سياسة عربية

الإندبندنت تراقب أطفال السوريين في "كيليس"

مخيم كيليس للاجئين- تركيا- أرشيفية
مخيم كيليس للاجئين- تركيا- أرشيفية
كتب مراسل الإندبندت اللندنية في تركيا ريتشارد هول مقالا حول الأطفال السوريين في مخيم "كيليس" للاجئين في تركيا، يتحدث فيه عن مخاوف مدرسي الأطفال في المخيم من أن ما شاهده الأطفال من عنف وسفك دماء خلال ما يقارب الثلاث سنوات من الحرب الأهلية سيترك أثرا دائما على حالتهم النفسية.
ويقول هول إن من يدخل بوابة المخيم للاجئين على الحدود التركية السورية فإن أول ما سيلاحظه هو الأطفال الذين يتراكضون في أرجاء المخيم بين تلك الحاويات الرمادية التي تتكاثر على مد البصر، ويركلون الكرة نحو السياج العالي الذي يحيط بالمخيم ويلعبون بـ "الغلول" (كريات زجاجية صغيرة يلعب بها الأطفال) على أطراف الأرصفة، بينما أهلهم يراقبون.
 ويعيش حوالي 7000 طفل في المخيم الذي يبلغ عدد سكانه 15000، وقد "قيل لنا إنهم الأكثر حظا، حيث لا يزال الكثير من أقرانهم محاصرين في سوريا، بينما هرب الناس هنا إلى الأمن في مخيم حديث ومجهز بشكل جيد بفضل التمويل السخي من الحكومة التركية".
ويقول تقرير الإندبندنت إن الأطفال في هذه السن يتذكرون سبب هروبهم من ديارهم، وبالتالي فإن الضرر النفسي قد حصل لهم بالفعل، ولذلك فإن المدرسين وموظفي المنظمات الخيرية اللذين يعملون في مخيم كيليس قلقون بخصوص الآثار النفسية على أطفال سوريا، ويخشون أن جيلا كاملا قد يعيش حياته متأثرا بهذا الجرح.
وينقل التقرير عن أحمد، وهو مدرس لتكنولوجيا المعلومات في المخيم، قوله: "إن الحرب مطبوعة في أذهانهم، وهم دائما يتحدثون عن أشياء رأوها من قنابل وانفجارات، وأنا أزداد قلقا حول هذا الموضوع فهم يتذكرون كل شيء".
كما يقول العاملون المتطوعون في المخيم أن الأطفال منطوين وهادئين، وعند تشجيعهم على الحديث عما يزعجهم فإن القصص التي يروونها مروعة.
أما سارة البالغة من العمر 24 عاما، والتي تعيش في المخيم وتدرّس اللغة الإنجليزية فتقول للصحيفة: "كانت إحدى الطالبات غير مهتمة بدراستها، وكانت تجلس صامتة في الفصل، وعندما سألتها ما الذي يجعلها حزينة قالت لي أن أبيها أصيب بصاروخ وبترت ذراعه، وإنها جرت نحوه بعد إصابته ورأته وهو يموت، وقالت لي إنها تريد العودة للأخذ بالثأر والاستشهاد".
ويضيف التقرير أن في المخيم ثلاثة مدارس وملعب للأطفال، وهو ما لا يقارن مع الشوارع الموحلة المتوفرة لأقرانهم ممن فرت عائلاتهم إلى لبنان، ولكن تبقى الحرب ليست ببعيدة عنهم.
وتطل على المخيم المترامي، الأطراف تلة كبيرة تنتشر فيها الأشجار الصغيرة، وتقع هذه التلة على الحدود مع سوريا، وأحيانا في الليل تتوهج خلف هذه التلة الشرارات الناتجة عن إطلاق النار ويُسمع صدى الانفجارات البعيدة.
وتضيف سارة في حديثها للصحفي ريتشارد هول: "نقول للأطفال أن عليهم ألا يقلقوا، لأن تلك التفجيرات بعيدة، لكنهم مع ذلك يخافون".
وفي شوارع بلدة كيليس القريبة، والتي يسمح لسكان المخيم بزيارتها متى أرادوا، يمكنك أن ترى عددا من أطفال المخيم يبحثون في القمامة ليجمعوا ما استطاعوا من الحاجات التي يستطيعون بيعها بدراهم قليلة، وهؤلاء أقلية في كيليس، فأوضاع الأطفال السوريين أسوأ بكثير في مناطق أخرى.
ويوجد أكثر من مليون طفل سوري مسجلين كلاجئين حسب إحصائيات اليونيسيف. منهم 294 ألف قدموا إلى تركيا بينما هاجر الآخرون إلى دول مجاورة أخرى كلبنان والأردن والعراق، بينما يقدر عدد النازحين داخليا بمليونين.
 ويقطن مخيم الزعتري في الأردن 130 ألف لاجئ، 65% منهم تحت الثامنة عشرة من العمر، كما أنه تمت معالجة أكثر من 300 طفل يقطنون المخيم من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة، بحسب الأمم المتحدة التي حذرت من احتمال وجود العديد من الأطفال الذين يعانون بصمت.
وبينما يستطيع الأطفال في كيليس الذهاب الى المدارس حتى سن السادسة عشرة، يضطر الكثير من الأطفال السوريين في المناطق الأخرى للعمل لكسب لقمة العيش. وبحسب تقديرات اليونيسيف فإن واحدا من كل عشرة أطفال سوريين في المنطقة يضطر للعمل في الأعمال اليدوية، أو في المزارع أو كبائعي بسطات، وفي ظروف خطرة واستغلالية في كثير من الأحيان.
وختم هول تقريره بالقول: "إبراهيم، ابن الخمسة عشر ربيعا نزح إلى تركيا في بداية الحرب، لكنه لا يزال يتذكر لماذا غادرت عائلته. ويقول على استحياء "كنا نهرول من طرف الشارع إلى الطرف الآخر لتجنب الرصاص وكانت هناك صواريخ أيضا،" وعند سؤاله عن العودة يقول "نشتاق إلى الديار، لكن الأمور ستأخذ وقتا طويلا كي تتحسن".






     
التعليقات (0)