اقتصاد عربي

اتفاق مع روسيا للتنقيب عن النفط والغاز بالمياه السورية

خريطة سورية
خريطة سورية


وقعت الحكومة السورية الاربعاء اتفاقا مع روسيا هو الأول للتنقيب عن النفط والغاز في المياه الإقليمية السورية، والتي يعتقد انها تضم واحدا من اكبر الاحتياطات في البحر الابيض المتوسط. ويمتد العقد على مدى 25 عاما، بتمويل من موسكو حليفة نظام الرئيس السوري بشار الاسد.

وأشارت صحفية في وكالة فرانس برس انه تم اليوم في وزارة النفط والثروة المعدنية، توقيع العقد البحري للتنقيب عن البترول وتنميته وإنتاجه في المياه الاقليمية السورية، بين الحكومة السورية ممثلة بوزير النفط سليمان العباس والمؤسسة العامة للنفط، وشركة سويوز نفتاغاز الروسية.

وقال المدير العام للمؤسسة العامة للنفط علي عباس لفرانس برس ان العقد "هو الاول الذي يبرم للتنقيب عن النفط والغاز في المياه الاقليمية السورية"، مشيرا الى ان "التمويل من روسيا، لكن اذا اكتشف النفط او الغاز بكميات تجارية، ستسترد موسكو النفقات من الانتاج".

وأظهرت الاكتشافات الجديدة احتياطات ضخمة من الغاز والنفط في شرق البحر المتوسط، ما ولد تنافسا بين سوريا ولبنان و"إسرائيل" وقبرص. ولا يزال لبنان وسوريا رسميا في حالة حرب مع "إسرائيل" التي بدأت انتاج الغاز الطبيعي في حقول مكتشفة حديثا قبالة سواحلها.

وأشار وزير النفط السوري الى ان المساحة التي يغطيها العقد الموقع اليوم، تبلغ 2190 كلم مربع، وان العقد يشمل مراحل عدة. واوضح ان قيمة "التنقيب والاستشكاف تبلغ 100 مليون دولار".

وتسمح الاكتشافات الحديثة في البحر المتوسط بتقدير احتياطات الغاز بنحو 38 الف مليار متر مكعب. وبحسب مجلة "اويل اند غاز"، تتمتع سورية بأحد اكبر الاحتياطات من النفط في البحر المتوسط، وتقدر بنحو 2,5 ملياري برميل، وهي من الاهم بين كل جيرانها باستثناء العراق.

وبحسب المجلة نفسها، وفي نهاية العام 2012، بلغت احتياطات الغاز المثبتة في المياه الاقليمية السورية نحو 8,5 تريليون قدم مكعب.

وفرضت دول غربية داعمة للمعارضة السورية عقوبات اقتصادية ضد النظام السوري بعضها في مجال النفط. كما باتت العديد من حقول الانتاج لا سيما في شرق البلاد وشمال شرقها، تحت سيطرة المقاتلين المعارضين للنظام.

وشكل الانتاج النفطي موردا اساسيا للحكومة السورية قبل اندلاع النزاع في البلاد قبل 33 شهرا. الا ان السلطات اعلنت في آب/ اغسطس ان انتاجها تراجع بنسبة 90 في المئة منذ منتصف آذار/مارس 2011.

وأعلنت السلطات السورية ان الانتاج تراجع الى 39 الف برميل خلال النصف الاول من سنة 2013، بينما كان يبلغ 380 ألفا في الفترة نفسها من العام 2011. كما انخفض انتاج الغاز الى 16,7 مليون قدم مكعب يوميا قبل بدء النزاع، في حين كان 30 مليونا قبل الازمة.

وأشار وزير النفط الأربعاء إلى ان التوقيع أتى بعد "اشهر طويلة من المفاوضات"، وأن توقيعه "في الظروف الراهنة (يشكل) تحديا كبيرا". ورأى في الاتفاق "دليلا على تواصل التعاون بين الشعبين والحكومتين السوريين والروسيين"، مشيرا الى ان الاكتشافات الاولية "مشجعة".

وأشار العباس الى ان الشركة الروسية "ستباشر فورا تنفيذ العقد، متجاوزة العقوبات الاقتصادية الجائرة ضد قطاع النفط".
التعليقات (0)