سياسة عربية

فصائل تشتبك مع "داعش" بحلب.. ومظاهرات تهاجمه

خريطة من غوغل تبيّن موقع الأتارب من مدينة حلب
خريطة من غوغل تبيّن موقع الأتارب من مدينة حلب

استمرت الاشتباكات بين مقاتلي "جيش المجاهدين" من جهة وعناصر تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) في مناطق متعددة في حلب وريفها، وذلك بعدما حاول عناصر التنظيم اقتحام مدينة الأتارب في ريف حلب، حيث امتدت لاشتباكات لأحياء متعددة في حلب، في حين خرجت مظاهرات في أحياء حلب وريفها وريف إدلب؛ تطالب بخروج داعش.

ويشار إلى أن ليست هذه المرة الاول التي يحاول فيها داعش السيطرة على الأتارب، إذ قام في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي بتوجيه إنذار للجيش الحر في البلدة لتسليم مقراته ولكنه لم ينجح في دخولها.

وأعلن الخميس عن تشكيل "جيش المجاهدين"، ويضم 7 فصائل مقاتلة تنشط في محافظتي حلب وإدلب وذلك من أجل مواجهة "داعش".

وقال ناشطون إن المشكلة بدأت بعد مقتل القيادي "علي عبيد" أحد ابرز عناصر الجيش الحر في الأتارب، حيث تم اختطافه يوم الأربعاء (1/1/2014) بين بلدة الدانا وأطمة، ثم عُثر على جثته في بلدة عنجارة في اليوم التالي. وعلي عبيد هو ابن شقيق المقدم عبيد عبيد.

وسبق ذلك حدوث قضايا أخرى، منها اختطاف قائد "لواء شهداء الأتارب" نظام بركات ومعه قائد "كتيبة أحرار الاتارب" مصعب منصور بتاريخ 18/12/2013 أثناء خروجهم من الأتارب إلى بلدة الترمانين.

وقال شهود وناشطون إن "جيش المجاهدين" تمكن من صد محاولة "داعش" لاقتحام مدينة الأتارب في الريف الغربي منتصف ليل الخميس/ الجمعة، حيث حاول التنظيم السيطرة على الفوج 46 ومقر المحكمة ومخفر الشرطة. كما تمكن "جيش المجاهدين" من إلقاء القبض على نحو 30 عنصرا من داعش بينهم "أمير" منطقة الأتارب وقتل أربعة على الأقل بعد مهاجمة حواجز للتنظيم في الأتارب ومحيطها صباح الجمعة، في حين قتل اثنان على الأقل من مقاتلي "جيش المجاهدين" خلال الاشتباكات في بلدة قبتان الجبل القريبة.

وذُكر أن داعش قام بقصف تجمعات الجيش الحر في مدينة الأتارب في ريف حلب الغربي بمدافع الدبابات والأسلحة الرشاشة الثقيلة، بعدما سيطر على بلدة الأبزمو بعد استقدام تعزيزات ليلا ما أدى لمقتل رجل مسن، ثم حاول اقتحام المدينة خلال بلدة معارة الأتارب في الطرف الشمالي الغربي للأتارب بعد منتصف الليل. كما حاول عناصر التنظيم التسلل إلى مقر الفوج 46، لكن تمت مواجهتهم من قبل "جيش المجاهدين".

وأضاف ناشطون أن تنظيم داعش قطع كافة الطرق الواصلة بين الريف الغربي والريف الشمالي، فيما وُجهت تحذيرات للأهالي في مدينة حلب وريفها لالتزام منازلهم حرصا على سلامتهم. كما قام تنظيم "داعش" بنصب حاجز على مفرق مدينة الأبزمو شرق الأتارب في محاولة منه لقطع طريق الإمداد لثوار الأتارب، كما قام بنصب حاجز آخر في بلدة ابين. وفي المقابل، قام الجيش الحر في المدينة بنصب حواجز على كافة مداخل بلدة الأتارب ومحاصرة عناصر التنظيم المتواجدين داخلها في مكان ضيق وكانوا يطلبون الأمان للتسليم، في حين قام داعش بقطع طريق الكاستيللو من دوار الجندول في مدينة حلب.

وامتدت الاشتباكات إلى داخل مدينة حلب، باعتبار أن فصائل منضوية تحت "جيش المجاهدين" لها وجود في المدينة، حيث دارت اشتباكات في أحياء الأنصاري الشرقي وجسر الحج والمشهد وصلاح الدين وسيف الدولة والكلاسة والسكري وبستان القصر في المدينة، سيطر خلالها "جيش المجاهدين" على عدة مبان تابعة لتنظيم الدولة في قطاع الأنصاري ومحيطه، كما قام باحتجاز 25 مقاتلا من داعش.

ووزع ناشطون شريط فيديو على موقع "يوتيوب" قالوا إنه لمقاتل تم أسره من الدولة الاسلامية في العراق والشام "كان يقاتل الجيش الحر في الأتارب".

