فنون منوعة

عدن أول مدينة عرفت المسرح في الجزيرة

مسرحية في حضرموت لسميح القاسم
مسرحية في حضرموت لسميح القاسم
احتفى مسرحيون يمنيون الأحد في مدينة عدن (جنوب) بالذكرى الـ"96" لتأسيس المسرح اليمني.
وأقام مسرحيون قدامى وشباب فعالية احتفالية قدموا خلالها عروضا فنية تناولت النشاط المسرحي على مدى 96 عاما، بدء بأول عرض مسرحي عرض في عدن أول مدينة على مستوى الجزيرة العربية يكون بها مسرح، في 15 /كانون الأول/ ديسمبر 1917 ، بعنوان "القط والفأر"، وهو من تأليف الروائي الهندي "دماندرهم".
وعن البدايات الأولى للنشاط المسرحي بعدن يقول نائب مدير مكتب الثقافة بعدن (فرع وزارة الثقافة) حافظ مصطفى، لمراسل وكالة الأناضول للأنباء إن مدينة "عدن عرفت المسرح في البداية عن طريق الفرق الهندية الاستعراضية، وتلاها بعد ذلك قيام بعض الفرق الفنية بتجسيد التراث العربي واليمني على بعض المسارح البدائية، ثم أخذ الميل إلى المسرح يتصاعد، إلا أنه لم يصل للمستوى اللائق إلا في مرحلة الستينيات من  القرن الماضي".
ووفقا لمصطفى فإن "ارتباط المواطنين في عدن بالمسرح يعود الآن من جديد من خلال ما يشبه الطفرة باعتناق الشباب فكرة مخاطبة الناس عبر المسرح، حيث ظهرت فرق شبابية لم ترَ في غياب المسرح الوطني عائقا لها، بل استغلت وجود دور عرض خاصة لتعرض عددا من المسرحيات الناجحة".
ودلل مصطفى على ذلك بفرقة "خليج عدن" التي قال إنها "برزت بقوة لتشعل التنافس بين الفرق المسرحية الشابة والمخضرمة مما أدى إلى تنشيط شباك تذاكر المسرح التجاري الذي يميل نحو الشعبية والنقد الاجتماعي اللاذع".
وبدوره يقول المخرج المسرحي اليمني عمرو جمال لمراسل الأناضول "إن عدن أول مدينة في الجزيرة العربية عرفت السينما والمسرح، لكنه يستدرك قائلا "إن عدن اليوم بلا مسرح، و نضطر لاستئجار قاعات العرض والسينما، مع إنها غير مجهزة".
واعتبر جمال أن "وجود مسارح مجهزة يسهم في تقديم أعمال أكثر إبداعا، حيث شهدت مدينة عدن منذ عام 2000 تأسيس فرق فنية شعبية مسارح خاصة بها بإمكانات فردية متواضعة".
ومن أبرز الفرق المسرحية بعدن فرقة "خليج عدن" التي تأسست سنة 2005، وقدمت عددا من العروض المسرحية لاقت إعجاب الجمهور، وحظيت بشهرة واسعة في مسرحيتها مثل "معك نازل"، التي عرضتها في تشرين أول/ أكتوبر 2009، على خشبة المركز الثقافي بصنعاء، ونالت اعجاب المشاهدين، وعرضتها في المرة الثانية أواخر العام نفسه في عدن بالتزامن مع احتفالات عيد الاضحى، وفي حزيران/يونيو 2010 عرضت المسرحية في ألمانيا، بدعم البيت الألماني بعدن، وهو ما شكل إضافة مهمة في مسار تطور الفرقة وأداء أعضائها حسب المسئولة الإعلامية للفرقة أمل عياش في حديثها لمراسل الأناضول.
وفي أجواء من المنافسة والسباق على الجمهور بين الفرق التي زاد عددها عن الـ10 بدأت الحركة المسرحية تتخذ أشكالا جديدة، وتركز في الأساس على الأوضاع التي تعيشها عدن خصوصا واليمن على وجه العموم، وغدا التنافس بينها على معالجة المسرح لتلك الأوضاع بقالب شعبي خالص يراعي سمات مدينة عدن وتراثها الفني ومقوماتها الثقافية، ناهيك عن الإشادة بتاريخها ومعالمها الأثرية ولهجتها المحلية.
ومن هنا جاءت مسرحية بعنوان "البغدة" التي عرضت في آذار/ مارس 2012، وجعلت موضوعها الرئيس "البغدة" وهو مكان قديم في أحد الأحياء التاريخية بعدن ويشير لعراقة المدينة وموروثها، حسب إفادة مؤلف المسرحية عبدالله بامحسون لمراسل الأناضول.
وكانت وزارة الثقافة اليمنية كرمت في آ ذار/ مارس 2010 عددا من رواد الحركة المسرحية بعدن لدورهم في إثراء الحركة المسرحية في اليمن والتي يصل عمرها لنحو 100 عام.
التعليقات (0)