ملفات وتقارير

نيويورك تايمز: المالكي يشكل صحوات جديدة

نيويورك تايمز: المالكي يواجه أسوأ تمرد على حكمه منذ عام 2005 - (أرشيفية)
نيويورك تايمز: المالكي يواجه أسوأ تمرد على حكمه منذ عام 2005 - (أرشيفية)
كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" عن "صحوات" جديدة في العراق أنشأها نوري المالكي، ويغدق عليها المال والسلاح، فيما أعلنت الولايات المتحدة عن تزويده بأسلحة وصواريخ لمواجهة خطر القاعدة وفرعها الدولة الإسلامية في العراق وسورية (داعش).

وقالت الصحيفة إن المالكي قدم وعودا بوظائف دائمة ودمج في القوات الأمنية لرجال العشائر في منطقة الأنبار، إضافة إلى رواتب تقاعدية ومعاشات للعائلات حال وفاة المقاتل أثناء القتال، وهناك إمكانية للعفو عن مقاتلين تورطوا في عمليات في السابق. 

وقالت الصحيفة إن المالكي امتنع حتى الآن عن دخول المدن في الأنبار، لكن القوات الخاصة تشارك في القتال إلى جانب "الصحوات" الجديدة. ويقال إنها تكبدت خسائر كبيرة في جنودها. وجاء تبني المالكي لفكرة الصحوات التي أنشأتها الولايات المتحدة عام 2007، وساعدت بشكل نسبي على دحر القاعدة، في وقت يواجه فيه أسوأ تمرد على حكمه منذ عام 2005. وبدأ بتبني الفكرة في الصيف الماضي، حيث تراجع عن إرسال القوات العراقية إلى المدن التي سيطرت عليها القاعدة بناء على نصيحة من الأمريكيين ورجال العشائر السنّة، وما وصفتهم الصحيفة بـ"المعتدلين" في حكومته.

 وكان المالكي لاحق جماعات الصحوات بعد خروج الأمريكيين، وتراجع عن تعهدات أولية بدمج بعضهم في القوات الأمنية، وامتنع عن دفع رواتبهم، بل سجن وقتل عددا من عناصرهم. وقضت ممارسات المالكي على أي أمل في تحقيق المصالحة الوطنية في البلاد، وأدت سياساته في تهميش السنّة وملاحقتهم في عملية وصفت بالانتقامية إلى حالة من الغليان في المناطق السنيّة. ووصلت ذروتها في مخيمات الاعتصام التي اقتحمتها قوات المالكي بالقوة وقتلت عددا من المعتصمين السلميين. وأدى تسلسل هذه الأحداث إلى دخول القاعدة مدينتي الفلوجة والرمادي. وفي الوقت الحالي تتركز السياسة على احتواء الأنبار، لكن البعض المتفائل في حكومته يأمل أن تقود إلى مصالحة وطنية.

  ويقول مسؤولون أمريكيون ومشايخ العشائر إن الأسلحة التي قدمتها الحكومة لأبناء العشائر ليست كافية لهزيمة القاعدة التي يملك أفرادها شاحنات محملة بالمدفعيات وقناصة ماهرون.

وبالنسبة لوعود المالكي يرى الكثير من أبناء السنّة أنها جاءت متأخرة، ويقولون إنهم قاتلوا مع الأمريكيين، لكن الحكومة العراقية تخلت عنهم بعد رحيل الأمريكيين. ونقلت الصحيفة عن أسامة النجيفي رئيس البرلمان العراقي قوله: "من 2006  إلى 2007  كان بإمكان مشايخ العشائر هزيمة القاعدة بالتعاون مع القوات الأمريكية، وبدعم من الحكومة العراقية"، ولكن بعد "إنجازهم النصر على القاعدة تمت مكافأة مشايخ العشائر بقطع رواتبهم والاغتيالات والملاحقة". ويضيف النجيفي إنه بعد ما حققه رجال الصحوات "تركوا يواجهون انتقام القاعدة والتجاهل من الحكومة". ويقول النجيفي إنه لم يتحدث للمالكي حول الأزمة في الأنبار، فيما تعتبره الصحيفة حالة استقطاب يعيشها العراق.