وأوضحت "شبكة سورية مباشر" أنه سُجلت إصابات في الطرفين، جراء الاشتباكات في عدد من أحياء مدينة حلب، لافتة إلى أن "داعش" يحاصر مشفى الشفاء بسراقب بريف إدلب الشرقي.

من ناحيته قال الناشط الإعلامي مالك الشمالي لوكالة الأناضول إنه "بعد تشكيل جيش المجاهدين، قامت عناصر من داعش بمهاجمة الفوج 46 المحرر منذ عدة أشهر في ريف حلب الغربي، فيما قام الجيش الحر بالتصدي لهم، ليقوم الأخير بالسيطرة على مقرات داعش في مدينة الاتارب".

ومضى الشمالي قائلا عبر سكايب: "قام تنظيم داعش بحصار مدينة الاتارب بالدبابات، فيما أعلنت جبهة ثوار سورية الجديدة الحرب على داعش، حيث عمت الاشتباكات القسم الغربي من مدينة حلب، وتمكن جيش المجاهدين من أسر عدد من مقاتلي التنظيم، والتمشيط والتقدم باتجاه أكبر وأضخم سجن لداعش".

وفي نفس السياق، أكد الشمالي أن "السجن المحاصر يُعتقد بأن تنظيم داعش يحتجر الناشطين المخطوفين فيه، فيما تواردت أنباء عن مقتل عدد كبير من الطرفين".

من جهتها، دعت الجبهة الاسلامية وجبهة النصرة إلى التهدئة والاحتكام للهيئة الشرعية، في حين يقول ناشطون وشهود عيان إن المئات من عناصر داعش يتوافدون إلى المقر الرئيسي للتنظيم في حي القاطرجي (مبنى العيون) رغم إعلان وقف إطلاق النار في عدد من الأحياء، بينما ما زالت الاشتباكات مستمرة في الريف.

مظاهرات:

وتزامنت الاشتباكات مع خروج مظاهرات في أحياء حلب المحررة في "جمعة أبو ريان.. ضحية الغدر"، حيث حمل المتظاهرون لافتات تنادي بخروج داعش. ومن الشعارات التي أطلقها المتظاهرون، بحسب أشرطة فيديو نشرت على الانترنت: "الجيش الحر للأبد، دايس داعش والأسد"، و"داعش تطلع برّا".

وتعرضت مظاهرة في بلدة كفرتخاريم في ريف إدلب الغربي لإطلاق رصاص من جانب داعش بعد شعارات وهتافات مناوئة للتنظيم.

وأبو ريان هو الطبيب حسين السليمان، الذي كان ينتمي لكتيبة أحرار الشام ويدير معبر تل أبيض في محافظة الرقة. وقام داعش اختطافه في بلدة مسكنة في ريف حلب بعد قدم لحل خلاف مع بين احرار الشام وداعش، ثم جرى تسليمه قبل ثلاثة أيام جثة هامدة وعليها آثار تعذيب وحشي وطلقات نارية.

ووصف الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة السورية، بعد الإعلان عن مقتل الطبيب وتعذيبه، تنظيم داعش بأنه على "علاقة عضوية" مع النظام السوري، وبأنه يعمل على "تنفيذ مآربه". وقال الائتلاف في بيان يعتبر من أقوى المواقف الرسمية له حتى اليوم ضد داعش: ان "سيل دماء السوريين على يد هذا التنظيم رفع الشك بشكل نهائي عن طبيعته وأسباب نشوئه والأهداف التي يسعى الى تحقيقها والأجندات التي يخدمها، ما يؤكد طبيعة أعماله الإرهابية والمعادية للثورة السورية".

وطالبت الجبهة الإسلامية تنظيم داعش بتسليم قتلة الدكتور السليمان وتقديمهم للمحاكمة أمام الهيئة الشرعية في حلب، وهو ما لم يحصل حتى الآن.

ورافقت تظاهرات الاحتجاج على الارض حملة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي حيث كتب ناشط يقدم نفسه باسم عمار من اللاذقية (غرب) على صفحته على موقع "فيسبوك"، "3 كانون الأول/ ديسمبر، انطلاق الثورة السورية ضد داعش"، بينما كتب إبراهيم الادلبي: "اليوم عادت الثورة الى مسارها الصحيح وبدات اشعة الشمس تشرق على سورية الحبيبة".

وقال ناشط من حلب لـ"عربي21" إن تنظيم داعش بات "مشكلة كبيرة"، حيث يقوم بالتحرك دون رادع ودون أن "يتجرأ أحد على الوقوف في وجهه"، معتبرا أن غالبية مقاتليه الذين يشاهدونهم ليسوا سوريين و"عقولهم مغسولة" حسب وصفه.

وقال ناشط من ادلب يقدم نفسه باسم ابو ليلى لوكالة فرانس برس عبر الانترنت: "إنهم (داعش) يستخدمون العنف والانتهاكات لقمع المعارضين. ليسوا إسلاميين إلا بالاسم. كل ما يريدونه هو السلطة".
التعليقات (0)