أعلنت شركة "
وارنر براذرز ديسكفري" رسميًا رفضها لعرض الاستحواذ المقدم من "
باراماونت سكايدانس"، واصفةً إياه بـ"الوهمي"، مؤكدةً أن الخطة الحالية لبيع معظم أسهم الشركة الإعلامية إلى
نتفليكس تُعدّ صفقةً أفضل للمساهمين، وقد عرضت "باراماونت" شراء منافستها مقابل 108 مليارات دولار، غير أن مجلس إدارة "
وارنر براذرز ديسكفري" اعتبر أن العرض لا يخدم مصالح الشركة،
وذكر مجلس الإدارة في رسالةٍ إلى المساهمين وفق تقرير لشبكة "
سي أن أن" أن العرض العدائي "لا يُقدّم قيمةً كافية، ويُحمّل ارنر، التي يُشار إليها اختصارًا بـWBD مخاطر وتكاليف باهظة"، ويعود القرار النهائي إلى هؤلاء المساهمين، الذين أعلن بعضهم بالفعل رفضهم لنصيحة الشركة، وعرض أسهمهم على باراماونت مقابل 30 دولارًا للسهم الواحد.
ويؤكد المسؤولون التنفيذيون في باراماونت أن عرضهم يُقدّم "قيمةً أكبر ووضوحًا أكثر"، بينما يقول مسؤولو WBD إن محاولة الاستحواذ العدائي غير مضمونة على الإطلاق، ويتمحور القلق الأساسي الذي أثارته WBD حول ما إذا كانت باراماونت "مُجديةً من الناحية المالية"، ويُموَّل عرض باراماونت بشكل كبير من قِبَل العائلات المالكة في السعودية وقطر وأبوظبي، وتؤكد باراماونت أن لديها تمويلًا مُحكمًا، وأن أي ادعاء بخلاف ذلك هو محض هراء، لكنّ شركة WBD تساءلت عن سبب لجوء مالكي باراماونت الحاليين إلى جهات خارجية بدلًا من توفير المزيد من التمويل بأنفسهم.
في وقت سابق من هذا العام، استحوذ ديفيد إليسون ووالده لاري، الملياردير صاحب شركة أوراكل، على باراماونت بعد عملية اندماج مُطولة وشابتها دوافع سياسية، وتبلغ ثروة لاري إليسون حوالي 240 مليار دولار، وفقًا لحسابات فوربس، مما يجعله ثالث أغنى رجل في العالم، وصرّحت باراماونت بأن عائلة إليسون تضمن العرض بالكامل، إلا أن رسالة WBD الصادرة الأربعاء تنفي ذلك قائلةً: "لم تفعل ذلك قط".
شبهات التمويل الأجنبي
وفي الأيام الأخيرة، أعرب بعض المشرّعين الأمريكيين عن قلقهم إزاء ترتيبات التمويل في الشرق الأوسط، وكتب النائبان سام ليكاردو وأيانا بريسلي في رسالة إلى موقع WBD: "تثير هذه الصفقة مخاوف تتعلق بالأمن القومي، لأنها قد تنقل نفوذًا كبيرًا على إحدى أكبر شركات الإعلام الأمريكية إلى ممولين مدعومين من جهات أجنبية".
وقالت شركة باراماونت في ملفاتها المقدمة إلى هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية، إن السعودية وقطر وأبوظبي وافقت على التنازل عن أي حقوق تصويت أو دور إداري في شركة وارنر في حال إتمام الصفقة، إلا أن ذلك بدوره زاد من التساؤلات حول دوافع العائلات المالكة للاستثمار في هذه الشركة.
وانسحب شريك تمويلي آخر الثلاثاء، وهو صندوق الأسهم الخاصة "أفينيتي بارتنرز" التابع لجاريد كوشنر، من الصفقة. وأعلنت شركة أفينيتي، التي تتلقى استثمارًا كبيرًا من صندوق الاستثمارات العامة السعودي، أنها قررت التخلي عن فرصة الاستحواذ على هذا الأصل الأمريكي الفريد، وذلك في ظل وجود منافسين قويين يسعيان للاستحواذ عليه، وأضافت أفينيتي في بيانها: "ما زلنا نعتقد أن هناك مبررًا استراتيجيًا قويًا لعرض باراماونت".
وقد يستمر هذا الصراع بين الشركتين لأشهر. ومن المقرر أن ينتهي عرض باراماونت الحالي لشراء الأسهم في 8 يناير/كانون الثاني، ولكن من الممكن تمديده، فيما يتوقع محللو وول ستريت أن تعود باراماونت بعرض أعلى، أو ترفع دعوى قضائية، أو تتخذ خطوات أخرى.
نتفليكس تحاول
في غضون ذلك، تمضي نتفليكس قدمًا في خطتها للاستحواذ على استوديوهات وارنر براذرز السينمائية، وخدمة البث المباشر HBO Max، وغيرها من الأصول القيّمة في هوليوود، وقال الرئيسان التنفيذيان المشاركان، جريج بيترز وتيد ساراندوس، للموظفين في رسالة بريد إلكتروني: "لدينا صفقة متينة. إنها رائعة لمساهمينا، ورائعة للمستهلكين، ووسيلة فعّالة لخلق وظائف وحمايتها في هذا القطاع. نحن واثقون من إتمام الصفقة بنجاح، ونتطلع بشغف إلى المستقبل".
بموجب الخطة الحالية، ستنقسم وارنر براذرز إلى شركتين مدرجتين في البورصة الصيف المقبل، ثم ستسعى نتفليكس للحصول على موافقة الجهات التنظيمية لشراء حصة وارنر براذرز. ستضمّ الشركة الأخرى، التي ستُسمى "ديسكفري غلوبال"، شبكة CNN وقنوات أخرى.
وصرّح الرئيس الأمريكي الأسبوع الماضي بأنه سيشارك في المراجعة التنظيمية، وألمح إلى تفضيله لعرض باراماونت، رغم أنه انتقد عائلة إليسون في الأيام الأخيرة، وعبّر
ترامب عن تفضيله لباراماونت من خلال سخريته من CNN، حيث قال: "أعتقد أن من أداروا CNN طوال الفترة الماضية عارٌ عليهم. أرى أنه من الضروري بيع CNN".