كتبت صحيفة "واشنطن بوست" عن الهوس
الإيراني بالأكلات السريعة الأمريكية خاصة
البرغر، وقالت إن موسيقى الروك وصور السيارات الأمريكية بدأت تملأ جدران المحلات الجديدة.
وتضيف الصحيفة: "في مطعم مشاوي الكاراج في حي من أحياء
طهران الراقية؛ تعزف موسيقى الروك الكلاسيكية، وتجد صور بول نيومان وجيمس دين والسيارات الأمريكية الكلاسيكية معلقة على الجدران. قد يبدو مطعما أمريكيا عاديا ولكن أسعار ساندويشات الهامبرغر تعكس طبيعة المرتادين الأكثر ثراء".
وأشارت إلى انتشار المطاعم التي تقدم الوجبات الأمريكية: "قريبا من مطعم الكاراج تجد مطعم "دخان للبرغر" الذي يقدم طعامه على الورق البني ويقدم كاتشآب الهاينز وصلصة الخردل حسب الطلب. ومعظم زبائنه من الشابات اللاتي يحملن حقائب من الماركات العالمية؛ ويصلن مع أصدقائهن في سيارات أوروبية فارهة".
وتقول الصحيفة إن "مطاعم البرغر الغنية بالدهون كانت لعقود موجودة في طهران كجزء من خارطة المطاعم السريعة، وظلت حتى في السنوات التي أعقبت الثورة الإسلامية عام 1979، مع أن الثورة رفضت أي شعار للثقافة الأمريكية لأنه يعني تبني الهوية الغربية، ولكن هذه المطاعم كانت منتشرة في مناطق الطبقة العاملة وكان مرتادوها من العمال والطلاب الذين يعانون من قلة المال". وفي ظل التقارب الإيراني مع الولايات المتحدة صار كل يوم يشهد افتتاح مطعم في المناطق الراقية، الأمر الذي جعل من هذه الوجبة الأمريكية آخر التقليعات في طهران".
وتقول "واشنطن بوست" إن "صفحات الفيسبوك المخصصة لمطاعم البرغر المحلية تناقش فوائد البرغر وتقارن ما تقدمه مع وجبات ماكدونالدز وبرغر كينغ وغيرها من المطاعم الأمريكية المشهورة. كما أن الإفتتان بهذه الماركات المشهورة أدى إلى تقليد صارخ لتلك الماركات مثل مطعم يسمى ماك علي (تقليدا لماكدونالندز) أو سوبرستار (يأخذ شكل مطاعم كارلز – جي آر)، حتى أن مطعما حمل اسم فايف غايز".
ويرى خبراء "التغير في مزاج وعادات الطعام" في طهران إن "ظهور مطاعم البرغر في تلك المناطق أمر طبيعي لأن الإيرانيين يعشقون أكل اللحوم المشوية". ويقول بايام كاشاني نجاد، مؤسس موقع "غامبو غايد" المختص بمطاعم طهران: "البرغر سهلة وتستطيع إرضاء الزبون بيسر ولها سوق عريض".
أما ديفيد يعقوبي الذي عمل حتى الآن كمدير لشركة إعلانات إيرانية كبيرة وهو الآن يعيش في لندن فيقول: إن "البرغر لا يزال غريبا بالنسبة للإيرانيين؛ وهو ما يزيد من جاذبيته"، مضيفا أن كل شيء أجنبي في إيران يعتبر ذا جودة عالية، "ولأن البرغر أجنبي فقد يحمل هذا المعني أيضا".
وينقل التقرير عن أراش فرهدبور الشيرازي الشريك في مطعم مشاوي الكاراج: "فكرتنا أمريكية بحتة .. البرغر والسيارات." ويضيف الشيرازي: "إنه هروب لحظي إلى بيئة مختلفة. الإيرانيون يعشقون الطريقة الأمريكية، فالعشب أكثر خضرة في أمريكا".
وتقول الصحيفة إن فرقة باروباكس الشهيرة افتتحت في منطقة فرمانيا مطعم برغر لاند، وهو أشهر مطاعم البرغر في طهران،حيث يصطف محبو الفرقة ليأخذو الصور معها. ولكن الفرقة تقول بأن الإقبال على المطعم لا يرتبط فقط بتواجدها في المطعم، وهو الأمر الذي يؤكده خاشايار مرادي هاغجو الذي يملك ويدير المطعم مع شركائه في الفرقة، حيث يقول: "ربما ينجذب الزبائن للمرة الأولى والثانية ليروا الفرقة ولكن لو لم يحبوا الطعام فلن يعودوا مرة أخرى".
وينقل التقرير عن أمير جوادي صاحب مطعم "برغر هاوس" إنه كان من أوائل من بدأوا "جنون مطاعم البرغر" في طهران حيث أنشأ مطعمه قبل ثلاثة سنوات، في الوقت الذي لم يكن أحد يبيع برغر ذا جودة عالية مثله؛ ولكن في هذا العام بدأت مطاعم البرغر تنتشر بسرعة انتشار الفطر في كل مكان.
وبدأ برغر هاوس كمطعم للوجبات السريعة يستطيع الزبائن شراء وجباتهم وأخذها أو طلبها بالتلفون حيث يقوم المطعم بتوصيلها لهم، ولكنه وبالصدفة أصبح المطعم الوحيد في طهران الذي يستطيع الزبون شراء وجبته وتناولها وهو جالس في سيارته.
ويقول جوادي "لاحظنا أن الناس يشترون وجباتهم ثم يجلسون في السيارة لتناولها، وللتخفيف من التكاليف أصبحنا نعرض على الزبائن أن نوصل لهم الوجبة للسيارة على صينية، ويتابع جوادي: "في كل ليلة، حتى في ليالي الشتاء الباردة، تجد السيارات مصطفة في الشارع الضيق حيث المطعم والزبائن ينتظرون طلبهم وينظرون إلى الرقم ليظهر على الشاشة".
وبالنسبة لجوادي فنجاح البرغر في طهران لا علاقة له بأي توجهات أو تفضيلات ثقافية ولا تعدو كونها حبا للأكل نفسه. ويقول: "لا أحد ينظر للبرغر أنه أمريكي أو أجنبي هذه الأيام، فهو أحد أشهر الأكلات في العالم".