المخرج السوري محمد ملص في تورنتو في 10 ايلول/سبتمبر 2013
يعود المخرج السوري محمد ملص ليصور العاصمة السورية في "سلم إلى دمشق" الذي يعتبر أول فيلم روائي سوري يتناول الحركة الاحتجاجية السورية برمزية وشاعرية مستندا الى شهادات من الداخل ترصد يوميات القلق والخوف من المجهول القادم.
"نحن وحيدون" قالها ملص وهو يقدم فيلمه الذي صوره في نيسان/ابريل 2012، أي "قبل ان تسوء الأمور إلى هذه الدرجة" على الأرض السوري، بحسب تعبيره.ويشكل الخوف والتعب والرغبة بالخلاص محور الفيلم الذي يربط بين الحكايات الصغيرة التي تبدو وكأن لا شيء يربط بينها."خلص"، "بيكفي ما عاد فينا"، "وقف لي هالفيلم" عبارات تتكرر في الفيلم الذي جازف فيه المخرج لانجازه عملا تجريبيا يمتلك مزايا بصرية رفيعة ومشغولة بعناية.
وقال ملص "اعتقد إننا على وشك فقدان سورية وهذا ما يتكلم عنه الفيلم" لافتا إلى شرعية ذلك الخوف المعلن في الفيلم الذي يقدم صورة أخرى مختلفة للانسان لسوري في قلب الأزمة مقارنة بكم الصور المنشورة للفظاعات التي طالت أهل سوريا منذ عامين وبضعة أشهر.وعن مضمون فيلمه هذا المشارك في مسابقة المهر الروائي للأفلام العربية قال المخرج لوكالة فرانس برس "أردت ان يكون للسينما شهادة على ما يجري وان اعبر عن المشاعر الحقيقية للمواطن السوري الذي كان هدفه من البداية الحرية والكرامة.
طبعا البلد صار مفقودا الآن ولم يبق شيء".
ولا يصور "سلم إلى دمشق" الذي يرتقي إلى مرتبة الوثيقة السينمائية، الحرب السورية بل يصور ملامح منها وأثرها على مجموعة من الأشخاص بعضهم من الطلاب اتوا من مختلف المناطق والانتماءات السورية ليسكنوا ذلك البيت الدمشقي القديم حيث استأجر كل غرفة له.
وإذا كانت الكاميرا في بداية الفيلم ونهايته تتسلل قليلا إلى خارج تلك الدار فهي كما الفيلم تظل أسيرة المكان المقفل بسبب استحالة التصوير في الخارج خصوصا وان "الكاميرا عدوة النظام الأولى" على ما يؤكد ملص خلال تقديمه لفيلمه.
وباستثناء ممثلة واحدة فان كل الممثلين الذين وقفوا إمام الكاميرا هم من غير المحترفين الذين استعيرت قصص بسيطة لكن قاسية من يومياتهم أحيانا لتغني الفيلم.
وتحضر في الفيلم روح المخرج عمر أميرالاي صديق ملص الذي رحل قبل فترة وجيزة من انطلاقة الاحتجاجات الشعبية في سوريا، وكان شديد الانتقاد للنظام النظام السوري في أفلامه الوثائقية، وأيضا روح المخرج اليوناني تيو انجولوبولوس الذي رحل قبل شهر ونصف من تصوير فيلم ملص وهو مخرج أثير على قلبه وقد تضمن "سلم إلى دمشق" مقاطع من عمله الأخير، فضلا عن روح المصور والمخرج السوري الشاب باسل شحادة الذي قتل اثناء توثيقه للاحداث في حمص.