سياسة دولية

وفاة متظاهر أوكراني متأثرا بجروحه في المستشفى

اشتباكات بين متظاهري المعارضة وقوات الأمن الأوكرانية - ا ف ب
اشتباكات بين متظاهري المعارضة وقوات الأمن الأوكرانية - ا ف ب
أكد مصدر رسمي أن متظاهرا أوكرانيا كان أصيب بجروح بالغة في مواجهات مع شرطة مكافحة الشغب توفي في المستشفى، السبت، لترتفع الحصيلة الرسمية لعدد القتلى في أعمال العنف منذ الأحد إلى ثلاثة.

وقالت متحدثة باسم دائرة الصحة في كييف إن المتظاهر "أصيب بجروح بالغة وخضع لعدة عمليات لكنه توفي في المستشفى".

وقال حزب "زفوبودا" القومي (الحرية) إن القتيل يدعى رومان سينيك (45 عاما)، وأصيب إصابة بالغة في رئتيه الأربعاء الماضي 22/1/2014، خلال صدامات مع الشرطة.

وقال متحدث باسم "زفوبودا" إن القتيل أصيب بطلقات في الصدر.

وبحسب المعارضة فان وفاة سينيك ترفع عدد القتلى إلى ستة، حيث قتلوا في المواجهات التي بدأت الأحد في شارع "غروشيفسكي" على أطراف منطقة التظاهر الرئيسية في كييف.

لكن السلطات لم تؤكد سوى مقتل ثلاثة هم القتيل الذي قضى في المستشفى، السبت، إضافة إلى أوكراني من أصل ارمني ومواطن بيلاروسي.

وزير الداخلية الأوكراني: لا جدوى لمحاولات تسوية الأزمة سلميا

وفي سياق متصل، أعلن وزير الداخلية الأوكراني فيتالي زاخارتشنكو، السبت، أن لا جدوى لمحاولات تسوية الأزمة سلميا في بلاده، متهما المتظاهرين بتخزين أسلحة.

وقال الوزير في بيان إن "أحداث الأيام الأخيرة في العاصمة الأوكرانية أظهرت أن محاولاتنا لتسوية النزاع في شكل سلمي من دون اللجوء (...) إلى القوة كانت من دون جدوى".

وأضاف "لم يتم الاستماع إلى نداءاتنا وتم انتهاك التهدئة"، متهما المتظاهرين بـ"تخزين أسلحة" في وسط كييف.

وأكد وزير الداخلية الذي يطالب المتظاهرون بتنحيه أن ممثلين لقوات الأمن أجروا مفاوضات مع أفراد في المعارضة من دون أي نتيجة.

وتابع "لم يعد لهم أي تأثير على المجموعات المتطرفة التي تسيطر على المباني المحتلة (وخصوصا بلدية كييف ووزارة الزراعة)".

والسبت، اتهمت وزارة الداخلية أيضا المتظاهرين بأنهم يعتقلون ثلاثة من عناصر الشرطة داخل بلدية كييف منذ أسابيع عدة، الأمر الذي نفته المعارضة.

وتبادلت المعارضة والسلطات الاتهامات بتأجيج المزيد من أعمال العنف بعد العثور على جثة شرطي في جنوب كييف، وقرار محكمة سجن أكثر من 12 متظاهرا لشهرين.

وليل الجمعة السبت ألقى متظاهرون عبوات حارقة على الشرطة التي ردت بقنابل صوتية والرصاص المطاطي، وفق ما أكده شهود عيان.

والاشتباكات التي وقعت في شارع غروشيفكسي في كييف لم تكن بمستوى العنف الذي شهدته اشتباكات سابقة هذا الأسبوع، لكنها تثير المخاوف بشأن استمرار تهدئة توصل إليها فيتالي كليتشكو، احد قادة المعارضة وبطل الملاكمة العالمي السابق، منذ الخميس.

وأدت الاشتباكات في وقت سابق هذا الأسبوع إلى مقتل خمسة نشطاء بحسب المتظاهرين. وأكدت السلطات سقوط قتيلين في إطلاق نار نافية أن تكون نيرانها.

وأضرم المتظاهرون النار في حواجز من الإطارات نشروها في خطوطهم الأمامية وأبقوها مشتعلة طيلة الليل، فيما راحوا يضربون على طبول حرب صنعوها من صفائح معدنية وسط دخان سام حجب رؤيتهم عن الشرطة.

ومع حلول الصباح أوقفوا تلقيم النار واستخدموها للتدفئة وسط تدني الحرارة إلى 20 درجة تحت الصفر.

العثور على جثة شرطي في جنوب العاصمة كييف


ومن جهتها، أعلنت وزارة الداخلية العثور على جثة شرطي في جنوب كييف، ولم تلقي المسؤولية على المتظاهرين أو الاشتباكات التي لفت وسط المدينة.

واتهمت الوزارة أمن معسكر اعتصام المعارضة "بمهاجمة رجال الشرطة" قرب مركز التظاهرات في ساحة الاستقلال، وأصيب احدهم بجروح بسكين فيما اسر اثنان آخران.

ونفت المعارضة السبت أي مسؤولية في مقتل الشرطي أو الهجوم وطلبت من الشرطة "عدم تأجيج الوضع بنشر أخبار كاذبة وخطيرة".

وجاء في بيان نشر على موقع حزب باتكيفشينا (أرض الآباء) في ساعة مبكرة، السبت، أن "مقر المقاومة ينفي ذلك جملة وتفصيلا ويعتبره استفزازا مقصودا بهدف إثارة غضب الشرطة ضد المتظاهرين".

ونددت المعارضة بقرار المحكمة سجن أكثر من 12 ناشطا لشهرين عقب اشتباكات دامية هذا الأسبوع، وقالت إن السلطات نكثت بوعدها منح العفو للمتظاهرين.

خطوة تصالحية

وفي خطوة تصالحية بعد المطالبات بتنحيته قال يانوكوفيتش، الجمعة، إن جلسة البرلمان الاستثنائية الثلاثاء "ستتخذ قرارا بشأن إجراء تعديل حكومي".

وقال إن البرلمان سيناقش تعديلات على القوانين القمعية للمظاهرات التي أقرت الأسبوع الماضي وأججت حركة الاحتجاج، وأن كل المتظاهرين الذي تم توقيفهم ممن "لم يرتكبوا جرائم كبيرة" سيتم العفو عنهم.

غير انه وفي تحذير واضح لمتظاهري المعارضة أضاف الرئيس الأوكراني "إذا انتهت الأمور بخير فكل شيء بخير، وإلا سنستخدم الطرق القانونية".

وأدان قادة العالم أعمال العنف وحثوا يانوكوفيتش على إجراء محادثات. لكن الضغط الغربي لم يكن له حتى الآن تأثير على الأزمة.

وأجرى مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون التوسيع ستيفان فولي محادثات مع يانوكوفيتش في كييف، وتزور وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون كييف الأسبوع المقبل.

واستدعت فرنسا السفير الأوكراني للإعراب عن "إدانتها" لرد الحكومة على الاحتجاجات في كييف، وقالت إن الأوامر صدرت لقوات الأمن بفتح النار على المتظاهرين. واستدعت ألمانيا ايضا المبعوث الأوكراني.

وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري الجمعة إن الولايات المتحدة على اتصال وثيق مع حلفائها الأوروبيين سعيا لإنهاء العنف.

التعليقات (0)