كتب إليوت أبرامز، أحد رجال إدارة بوش من
المحافظين الجدد مقالا نشر في موقع "مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي"؛ اتهم فيه قناة "
الجزيرة" القطرية بإثارة المشاكل باسم البحث عن الأخبار. وجاء تعليق أبرامز في ضوء التحقيقات التي فتحتها "الجزيرة" في الظروف الغامضة التي أدت لمقتل الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر
عرفات. وتحت عنوان "عرفات والجزيرة: صناعة المشاكل" كتب أبرامز قائلا "أضاف الخبراء الروس صوتهم للخبراء الفرنسيين الذي فحصوا عينات من رفات ياسر عرفات للتأكد فيما إذا كان مات مسموما أم لا".
ويضيف السياسي المعروف بانتمائه للمحافظين الجدد؛ قالت وكالة الأنباء الفرنسية قبل أسابيع "استبعد الخبراء الفرنسيون نظرية تسميم عرفات"، فيما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية عن رئيس الوكالة الفدرالية الطبية – البيولوجية الروسية فلاديمير أويبا إن "ياسر عرفات لم يمت متأثرا بالإشعاعات ولكن بطريقة طبيعية".
وبعد نقل هذه الأخبار، يشير أبرامز إلى تحقيق ثالث ونتيجة قدمها ستة خبراء سويسري أشاروا فيها لإمكانية وفاة عرفات متأثرا بالسم. ويقول أبرامز "ما يثير الدهشة حول "التحقيق" السويسري أنه مدعوم ماليا وتقف وراءه قناة الجزيرة. وقد تم تقديم التقرير النهائي على ورق مروس باسم الجزيرة، والسطور الأولى منه تظهر أن كل التحقيق كان من اختراع الجزيرة. وعلى موقع القناة، الكثير من الكلام الذي خصص لإثبات وفاة عرفات بالسم، وهناك 41 قصة وتقريرا ووثيقة ضمن ملف "الجزيرة تحقق: مقتل عرفات".
ويقول أبرامز إن "الفرق الأخرى لم تشتر ويدفع لها من قبل الجزيرة وتوصلت لنتيجة مغايرة لما توصل إليها الفريق السويسري. وفي الحقيقة فكل الجلبة حول وفاة عرفات لا تعتبر علما جديدا ولا تحمل دليلا جديدا، ولكنها جهود من الجزيرة لخلق المشاكل. وهي دليل على استمرار القناة بالعمل في عام 2013 بدون ان تلتزم بالقيود على الأخبار العادية ويجب أن لا تعتبر أخبارا".
ويختم بالقول " تغيرت حكومة قطر التي تملك القناة خلال العام الحالي، وهناك أمير جديد، والبعض يتكهن بأنه سيقوم بكبح جماح السياسة الخارجية، وحتى الآن لم يكبح جماح الجزيرة. ويجب والحالة هذه رفض تظاهرها بكونها النسخة الشرق أوسطية لـ "سي أن أن" و "بي بي سي". فقضية عرفات وتسميمه هذه تظهر لنا كيف تواصل الجزيرة ملاحقة أهدافها السياسية في تصنيع ما تأمل أن يكون أخبارا".
يذكر أن أبرامز عمل في إدارة ريغان وكان أحد المتورطين بفضيحة إيران- كونترا، كما عمل في مجلس الأمن القومي أثناء إدارة بوش ورافق كوندوليزا رايس، وزيرة الخارجية في حينه كمستشار رئيسي حول الشرق الأوسط وأثناء النقاش حول حرب تموز/ يوليو 2006 على لبنان. ويعمل الآن زميلا باحثا في مجلس العلاقات الخارجية.