يؤكد الكاتب
الإسرائيلي حاييم سابان سذاجة التقارير التي تتحدث عن فراق وشقاق بين واشنطن وتل أبيب.
ويعتقد سابان وهو مليادير أمريكي يهودي، ومؤسس منتدى سابان الشهير، في مقالة له نشرتها صحيفة يديعوت اليوم الثلاثاء، أن "الدعائم التي يُقام عليها أهم حلف للولايات المتحدة في الشرق الأوسط مدة أكثر من ستة عقود ما زالت قوية اليوم كما كانت في الماضي".
يذكر أن منتدى سابان عقد قبل اسابيع وتحدث فيه الرئيس الأمريكي باراك اوباما، ورئيس الوزراء الاسرائييلي بنيامين نتنياهو.
وفيما يلي نص المقال:
أخذت وسائل الاعلام تستمتع في الأسابيع الأخيرة في الحديث عن شقاق في ظاهر الأمر في العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل في قضية التفاوض النووي مع إيران. إن القصة تعطي عناوين صحفية رائعة لكن تفسيرها سيء. فبرغم خطابة الجدل، ما زالت الدعائم التي يُقام عليها أهم حلف للولايات المتحدة في الشرق الأوسط مدة أكثر من ستة عقود ما زالت قوية اليوم كما كانت في الماضي.
بعد بضع ساعات فقط من إعلان وزير الخارجية الامريكي جون كيري عن الاتفاق المرحلي على وقف برنامج إيران النووي، ظهر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في التلفاز الأمريكي ونعت الاتفاق بأنه "خطأ تاريخي".
وأفادت وسائل الإعلام في إسرائيل عن وجود مخاوف كبيرة في القدس من محادثات سرية بين الولايات المتحدة وإيران، برغم أنه تبين منذ ذلك الحين أن إسرائيل كانت مطلعة على هذه المحادثات مسبقا. وكان من نتيجة ذلك أن وجد محللون يشيرون إشارة خفية إلى أن الشراكة بين أمريكا وإسرائيل قد تُصدع وهذه مخاوف تنبع من حصر العناية في الصورة بدل المضمون.
ما زال اوباما ونتنياهو يحددان هدفا مشتركا في تصريحات مكررة وهو أنه لا يجوز أن يكون لإيران سلاح نووي. قد يشكو المراقبون من عدم وجود دفء في العلاقة بين اوباما ونتنياهو، لكن العلاقات الدولية لا يفترض أن تعبر عن قصص غرام بين القادة، فهذه العلاقات تقوم على مصالح مشتركة وقيم مشتركة وعلاقة متبادلة.
وهذه هي القاعدة التي مكّنت من وجود شراكة لا نظير لها بين الولايات المتحدة
ينبغي أن ننظر إلى زيادة التذمر في الأسابيع الأخيرة بصورة واقعية: فالحديث عن فرق في صورة نظر واشنطن والقدس للتكاليف والفوائد في اتفاق مرحلي نووي. لكن هل أفضى ذلك إلى شقاق ذي معانٍ مفرطة بالنسبة لمستقبل العلاقات؟ لا في الحقيقة.