نقلت صحيفة الإندبندنت البريطانية عن محققين رئيسيين في تفجير الطائرة الأمريكية فوق
لوكربي قولهما إن المشتبه به الرئيسي في تنفيذ التفجير هو إرهابي مصري.
أما الأدلة التي استخدمت لتجريم عبد الباسط
المقرحي فكانت مزورة، ومن المحتمل أن يكون عنصر من
المخابرات الأمريكية ضلل الشرطة.
ويتهم تقرير المحققين محمد أبو طالب "الذي تربطه علاقة بمنظمات فلسطينية متطرفة، والذي يعيش حاليا في السويد بعد أن قضى فترة في السجن بتهمة تفجيرات في أوروبا"؛ يتهمه بارتكاب الجريمة.
وكان المقرحي حكم مدى الحياة عام 2001، ثم أطلقت الحكومة الاسكتلندية سراحه بعد 8 أعوام من السجن على أسس إنسانية، حيث كان مصابا بالسرطان وتوفي العام الماضي.
وبحسب تقرير الصحيفة، فقد توصل التحقيق المسمى "عملية الطير"، والذي تولاه كل من جاسيكا دي غرازيا (شغلت سابقا منصب مساعد المدعي العام في نيويورك)، وفيليب كوربت (ضابط شرطة سابق، ومستشار أمني سابق للبنك المركزي الإنجليزي)، توصل إلى أن طالب دفع رشوة لأحد العمال في مطار هيثرو كي يهرِّب الحقيبة التي تحتوي القنبلة إلى الطائرة.
كما ذكر التقرير أن جزءا أساسيا من الدليل، وهو جزء من دائرة الكترونية يدّعى أنها استخدمت لتوقيت التفجير، كان مزورا، وأن القميص الذي قيل إنها وجدت فيه كان قد عُبث به.
وتضيف الصحيفة أن فريق الدفاع عن المقرحي طلب من كل من الآنسة دي غرازيا والسيد كوربت النظر في الموضوع عندما كان الفريق يحضر للاستئناف الثاني، والذي أسقط بعد إطلاق سراحه.
وتكشف الصحيفة أن التقرير الذي كتب عام 2002، لكنه لم ينشر أبدا يقول إنه "تم تضليل الشرطة" وإن الاحتمال الأكبر أن يكون أحد المسؤولين الكبار في المخابرات المركزية الأمريكية هو من فعل ذلك.
وأضاف المحققان: "لم نشاهد تحقيقا جنائيا تكرر فيه إهمال النظرية المغايرة والأكثر إقناعا في القضية مثل هذا التحقيق".
وتذكّر الصحيفة بأن "طالب كان مسجونا في السويد مدى الحياة بعد إدانته بالقيام بتفجيرات إرهابية عام 1985 في كل من كوبنهاجن (الدنمارك) وأمستردام (هولندا). كما أنه رفض التعليق لفضائية الجزيرة حول الموضوع.
ونقلت الصحيفة تعليقا للدكتور جيم سوير الذي فقد ابنته (23 عاما) في تفجير الطائرة قوله إن طالب "أثبت أنه إرهابي طيلة حياته"، وأضاف في حديث له مع موقع "إكسارو للأخبار الاستقصائية "إن حكومتي المنتخبة تعمدت منعي من حقي في معرفة لماذا لم تتم حماية حياة ابنتي ومن هو الذي قتلها؟".
أما عضو البرلمان السابق تام ديال والذي أسهم في إقناع نيلسون مانديلا بالتفاوض مع
ليبيا لتسليم المقرحي للمحاكمة فقال لصحيفة الإندبندنت أن المقرحي كان بريئا، لكنه استُخدم لكسر العقوبات المفروضة على ليبيا. وأضاف "أنا مندهش لماذا لم يُتهم طالب بينما جرِّم المقرحي".
كما كتب جون أشتون المؤلف المشارك لكتاب "التستر الملائم: فضيحة لوكربي المخبأة" في مدونته أن ادعاء تقرير "عملية الطير" بأن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة هي من قامت بالتفجير "يحتمل أن يكون صحيحا"، لكنه أيضا يشكك في وقوف طالب خلف التفجير، حيث كانت الشرطة السويدية قبضت عليه قبلها، ولم يكن ليفعلها بينما يتوقع أنه كان مراقبا.
وقال متحدث باسم الحكومة الاسكتلندية أن باستطاعة عائلة المقرحي التقدم باستئناف بعد وفاته "ولن يكون لدى الوزراء الاسكتلنديين مشكلة مع هذا الأمر".