تحظي
المصارعة الشعبية برواج واهتمام كبيرين في
جنوب السودان، إذ تعتبر بمثابة ممارسة ثقافية ترويحية، تستعرض من خلالها المجموعات المتنوعة ثراءها التراثي، ومهاراتها البطولية في فنون المصارعة والقتال، ما قد يساهم في "التقارب بين مجموعات الوطن، لتحقيق
السلام والاستقرار"، بحسب أحد رعاة تلك الرياضة.
وتسود المصارعة الشعبية بشكل كبير في أوساط المجموعات الرعوية النيلية بجنوب السودان، وتحديدا قبيلة الدينكا الأوسع انتشارا في الدولة الجديدة.
كما تنتشر أيضاً وسط بعض المجموعات الأخرى في إقليم الاستوائية، مثل قبيلة "المنداري"، التي تقيم في منطقة تيركيكا (إحدى ضواحي جوبا)، ومجموعة "اللوتوكا" الموجودة في ولاية شرق الاستوائية، وتعتبر المصارعة عادة موغلة في القدم لدى هذه المجموعات والقبائل.
وفي الفترات الأخيرة تم تطوير اللعبة، وتنظيمها، لتخرج من سياقها التقليدي، حيث تم تأسيس بطولة سنوية لتنافس المتصارعين من مختلف الولايات التي تمارس المصارعة.
وظل استاد جوبا يحتضن في كل عام بطولة جديدة يقبل عليها الجمهور المحلي بكثافة.
ويقول مجوك اقانج منظم البطولة لمراسل الأناضول "نهدف من تنظيم هذه البطولة في المصارعة التقليلدية إلي تذكير الناس بالثراء، و التنوع الثقافي لجنوب السودان، وكيف أن المصارعة، كموروث ثقافي، يمكن أن تساهم في التقارب بين مجموعات الوطن، لتحقيق السلام والاستقرار".
وقد شهد استاد مدينة جوبا، السبت، انطلاقة الدورة الجديدة للمصارعة بين مجموعات "دينكا بور" من ولاية جونقلي، و"المنداري" من الاستوائية الوسطي، وتغلب مصارعو الدينكا على منازليهم من المنداري في المباراة التشريفية التي حظيت بجمهور كبير.