"نيوزنايت": السعودية قد تحصل على القنبلة النووية قبل إيران
لندن - عربي2107-Nov-1307:40 PM
0
شارك
ملك السعودية عبدالله
كشف برنامج "نيوزنايت" في نشرته الإخبارية ليلة أمس عن استثمار السعودية في السلاح النووي الباكستاني، وان الباكستان تملك صواريخ محملة بالرؤوس النووية جاهزة لحين طلب السعودية لها. ونقلت القناة الإخبارية عن عدد من المصادر قولها أن السعودية يمكنها الحصول على الأسلحة النووية إن أرادت. وفي الوقت الذي ربطت فيه السعودية طموحاتها النووية بالطموحات الإيرانية إلا أن المملكة قد تكون قادرة على الحصول عليها قبل الجمهورية الإسلامية.
ونقل محرر الشؤون الدفاعية للنشرة مارك إربان عن مسؤول كبير في حلف الناتو أخبره بداية هذا العام تحدث عن مشاهدته تقارير أمنية تشير إلى أسلحة نووية صنعت في الباكستان لصالح السعودية وأنها جاهزة للشحن. ونقل ما قاله عاموس ياردين، مسؤول الإستخبارات الإسرائيلية السابق في مؤتمر في السويد حول القنبلة النووية الإيرانية حيث قال إن "السعودية لن تنتظر شهرا واحدا، فقد دفعوا للقنبلة، وسيذهبون الى الباكستان ويحضرون ما يريدون".
وقال التقرير أن السعودية أرسلت الكثير من الإشارات للأمريكيين حول نواياها النووية ومنذ عام 2009 عندما حذر الملك عبدالله المبعوث الأمريكي الخاص دينيس روس لشؤون الشرق الأوسط قائلا أنمه في حالة تخطت إيران العتبة نحو امتلاك السلاح النووي "فسنحصل على الأسلحة النووية". ونقلت "نيوزنايت" عن غاري سامور الذي كان حتى آذار/ مارس مستشار الرئيس باراك أوباما لمكافحة انتشار الأسلحة النووية قوله "أعتقد أن هناك تفاهما بين السعوديين والباكستانيين يقضي بحصولهم على السلاح النووي في اوضاع طارئة"، وأشار التقرير إلى أن السعوديين لم يدعموا الباكستان بدون مقابل "لم تكن منحة".
وتعود قصة المشروع السعودي الذي يشمل حصول السعوديين على صواريخ طويلة المدى قادرة على حمل رؤوس نووية إلى عدة عقود. ففي عقد الثمانينات من القرن الماضي اشترت السعودية صواريخ باليستية من نوع سي أس أس-2 من الصين والتي لم تكن دقيقة حسب الخبراء عندما تم نشرها قبل عشرين عاماً. وفي تقرير لمجلة "جينز" للإستخبارات نشر هذا الصيف تحدث عن انتهاء السعودية من إنشاء قاعدة سعودية لإطلاق صواريخ سي أس أس الباليستية.
وقدمت السعودية خلال العقود الماضية دعما ماليا كبيرا للقطاع العسكري الباكستاني استخدم بعضها في المختبرات النووية. وأظهرت زيارات وزير الدفاع السعودي فيه حينه ألأمير سلطان بن عبدالعزيز لمراكز الأبحاث النووية عامي 1999 و2002 طبيعة العلاقة الدفاعية الوثيقة بين البلدين. وتحدث التقرير عن العلاقات الدفاعية الصينية – الباكستانية حيث لجأت الأخيرة للصين في بحثها عن طرق ردعية للتهديد النووي الهندي، وحصلت إسلام أباد على دعم الصينين لتطوير رؤوس نووية. ويعتقد أن العالم النووي عبدالقدير خان (الأب الحقيقي للمشروع النووي الباكستاني) والذي اتهم بادارة شبكة دولية لبيع المعرفة النووية قد نقل الخبرة الى كوريا الشمالية وليبيا، وقد قدم معها التصميم الصيني للقطع النووية التي تحمل على صواريخ سي أس أس وهي نفس الصواريخ التي باعتها الصين للسعودية. ونفت الأخيرة بسبب قلة المعلومات التعاون مع الباكستان. وأكدت السعودية أنها وقعت على معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، ودعت إلى شرق أوسط خال من الأسلحة الكيماوية.