 وتضيف أن السنّة الحانقين على ممارسات الحكومة وجهودها لتهميشهم يقولون، بخاصة رجال العشائر إنهم يقبلون دعم الحكومة المالي والعسكري لقتال القاعدة، لكنهم يؤكدون أنهم لا يقفون إلى جانبها. ويقولون إنهم بحاجة لامدادات أكثر من الحكومة مثل الملابس الشتوية للقتال في برد الصحراء القارص. وتنقل عن أحمد أبو ريشة، أحد قادة الصحوات قوله "السبب الذي جعلنا نحمل السلاح هو أن القاعدة عادت إلى مدننا"، وأضاف "لقد أجبرنا على الدفاع عن أنفسنا ومحافظتنا، لا القتال من أجل الأمريكيين أو الحكومة العراقية".

وفي الوقت الذي قبلت فيه بعض العشائر المساعدات، هناك عشائر أخرى تقاتل القاعدة، لكنها لم تأخذ مساعدات من الحكومة. ويقول الشيخ عبد الكريم رافع الفهداوي  "لقد قتلت القاعدة شقيقي وأفرادا من عائلتي، و"أريد الانتقام" منها، مضيفا "هذه حربنا، ولا نريد أن نتهم بأننا نقاتل من أجل الحكومة". و يرفض علي الموسوي، المتحدث باسم الحكومة العراقية الاتهامات بتجاهل الحكومة للصحوات؛ قائلا إنهم جزء من الجيش والشرطة "وحتى لو جرحوا في المعارك فيعالجون على حساب الحكومة".

وتشير الصحيفة إن تصاعد العنف العام الماضي أدى بالحكومة إلى التصلب مع السنّة كجزء من إستراتيجية واسعة لمواجهة القاعدة، وواجهت الحكومة صعوبات في البداية، حيث وجد أبناء الأنبار أنفسهم بين حكومة لا يثقون بها، وقاعدة يخشون بطشها. وأشارت إلى أن الحكومة اتصلت مع صحوات الأعظمية. حيث يقول أبو كريم، وهو أحد قادة الأنبار "اتصلت الحكومة بنا الشهر الماضي،  وحتى الآن لم يقدموا لنا شيئا، بل مجرد وعود؛ لا أسلحة ولا مالا، واعتمدنا على أنفسنا حتى لشراء الزي العسكري". وكل ما لديهم هو قولهم لنا: "لا تقلقوا كل شيء سيكون على ما يرام". ويقول أبو كريم إن الصحوات هي فكرة أمريكية وعادت الحكومة إليها لأنها تواجه نفس الوضع الذي كان  يواجهه الأمريكيون عام 2005، ولكن الحكومة العراقية لا تعرف كيف تستخدمها. وضمن جهودها لمواجهة القاعدة تشير الصحيفة إلى برنامج آخر، وهو إعادة تسليح المقاتلين السابقين الذين وافقوا على تسليم أسلحتهم في الماضي حيث سلحت ألفا منهم وأرسلتهم للأنبار.

وفي الوقت الذي يحذر فيه عادل عبد المهدي نائب الرئيس العراقي السابق من خطورة الأوضاع فيه الأنبار، إلا انه لا يستبعد أن يقود إلى مصالحة. وكل ذلك يعتمد على المالكي الذي "لا يعرف أحد نواياه".
التعليقات (3)
الخفاجي
الثلاثاء، 21-01-2014 05:48 م
عاش المالكي
حارث الزيدي
الإثنين، 20-01-2014 04:28 م
هوة الي دمر الصحوات ولا حقها قضائيا واليوم ايريد ايعيدها بعد ما دمرها ومن يخلص منهم وميحتاجهم بعد يرجع ايلاحقهم همة السياسين مو الصحوات مخلصو من اللفات المفبركة لانهم خصوم سياسين مو شايلين سلاح على الدولة الطائفية
ابومحمد
الإثنين، 20-01-2014 01:40 م
ابواسراء سيطهر العراق من العفالقه المتسترين بالدين