لقي عنصران من قوات تدعمها أبوظبي مصرعه وأصيب ثالث، الاثنين، في هجوم شنه مقاتلون قبليون على نقطة عسكرية شمال محافظة
حضرموت، شرق
اليمن.
وأفاد مصدر يمني مطلع بأن مقاتلين قبليين من قبيلة دهم بمحافظة الجوف (شمالا)، هاجموا نقطة تفتيش تابعة لقوات المجلس
الانتقالي الجنوبي الذي يسعى لإلغاء الوحدة مع شمال اليمن، في منطقة الخشعة شمال وادي حضرموت، التي تسيطر عليها قوات المجلس منذ مطلع ديسمبر/ كانون أول الجاري.
وقال المصدر لـ"عربي21" إن الهجوم الذي شنه المقاتلون القبليون من محافظة الجوف الحدودية مع محافظة حضرموت، على النقطة العسكرية جاء ردا على مقتل ثلاثة من أبناء القبائل برصاص عناصر تابعة للمجلس الانفصالي في وقت سابق من الشهر الجاري.
وأضاف المصدر المطلع أن هجوم مقاتلي قبيلة دهم، إحدى أقوى القبائل في الجوف الحدودية مع
السعودية، أسفر عن مقتل اثنين من قوات المجلس الانفصالي وإصابة ثالث.
هذا وتشهد محافظة حضرموت، كبرى محافظات اليمن، هدوءا وترقب بعد يوم دام من الاشتباكات التي دارت بين مقاتلي حلف قبائل حضرموت ( أكبر التكتلات القبلية بالمحافظة) وقوات المجلس الانفصالي المدعوم من أبوظبي في مدينة الشحر الساحلية على بحر العرب وفي منطقة الهضبة حيث مديرية غيل بن يمين، شمالي شرقي مدينة المكلا، المركز الإداري للمحافظة الاستراتيجية.
وكان الطيران الحربي السعودي قد نفذ طلعات جوية على امتداد حضرموت، ليلة الأحد/الاثنين، مع اشتداد المعارك بين المقاتلين القبليين والقوات التي تدعمها
الإمارات.
اظهار أخبار متعلقة
قصف جوي سعودي
وبحسب مصادر محلية تحدثت لـ"عربي21" فإن الطيران استهدف بضربات جوية مواقع في منطقة "وادي خرد" التابعة لمدينة الشحر، وأطراف وادي نحب بمديرية غيل بن يمين، في ظل الحصار الذي تفرضه قوات المجلس الانتقالي الانفصالي على المناطق تلك والتي تعد معاقل رئيسية للقبائل المناوئة للمجلس المدعوم من حكومة أبوظبي.
وقالت المصادر إنه لم يعرف طبيعة المواقع التي تعرضت للقصف الجوي ليلة الأحد، بالتزامن مع إطلاق الطيران الحربي السعودي أيضا، قنابل ضوئية فوق مطار سيئون، الواقع في المدينة التي تحمل الاسم ذاته، والذي تتمركز فيه قوات المجلس الانفصالي منذ مطلع ديسمبر الجاري.
ومنذ الخميس الماضي، تشهد مدينتي الشحر وغيل بن يمين، شرقي المكلا، مواجهات عنيفة بين مقاتلي حلف قبائل حضرموت والقوات التابعة للمجلس الانفصالي المدعومة من حكومة أبوظبي.
وتشير هذه التحركات المتواصلة من قبل قوات المجلس الانفصالي إلى "عدم اكتراثه بالتحذيرات السعودية" التي جاءت استجابة لطلب رسمي تقدم به، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، لاستعادة السيطرة على المحافظة الاستراتيجية وحماية المدنيين من الانتهاكات الجسيمة التي يمارسها الانفصاليون المدعومون من أبوظبي، وفق المصادر.
والخميس الماضي، دعت السعودية في بيان صادر عن وزارة خارجيتها، "المجلس الانتقالي الجنوبي" إلى سحب قواته من حضرموت والمهرة ، مشددة على أن "القضية الجنوبية عادلة وستُحل بحوار بين كافة الأطراف اليمنية ضمن الحل السياسي الشامل".
وقالت الخارجية السعودية إن التحركات العسكرية للمجلس الانتقالي الجنوبي في محافظتي حضرموت والمهرة "تمت بشكل أحادي دون موافقة مجلس القيادة الرئاسي أو التنسيق مع قيادة التحالف مما أدى إلى التصعيد غير المبرر الذي أضر بمصالح الشعب اليمني بمختلف فئاته والقضية الجنوبية وجهود التحالف".
ومنذ 3 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، تسيطر قوات المجلس الانتقالي الجنوبي على حضرموت، عقب معارك مع "حلف قبائل حضرموت" وقوات المنطقة العسكرية الأولى التابعة للحكومة المعترف بها دوليا.
وفي وقت سابق الشهر الجاري، رفض "المجلس الانتقالي الجنوبي" الانسحاب من محافظتي حضرموت والمهرة خلال محادثات مع وفد سعودي إماراتي يسعى لاحتواء تقدّمه الميداني في جنوب اليمن.