وصف المخرج والمنتج السوري المعروف، نجدت
أنزور، مبادرة الأمير السعودي طلال بن عبد العزيز بشأن فيلمه "
ملك الرمال" بالإيجابية، وكشف بأن شخصيات خليجية نافذة نصحته بعدم المساومة على عرضه.
وقال أنزور، الذي سيعرض في دمشق مساء الخميس فيلمه "ملك الرمال" عن مؤسس
السعودية الملك عبد العزيز آل سعود، "إن مبادرة الأمير طلال ايجابية وهي نداء من أحد العقلاء القليلين في النظام السعودي، وحبذا لو أنه وجّه بالتوازي نداءً آخر إلى أصحاب القرار في بلاده لإيقاف إرسال القتلة والسلاح لتدمير
سوريا، وهنا يكمن التوازن المطلوب في ندائه".
وتجنب الرد على وصفه من قبل الأمير طلال بـ "مخرج جهاد النكاح"، مضيفاً "لا أريد الهبوط إلى مستوى هذه المصطلحات، لكن مبادرته، وكما أسلفت، إيجابية".
وكان الأمير طلال، أحد أبناء الملك عبد العزيز، أعلن بأنه يسعى للتوسط لدى الرئيس السوري، بشار الأسد، من أجل إيقاف عرض فيلم "ملك الرمال"، وقال إن الفيلم "لم يترك إلا الألم والأسى في نفوس الجماهير"، واصفاً منتجه ومخرجه أنزور بأنه "مخرج جهاد النكاح".
ورداً على سؤال ما إذا كان الرئيس السوري بشار الأسد سيستجيب لنداء الأمير طلال، أجاب أنزور "هذا الموضوع يخص نظام الرئاسة، ولكن أستطيع أن أجزم بأن الرئيس هو رجل، وسيكون قراره بمستوى رجولته، وأي شيء يقرره سيصب بالتأكيد في مصلحة سوريا وشعبها".
وفي حينه حمل الأمير طلال بشدة على أنزور، ووصفه بأنه "مخرج النكاح" في إشارة لمسلسله "ما ملكت ايمانكم" الذي أثار جدلا كبيرا إبان عرضه على شاشات التلفزة العربية، والذي اعتبره نقاد أول من تحدث عما يسمى "جهاد النكاح".
وقال الأمير طلال، وهو والد الملياردير الوليد بن طلال، الذي يدير امبراطورية إعلامية ضخمة، أنه اتصل بالرئيس السوري، بشار الأسد، عبر صديق مشترك لمنع عرض فيلم أنزور عن والده الملك عبد العزيز بدمشق، "ملك الرمال" لأنه "كباقي أعماله لم تترك إلا الألم والأسى في نفوس الجماهير وبدلاً من أن يستغل هذا الفن الراقي في تثقيف الناس من خلال معالجة الموضوعات الجادة، يصمم بهذا الفيلم على الاستمرار في مشوار الهبوط، حيث سبق عرضه في لندن ولم يلق أي نجاح" كما جاء في تغريدة طويلة بثها الأمير طلال على موقع تويتر ، وأضاف الأمير طلال، الذي نشر تغريدته تحت عنوان "مخرج جهاد النكاح يواصل مشوار الهبوط" أن "المملكة العربية السعودية وما زالت للعديد من الحملات الإعلامية المغرضة، ولم تكن السينما ببعيدة عن تلك الحملات، ولم تستطع جميعها أن تنال من شموخ المملكة ومكانتها الإسلامية والعربية والعالمية المرموقة وبالتأكيد سوف يلقى هذا الفيلم ذات المصير وهو معانقة سلة مهملات الأعمال الفنية الساقطة" على حد قول الأمير طلال.
وكشف انزور أنه "التقى،مصادفة، شخصين من أصحاب القرار النافذ بمنطقة الخليج في أحد مقاهي حي (ماي فير) الراقي وسط لندن ، بعد أسبوعين من عرض فيلمه هناك يوم 11 أيلول/سبتمبر الماضي، ونصحاه وعلى نحو مباشر بأن لا يخضع للضغوط وألّا يقبل المساومة على عرض الفيلم من قبل النظام السعودي".
وقال إن الشخصين النافذين "يحملان مواقف سلبية حيال النظام السعودي ويصرّان على ضرورة أن يحسّن داره قبل أن يهاجم ديار الآخرين، وطلبا منهم أن يكشف عن جرائمه بحق كل الناس ويفضح هؤلاء المجرمين، حسب تعبيرهما".
وأضاف أنزور أن محيط السعودية "غير آمن حالياً وهناك من يعبث باستقرارها، والأحرى بنظامها أن يلتفت إلى هؤلاء ويترك الشعب السوري يقرر مصيره بنفسه".
وقال أنزور إنه تلقى تهديدات شخصية وقانونية لمنعه من انتاج فيلم "ملك الرمال" ووقف عرضه.
وكان أنزور قدّم فيلم "ملك الرمال" في عرض خاص بلندن يوم الحادي عشر من سبتمبر/أيلول الحالي، بالتزامن مع الذكرى الثانية عشرة لهجمات (9/11) التي شنها تنظيم القاعدة في الولايات المتحدة عام 2001.
وقال إنه "انتج وأخرج الفيلم عن مؤسس المملكة العربية السعودية، الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود، لتشابه ما حدث قبل 100 عام مع ما يحدث اليوم من شرذمة وتفتيت وتجزئة العالم العربي إلى دويلات مسلوبة الإرادة تتعامل على أساس عرقي ومذهبي".
وأضاف أنزور أن موضوع فيلم ملك الرمال "يبحث في تاريخ الإرهاب وجذوره وعلاقة ذلك بما يحدث اليوم في العالم قاطبة، ويعرض جانباً من الاتفاق الذي تم بين بريطانيا العظمى والسلطان عبد العزيز، وقتها، وكيف تم دعمه بالمال والسلاح للقضاء على سلطة آل الرشيد التي حكمت الرياض في ذلك الوقت، والتخلص من العثمانيين تمهيداً لاحتلال المنطقة وبسط نفوذ الغرب عليها".
وتابع أن الفيلم " يكشف بعض الحقائق والتفاصيل عن العلاقة الوثيقة بين بريطانيا العظمى في ذلك الوقت ورجلها في المنطقة السلطان عبد العزيز آل سعود وكيف نفّذ مشروعها حتى تم تتويجه كملك على المملكة العربية السعودية من قبلها".
وأشار إلى أن الفيلم "يستعرض أيضاً جانباً من الاتفاق والعهد والحلف الذي تم بين الوهابيين وآل سعود لتقاسم السلطة والحكم على كامل أراضي المملكة العربية السعودية مثل السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية، أي الحكم بالسيف والقرآن، وهو ما استمر حتى يومنا هذا وبدأت نتائجه تؤثر على المنطقة العربية برمتها من إفرازات سلفية ومتطرفة وجهادية".
ووصف أنزور ردود الفعل على فيلم "ملك الرمال" بعد عرضه في لندن بأنها "كانت ايجابية وفتحت آفاق ممتازة أمام تسويقه في عواصم غربية عديدة، ونأمل أن يشارك في العديد من المهرجانات العالمية ليكون فيلم العام".
وقال "سنقوم بعرض فيلم "ملك الرمال" في كافة المحافظات السورية بعد عرضه في دمشق، وفي كل من موسكو إلى نيويورك".