يبرز فيروس H3N2، المتسبب في مرض
الإنفلونزا الموسمي، قدرة على التسبب في مضاعفات صحية خطيرة، خاصة لدى الفئات الضعيفة صحيًا مثل كبار السن والحوامل والمصابين بأمراض مزمنة، فيما حذر الأطباء من قدرة هذا الفيروس على التحور السريع والمستمر، بالإضافة إلى سرعته في العدوى.
ووفقًا لتقرير نشره موقع Ergsy البريطاني، فإن فيروس H3N2 ينتمي إلى فئة فيروسات الأنفلونزا (A)، وهو المسئول عن عدد من موجات الإنفلونزا الشديدة في العقود الماضية، لما يتميز به من قدرة عالية في التكيف مع جهاز المناعة البشري، ويمكن لهذا الفيروس أن يُسبب في سعال مستمر قد يطول لمدة تصل إلى ثلاثة أسابيع، مما يجعل العلاج الفعال ضروريًا لتعافي المريض.
ظهور فيروسات جديدة كل سنتين إلى خمس سنوات
ومنذ تفشيه الأول، خضع فيروس H3N2 لتغيرات جينية جوهرية، حيث يُظهر قدرة استثنائية على التطور من خلال إعادة التشكيل الجيني، مما يُمكّنه من اكتساب خصائص جديدة والتهرب من مناعة المضيف، إضافةً إلى ذلك، يُؤدي معدل الطفرات السريع لفيروس H3N2 إلى ظهور فيروسات جديدة مستضديًا كل سنتين إلى خمس سنوات، لهذا يُراقب النظام العالمي عن كثب متحورات H2N5.
اظهار أخبار متعلقة
أعراض إنفلونزا H3N2
تشمل الأعراض الأولية لفيروس H3N2 ارتفاع درجة الحرارة (عادة ما تتجاوز 38 درجة مئوية)، والسعال الجاف المستمر لمدة تصل إلى أسبوعين، التهاب الحلق مع الانزعاج المصاحب له، آلام الجسم وآلام العضلات والتعب الشديد والضعف، وأيضا الصداع وسيلان أو احتقان الأنف وقشعريرة مع التعرق.
بينما يتعافى معظم الأفراد من الحمى المرتبطة بفيروس H3N2 خلال أسبوع دون الحاجة إلى دخول المستشفى، قد تحدث بعض المضاعفات في بعض الحالات،
وتشمل هذه المضاعفات ما يلي:
- الالتهاب الرئوي البكتيري
- التهابات الأذن
- التهابات الجيوب الأنفية
- تفاقم الأمراض المزمنة الموجودة مثل:
فشل القلب الاحتقاني
مرض الربو
مرض السكري
عوامل الخطر للمضاعفات
وتواجه المجموعات التالية مخاطر متزايدة من المضاعفات:
النساء الحوامل، وخاصة خلال الثلث الثاني والثالث من الحمل
الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 عام، البالغون الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا فأكثر، الأفراد الذين يعانون من حالات طبية مزمنة مثل اضطرابات القلب وأمراض الرئة ومشاكل في الكلى واضطرابات التمثيل الغذائي والحالات العصبية والتنموية وأمراض الكبد والأمراض المرتبطة بالدم.
الوقاية خير من المضاعفات
الوقاية من H3N2 تبدأ بالتطعيم الموسمي ضد الإنفلونزا، إذ يحتوي اللقاح غالبًا على سلالات محدثة تشمل هذا النوع، لكن اللقاح لا يغني عن الالتزام بالإجراءات الوقائية اليومية مثل:
- غسل اليدين باستمرار.
- تجنب ملامسة الوجه في الأماكن العامة.
- البقاء في المنزل عند ظهور الأعراض.
- التهوية الجيدة للأماكن المغلقة.
كما يُنصح المرضى المزمنون والحوامل بعدم التأخر في استشارة الطبيب فور ظهور أعراض الإنفلونزا، لأن التدخل المبكر يقلل احتمال حدوث مضاعفات خطيرة.
اظهار أخبار متعلقة
علاج H3N2
تتطلب إدارة عدوى فيروس H3N2 نهجًا متعدد الجوانب، يجمع بين الأدوية المضادة للفيروسات وتدابير الرعاية الداعمة. وتؤكد الجمعية الطبية الهندية على تجنب العلاج الذاتي والهلع عند التعامل مع هذه السلالة من الإنفلونزا، تُعدّ الأدوية المضادة للفيروسات الوسيلة الدفاعية الأساسية ضد عدوى فيروس H3N2 الشديدة. وتُثبت هذه الأدوية فعاليتها القصوى عند تناولها خلال 48 ساعة من ظهور الأعراض. تشمل الأدوية المضادة للفيروسات الموصوفة عادةً ما يلي:
- أوسيلتاميفير فوسفات
- الزاناميفير
- أثبت عقار بيراميفير
- بالوكسافير ماربوكسيل
بالنسبة للحالات غير المعقدة، يوصي الأطباء بالعديد من تدابير الرعاية الداعمة:
- الراحة الكافية في الفراش للمساعدة على التعافي
- تناول السوائل بانتظام من خلال الماء والعصائر والحساء
- الأدوية المتاحة دون وصفة طبية لعلاج الحمى وإدارة الألم
- مثبطات
السعال حسب الحاجة
كيف ينتشر فيروس H3N2
ينتشر فيروس إنفلونزا H3N2 A بشكل رئيسي عبر الرذاذ التنفسي الذي ينطلق عند سعال الشخص المصاب أو عطسه أو حديثه أو حتى تنفسه بصعوبة، يمكن لهذه الرذاذ أن ينتقل عبر الهواء لمسافة قصيرة ويدخل أنف أو فم أو عيني شخص آخر، وينتشر الفيروس أيضًا عبر الأسطح الملوثة. على سبيل المثال، إذا لمس شخص مصاب بالإنفلونزا أنفه أو فمه ثم لمس مقبض باب أو زر مصعد أو شاشة هاتف محمول أو أداة، فقد يبقى الفيروس حيًا لفترة كافية ليلتقطه شخص آخر.
معدل انتقال العدوى
في الأماكن المزدحمة مثل الحافلات والمترو والفصول الدراسية والمكاتب ومراكز التسوق
في الأماكن الداخلية سيئة التهوية
أثناء التجمعات العائلية، حيث يكون الاتصال الوثيق أمرًا لا مفر منه
عندما يتشارك الأشخاص في استخدام الأدوات أو المناشف أو الهواتف أو الفراش
خلال الأيام الأولى من الحمى.
وعندما يكون الحمل الفيروسي في أعلى مستوياته
يتساءل الناس كثيرًا: متى يكون الشخص المصاب بفيروس H3N2 أكثر عدوى؟ عادةً ما يكون ذلك قبل يوم واحد من ظهور الأعراض وأول 3-4 أيام بعد ظهور الحمى، وهذا يُسهّل انتشار الفيروس قبل أن يُدرك الشخص مرضه. يميل الأطفال إلى البقاء معديين لفترة أطول من البالغين، لأن فيروس H3N2 يبدأ فجأةً، غالبًا خلال ساعات، فقد ينشره الناس دون علمهم أثناء السفر أو الدراسة أو العمل. وهذا أحد أسباب تزايد موجات الإنفلونزا الموسمية في الهند بسرعة خلال موسم الرياح الموسمية والشتاء.