يتزايد اهتمام الأوساط
العلمية حول العالم بإمكانية وجود حياة خارج
كوكب الأرض، في ظل التوسع الكبير في اكتشاف
الكواكب البعيدة وتطور وسائل الرصد الفضائي.
ورغم أن العلم لم يقدم
حتى الآن دليلا مباشرا على وجود
كائنات فضائية، إلا أن كثيرا من الباحثين يرجحون أن
الحياة لا تقتصر على كوكبنا وحده في هذا الكون الفسيح.
وأشار العلماء بحسب
تقرير لشبكة الـ "بي بي سي" إلى أن
مجرة درب التبانة تحوي مئات المليارات
من النجوم، فيما تم رصد أعداد متزايدة من الكواكب التي تدور حولها، بعضها يقع في مناطق
تعرف بـ"النطاق الصالح للحياة"، حيث تتوافر الظروف الملائمة لوجود الماء
السائل، أحد أهم عناصر الحياة كما نعرفها، ويؤكد مختصون في الفيزياء الفلكية أن احتمالات
العثور على كواكب تحمل مقومات الحياة باتت أكبر من أي وقت مضى.
وأسهمت التكنولوجيا
الحديثة في توفير نظرة أكثر دقة إلى هذه العوالم البعيدة، من خلال تحليل الضوء النافذ
عبر أغلفتها الجوية، ما يسمح بالكشف عن مؤشرات كيميائية قد تدل على وجود عمليات حيوية،
حيث يأمل الباحثون في رصد أدلة قوية خلال السنوات المقبلة، مع توسع مشاريع المراقبة
الفضائية واستخدام تلسكوبات أكثر قدرة على استكشاف الفضاء العميق.
اظهار أخبار متعلقة
وتستند التوقعات المتفائلة
كذلك إلى اكتشاف أشكال للحياة على الأرض في بيئات كانت تعتبر سابقًا غير قابلة للحياة،
مثل أعماق المحيطات والمناطق المتجمدة، ويعزز ذلك الفرضية القائلة بأن الحياة قد تظهر
في ظروف مختلفة تمامًا عن تلك الموجودة على كوكبنا.
ورغم ارتفاع احتمالات
وجود حياة أخرى، فإن العلماء يعتقدون أن التواصل مع كائنات ذكية يظل أمرا بعيد المنال،
فالحياة على الأرض نفسها استغرقت مليارات السنين لتتطور من كائنات دقيقة إلى بشر قادرين
على التواصل عبر تقنيات متقدمة، حيث يرجح أن الحضارات الفضائية المحتملة قد تكون في
مراحل تطور غير متزامنة مع حضارتنا، بما يجعل اللقاء المباشر أمرًا شديد الصعوبة.
أما بخصوص إمكانية
زيارة كائنات فضائية للأرض، فيرى الخبراء بحسب التقرير أن المسافات الهائلة بين النجوم
تشكل العائق الأكبر. فحتى أسرع الإشارات التي يمكن إرسالها تتحرك بسرعة الضوء، وتستغرق
آلاف السنين للوصول إلى أقرب مجموعات نجمية، كما أن السفر عبر الفضاء بسرعات تسمح بعبور
تلك المسافات لا يزال خارج القدرات التكنولوجية المعروفة، سواء بالنسبة للبشر أو أي
حضارة محتملة.