سياسة عربية

العسكر يرفضون ترشيح فورد سفيرا لواشنطن بالقاهرة

السفير الأمريكي في دمشق روبرت فورد- إ ف ب- أرشيفية
السفير الأمريكي في دمشق روبرت فورد- إ ف ب- أرشيفية
قالت مجلة "فورين بوليسي" في تقرير "حصري" لها إن السفير الأمريكي في سورية روبرت  فورد تم سحب اسمه من قائمة المرشحين لتولي منصب سفير الولايات في القاهرة الذي شغر بعد نقل السفيرة آن باترسون للعمل في وزارة الخارجية بواشنطن. وقالت المجلة إن قرار الإدارة التخلي عن خيارها الأول يعني شغر مقعد السفير في مصر التي تعتبر من أهم حلفاء أمريكا في المنطقة. وجاء قرار الإدارة شطب اسم فورد من قائمة المرشحين على الرغم من قدراته الكبيرة، بعد تعبير عدد من المسؤولين في النظام العسكري الحاكم في مصر عن عدم ارتياحهم من اختيار فورد؛ بسبب استعداد الأخير لعقد اتصالات مع الإسلاميين في المعارضة السورية.
 
وكان جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي قد عول على اختيار فورد هذا الصيف لكي يتولى منصب السفير، فيما عبر البيت الأبيض عن أمله بترشيحه رسميا في بداية العام المقبل. ولكن مصادر مطلعة تقول إن الإدارة قررت بدلا من ذلك الإبقاء على فورد في منصبه الحالي، أي سفيرا في سورية وممثلا لواشنطن أمام المعارضة السورية المنقسمة، والبحث من جديد عن مرشح جديد. وقد يأخذ ترشيح سفير والمصادقة عليه عدة أشهر، خاصة أن الكونغرس الآن في عطلة ويعيش حالة من الانقسام.

وقالت المجلة، نقلا عن مسؤولين في إدارة أوباما، إن ترشيح فورد قد واجه اعتراضا من القاهرة، ولكنهم قالوا إن السبب الرئيسي لعدم حصوله على منصب السفير في القاهرة هو عمله الآن بمنصب مهم، كمنسق بين الولايات المتحدة والمعارضة السورية. ويقضي فورد وقته في سفرات مكوكية بين واشنطن وجنيف وإسطنبول ضمن المحاولات التي يقوم بها لإقناع المعارضة للمشاركة في مؤتمر جنيف-2 المقرر في كانون الثاني/يناير.

ونقلت المجلة عن مسؤول في الخارجية قوله إن "السفير فورد يقوم بمهمة عظيمة في سورية في وقت حرج نحضر فيه للذهاب إلى جنيف، وهي مهمة تأخذ أولوية لموضوع يتقدم على أي موضوع، وكل أعضاء الإدارة وعلى رأسهم أوباما يثقون بقدرة فورد على إدارة الملف، مضيفا إن الرئيس ووزير خارجيته وكل الإدارة يكنون احتراما للجهد الذي يبذله في سورية- هنا وفي واشنطن ودمشق- ويعتقدون أن بقاءه مهم لكي جهوده بهذا الملف".

ورفضت متحدثة باسم السفارة المصرية في واشنطن التعليق على فورد، لأنه لم يرشح رسميا للمنصب في بلادها.
وترى المجلة في تقريرها أن قرار الإدارة التخلي عن ترشيح فورد يلخص المصاعب التي تواجه البيت الأبيض؛ وعلاقة الإدارة بالقاهرة المستمرة بالتراجع منذ الإنقلاب الذي أطاح بأول رئيس مصري منتخب هو محمد مرسي.
وتقول إن السفيرة السابقة آن باترسون تركت مصر وحولها غمامة من الجدل بسبب ما نظر إليه الكثيرون بمن فيهم الجنرالات علاقة قريبة للسفيرة مع محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين. وواجه البيت الأبيض في الوقت نفسه ضغوطا شديدة من الكونغرس لقطع الدعم الأمريكي السنوي للقاهرة بعد الانقلاب.

وكان من المتوقع أن يقوم فورد بإصلاح الضرر وبناء علاقة قوية مع الرئيس الفعلي لمصر، الجنرال عبد الفتاح السيسي، ولكن محاولة فورد الإتصال مع بعض المقاتلين الإسلاميين السوريين أثارت قلقا في القاهرة مما قضى على آماله في الحصول على الوظيفة فيها.
وتقول  المجلة إن قادة مصر الجدد يرون أن واشنطن تخلت سريعا عن حسني مبارك حليفها  القديم وتحالفت سريعا مع الإخوان المسلمين ومرسي. وعليه عبر البعض في حكومة السيسي عن مخاوقهم من قيام فورد بعقد صلات قوية مع إسلاميي مصر وحثوا الإدارة بهدوء على البحث عن بديل له لتولي منصب السفير في القاهرة، حسبما نقلت فورين بوليسي عن أشخاص مطلعين.

ونقلت المجلة عن دبلوماسي عربي قوله "هذا الرجل كان مستعدا للجلوس على نفس الطاولة مع الإسلاميين الذي يعتبرون أسوأ من الاخوان المسلمين، وعليه كان من المثير للدهشة تفكير  البيت الأبيض بأنه الرجل المناسب لها في القاهرة". وأضاف: "هو رجل جيد لكنه ليس بالضرورة الشخص المناسب لهذه الوظيفة، على الأقل في الوقت الحاضر".

ولكن آخرين كانوا أكثر صراحة حيث قال دبلوماسي عربي إن فورد كان الرجل المناسب، ويرى أن سحب اسمه من قائمة المرشحين نابع من شعور حكام مصر الجدد بعدم الأمان. وقال إن فورد عندما كان في دمشق زار مدينة الثورة، حماة، في تموز/ يوليو 2011 للمشاركة في جنازة أحد رموز المعارضة واستخدم موقع السفارة الأمريكية بشكل منتظم لانتقاد الحكومة السورية متسائلا " كم هو عدد السفراء الذين يتحلون بالجرأة كي يذهبوا إلى جبهات القتال؟". 

0
التعليقات (0)