ومع ذلك فالعلاقة السعودية – الباكستانية بدت الباكستاني في كتاب الجنرال فيروز حسن خان، ففي كتابه "أكل الحشائش" الذي يعتبر السيرة شبه الرسمية للمشروع النووي الباكستاني قال أن زيارات الأمير سلطان للمشروع النووي لم تكن صورة عن الإتفاق بين البلدين فقط بل واعترف بالدعم المالي الكبير الذي قدمه السعوديون للباكستان "مما ساعدها على مواصلة برامجها النووية".
وبحسب التقرير فمهما كانت التفاهمات السعودية – الباكستانية في العقد الأخير من القرن الماضي إلا ان المملكة بدأت في عام 2003 سلسلة من المراجعات الإستراتيجية تتعلق بالمناخ الأمني المتغير حولها ومنظور انتشار الأسلحة النووية. ففي ورقة أعدها مسؤولون سعوديون بارزون تحدثوا فيها عن ثلاثة إحتمالات لمواجهة هذا التطور، إما الحصول على السلاح النووي، الدخول في اتفاق مع دولة نووية لتوفير الحماية لهم أو إنشاء شرق أوسط خال من السلاح النووي. وفي هذه الفترة حدث توتر على العلاقات السعودية – الأمريكية بسبب الإطاحة بصدام حسين، ولم تكن راضية عن سياسة أمريكا تجاه إسرائيل وأكثر من هذا القلق السعودي حول المشروع النووي الإيراني. وخلال هذه الفترة وما بعدها بدأت "الثرثرات" الدبلوماسية حول العلاقة السعودية- الباكستانية في المجال النووي. وكشفت وثيقة تعود لعام 2007 من وثائق ويكيليكس ما قاله دبلوماسي باكستاني لدبلوماسيين أمريكيين "من المنطقي" أن تقوم السعودية باتخاذ الخطوات هذه باعتبارها الحامي الحقيقي للعالم العربي والبحث عن سبل للحصول على السلاح النووي. ومع نهاية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين لم يعد المسؤولون والأمراء السعوديون يخفون نواياهم. ففي العام الماضي حذر السعوديون في تصريحات لصحيفة "التايمز" قائلين "من غير المقبول أن تمتلك إيران السلاح النووي ولا تمتلكه السعودية". ولا يعرف إن كانت السعودية تهدف من وراء هذه التصريحات دفع أمريكا لاتخاذ مواقف متشددة تجاه إيران أم كانت تعبر عن خطة سعودية للحصول على القنبلة النووية. يقول إربان أنها تعبر عن الموقفين، حيث أكد مسؤول باكستاني بارز متسائلا "هل تعتقد أن الأموال التي قدمتها السعودية للباكستان منحة فقط؟". وأكد آخر ان الباكستانيين يحتفظون بأعداد من الرؤوس النووية جاهزة للطلب السعودي. ويرى سيمون هندرسون الزميل الباحث في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدني ان حديث السعوديين عن إيران وخطرها جدي. ويختم إربان بالقول أنه سأل عدداً من الخبراء والمسؤولين عن كيفية تنفيذ الإتفاق، فقال بعضهم أنها عملية تسليم وتسلم، فيما قال آخرون إن الباكستان قد تقوم بنشر قوات لحماية الأسلحة النووية. فيما علق البعض قائلا أن السعودية التي تعتبر نفسها قائدة العالم السني لن ترضى إلا بسيطرة كاملة على مشروعها النووي.
.