اليوم هو أول أيام السنة الجديدة
2014، فهل ما زال هناك متسع للتفاؤل والتأني والتأمل؟!.
قال لي صديقي بكل تلقائية ونمطية: «إن شاء الله تكون 2014 أفضل من 2013»، قلت له: «لعلها فقط لا تكون أسوأ... ونعوذ بالله من القنوط».
منذ عام 2011، حين انفرج جزء من الصخرة الجاثمة على باب البيت العربي ونحن بانتظار الانفراج الثاني ثم الثالث. لم يطل الانتظار فحسب، بل بدأنا نشعر بأن الصخرة التي انفرجت بدأت تستعيد مكانها ومكانتها عند مدخل البيت المسدود!.
ما الذي ننتظره ونأمله من عام 2014؟ هل نأمل ارتفاع مستوى الكرامة البشرية وتوقّف استرخاص الدماء؟ أو تحقّق التطلعات الإنسانية في عالم تنموي عادل؟.
هل نطمع في نفحات ديموقراطية تهب علينا من الشرق أو الغرب، ولن أقول الغرب فقط كما يظن البعض! بل في مشاركة شعبية في صنع القرار، أيّاً كان اسم هذه العملية: ديموقراطية - شورى - حوكمة؟.
عندما انفرجت الصخرة قليلاً، قليلاً فقط، استعجل البعض في إخراج رأسه من خلال الفرجة الصغيرة ظناً منه أن الانفراج سيكتمل تلقائياً، ونسي أن الصخرة لا تنفرج إلا بـ «صالح الأعمال»، لذا تورّط العاجل برأسه في الفرجة الصغيرة التي بدأت تضيق مجدداً!
كنا نظن متعجلين أن الصخرة التي انفرجت في 2011 سيكون انفراجها الثاني في 2012 والثالث النهائي في 2013، لكن الذي وقع كان أشد إيلاماً مما توقعنا، فالانفراج تحوّل إلى انفجار!.
أمام القنوط والألم الذي يلفّ المواطن العربي لم يبقَ أمامه من خيار أو وسيلة سوى أن يتفاءل... يتفاءل بماذا؟ بسنة جديدة أم بوجوه جديدة أم بعقول جديدة؟.
لا أدري... لكنني سأظل دوماً أحضّ على التفاؤل والأمل والإيمان بالله، لعل الصخرة تنفرج بهذا العمل الصالح.
كنا نظن أن
الربيع العربي سيجلب لنا «
دماء جديدة»، لكنه للأسف أراق دماء جديدة!.
(الحياة اللندنية)