حول العالم

سكان في نيويورك يقبلون بيع منازلهم ليمحى حيهم عن الخريطة

امرأة تقف بجانب لافتة كتب عليها "باقون" في جزيرة ستاتن بنيويورك - أ ف ب
امرأة تقف بجانب لافتة كتب عليها "باقون" في جزيرة ستاتن بنيويورك - أ ف ب
اعيد بناء عدة منازل بعد الاعصار ساندي بالرغم من المخاطر المحدقة بالمنطقة والتي دفعت سكان حي ساحلي في نيويورك إلى القبول ببيع منازلهم ليمحى حيهم عن الخريطة.

فقد لقي ثلاثة أشخاص حتفهم إثر إعصار ساندي العام الماضي في حي أوكوود الواقع في جزيرة ستاتن آيلند إحدى الدوائر  الأكثر تضررا من الإعصار في نيويورك مع شبه جزيرة روكاوايز.

وعندما عرضت سلطات ولاية نيويورك على بعض أصحاب المنازل شراء بيوتهم المتواضعة الحال نسبيا والواقعة بالقرب من الشاطئ، لم يتردد السواد الأعظم من السكان (298 من أصل 300) في قبول العرض، حتى لو كان بعضهم يعيش في هذه المنطقة منذ سنوات. فهم قد ضاقوا ذرعا بالفيضانات المتكررة واعتبر الكثيرون منهم ان السعر المعروض عليهم مقبول.

وأول منزل سيتم هدمه هو ذلك المحاذي لمنزل جو تيروني الوسيط  العقاري البالغ من العمر 56 عاما الذي وقف  وهو يتفرج على العمال وهم يفككون شبكة الغاز بين المنزلين.

ولم يكن السمسار العقاري يتصور إعصار بشدة ساندي في ذاك اليوم الخريفي. وهو يستذكر قائلا "طلبت من المستأجرين أن يخلو المنزل لأن المعلومات كانت تفيد بتفاقم الوضع. وهم قد خسروا كل ممتلكاتهم فعند عودتهم إلى المنزل كانت امامه بحيرة عمقها ثلاثة امتار فيما كان ارتفاع المياه داخله مترين".

ولم يكن جو تيروني يتمتع أي تأمين ضد الفيضانات. ومنزله مغلق منذ ذلك الحين وغير قابل للاستخدام. وقد بدأ البحث عن المساعدة واطلع على برنامج الحاكم أندرو كوومو الذي يقضي بشراء المنازل الساحلية وهدمها ومنع تشييد مساكن في تلك المناطق.

وشرح جو تيروني أن السلطات "تعتزم تحويل المنطقة إلى منطقة عازلة تحمي وسط الجزيرة". وقد عرضت السلطات أسعارا تتخطى بنسبة 10 % قيمة المنازل قبل إعصار ساندي وقبل السكان بعرضها. وضمت اللائحة الأولى التي قدمت الى الحاكم  135 اسما من أصل 185 ثم ارتفع هذا العدد إلى 184 بعد زيادة السعر بنسبة 10%، علما أن البعض كان يخشى ألا تعرض السلطات إلا 50 % من سعر المنزل.

ومن الشروط التي اعتمدتها السلطات لتقديم عرضها أن يكون المنزل ملك فرد من الحي وليس مجموعة عقارية.

وأخبر جو تيروني أن جارته بات تعيش في الحي منذ 50 عاما وهي قد انتقلت إليه عندما كانت في الخامسة من العمر، مشيرا إلى أن غالبية السكان يقيمون فيه منذ سنوات عدة.

وقد أطلق مايكل بلومبرغ رئيس بلدية نيويورك برنامجا مشابها فهو اعلن في العاشر من تشرين الاول/أكتوبر عن أول عملية شراء لمنزل في حي يقع جنوب ستاتن آيلند.

وكان الاعصار ساندي الذي ضرب بداية منطقة الكاريبي قبل وصوله إلى الساحل الشرقي للولايات المتحدة في الثامن والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر تسبب بأضرار قدرت قيمتها بمليارات الدولارات. وتوفي إثره 44 شخصا في مدينة نيويورك بعضهم غرقا في منازلهم.

وكان الحاكم أندرو كوومو الذي غالبا ما يتطرق إلى مسألة التغير المناخي، قد اقترح هذه البرنامج في شباط/فبراير الماضي مع ميزانية تبلغ 400 مليون دولار.
التعليقات (0)