقوم بـ "تعميق البحث حتى تتخذ الوزارة القرارات المناسبة، بعد التأكد من حقيقة وحجم هذا الاكتشاف".








التعليقات (1)
تسنيم
الخميس، 14-04-2022 07:01 م
جميل جدا??????????